دمشق ـ ميس خليل
رغم أنه يقع في منطقة مستهدفة يوميًا من قذائف الهاون إﻻ أنّ المتحف المدرسي للعلوم الواقع في منطقة التجارة في دمشق ما زال مقصدًا لطلاب المدارس والجامعات وكل المهتمين بعالم الحيوانات المحنطة والتجارب الفيزيائية والكيمائية وعالم الطبيعة كونه يشكل ثروة علمية نادرة وفريدة .
وينقسم المتحف بشكل أساسي إلى جناحين، جناح في الطابق الأول مخصص لمحنطات الحيوانات التي اصطادها الرحالة والصياد الدمشقي، حسين إيبش، والذي سمي باسمه وتضم 450حيوانًا محنطًا اصطادهم إيبش خلال رحلاته في أدغال أفريقيا والهند، لتوثيق الحياة البدائية في هذه المنطقة من العالم.
ويشير موفق مخول مدير المتحف في حوار مع "العرب اليوم" إلى أن المتحف يحتضن قيمة بمستوى عالمي وهي الأولى من نوعها في المنطقة، حيث تضم مجموعة المحنطات 275 جمجمة و63 رأس غزال، إضافة إلى الحيوانات الآخرى ومنها "الزرافات، الأسود، النمور، الفيلة، فرس النهر، فهود، ضباع، ظباء، أيائل، تماسيح، وحيد القرن، ثيران"، إلى جانب 219 صورة فوتوغرافية، وهي مجموعة يزيد عمرها على مئة عام.
وفي الطابق الثاني من المتحف يدخل الزوار إلى عالم آخر حيث تحيط به محنطات وأنواع نادرة من المستحاثات مصنفة حسب أنواعها إضافة إلى الصخور البركانية، فلزات، معادن، أواني مستطرقة، وأول أجهزة السينما الصامتة.
ويمكن لزائر المتحف أن يرى في جولاته لوحات لأهم الخطاطين مثل خطاط بلاد الشام، محمد بدوي الديراني، وأخطاط الجامع الأموي، أستاذه التركي يوسف رثا، وأجهزة المذياع الأولى والبيك آب، والمرايا التي كانت تزين البيوت الدمشقية، إضافة إلى لوحات فسيفسائية كبيرة.
ويؤكد المدرسة ريم فاضل التي كانت بزيارة مع طلاب مدرسة التجارة الأولى إلى المتحف أن يشكل وسيلة تعلميمة مهمة، حيث يوجد أيضًا ضمن المتحف عرض سينمائي عن الحيوانات في الغابة والفرق بينها.
وأضافت أنه خلال الرحلة التي يقوم بها الطلاب إلى المتحف يتم الشرح للطلاب عن التفاصيل وعن مراحل حياة الحيوانات وأنواعها وطرق تحنيطها، وكيف كانت الأدوات القديمة للإنسان وكيف تطورت وأصبحت على شكلها الحالي، وقام الكادر التنظيمي للمتحف بصنع ديكور أشبه بالغابة ورفدوه بوسائط مرئية وصوتية تعطي شعورًا لمن يدخل إليه أنه ضمن غابة حقيقية.
وقد تم توسيع المتحف لكنه ما يزال ضيقًا بالنسبة لحجم المقتنيات الموجودة، بالإضافة لتبرع العديد من الأشخاص لتحف نادرة وقديمة.
أرسل تعليقك