الثمانية المكروهون يستعرض حياة المجتمع الأميركي خلال حقبة ما بعد الحرب الأهليّة
آخر تحديث GMT12:45:37
 العرب اليوم -

الفنان الإيطالي الأصل جسَّد المرأة ضمن شخوص العمل بصورة "وحش كاسر"

"الثمانية المكروهون" يستعرض حياة المجتمع الأميركي خلال حقبة ما بعد الحرب الأهليّة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الثمانية المكروهون" يستعرض حياة المجتمع الأميركي خلال حقبة ما بعد الحرب الأهليّة

فيلم "الثمانية المكروهون" لتارانتينو
بغداد ـ نجلاء الطائي

شهدت قاعة اتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين، عرضًا سينمائيًّا لفيلم "الثمانية المكروهون" للمخرج المثير للجدل كوانتين تارانتينو، ضمن فعاليات نادي السينما والناس.
وأكد المشرف على فعاليات النادي، الناقد والمخرج السينمائي حسين السلمان، إلى "العرب اليوم"، أن إحياء عروض السينما العالمية في بغداد والمساهمة في جلساتها يمثلّ دعماً للثقافة العراقية، بعد أن تعرضت الثقافة الوطنية للتدمير، مضيفًا: مخرج الفيلم المثير للجدل دخل قلب السينما من خلال محله لبيع الأفلام، وهو صاحب المقولة المشهورة "لولا السينما الروسية لانهارت السينما العالمية".

وينقل فيلم "الثمانية المكروهون"، وهو من نوع أفلام "الويسترن" الذي يعود به إلى الغرب المتوحش، والذي بلغت مدته 168 دقيقة، صورة مصغّرة عن المجتمع الأميركيّ خلال حقبة ما بعد الحرب الأهلية الحرجة، أي أحداث جرت في نهاية القرن التاسع عشر، فنجد رجل القانون، ورجل العدالة، ورجل الحرب، ورجل الثورة، ونجد الأسود، والأبيض والمكسيكيّ، والمرأة والشيخ المسنّ، والشاب اليافع، ومن خلال العاصفة الثلجية.

ويجبر تارنتينو كلّ هؤلاء الأوغاد على التواصل، وينقل لنا عبر حواراته البارعة، مكامن هذه الشخصيات وعلاقاتها بالآخر، من خلال البقاء علی قيد الحياة وإيجاد مأوی، وينتشر بينهم الغدر والخداع فمن الذي يستطيع النجاة منهم؟ وعرج السلمان إلى أن المخرج أثار قضية السرد في فليمه، موضحًا أن السرد أخذ منحى آخرًا منذ البداية وحتى في النهايات، فضلاً عن اعتماده على المفاجآت والدلالات والإشارات إلى الزمان والمكان، فالمهم كيف تسرد وليس أن تقدم حكاية حميمة، كما أن المخرج عمد إلى استخدام الفصول في الفيلم بفنية عالية.

وأضاف السلمان أن اتجاه المخرج الأدبي جعله يقسم الفيلم كالرواية، كما أن تفاصيل الفيلم بيّنت أن هناك مجموعة من البشر كشفت عن مكنوناتها الداخلية، ومن هنا يبدأ التحليل النفسي بين شخوص الفيلم، فمن يقتل أكثر هو الرابح الأكبر، متابعًا: الفيلم يذكرنا بالأفلام التي تستخدم الرجل الأسود، الذي يكون تحت رعاية الرجل الأبيض، وقد وردت في الفيلم كلمة "نيغر" ولم يستخدم كلمة اسود، والفيلم لم يخاطب الرجل الأسود وإن ذلك فيه إهانة كبيرة، كما أن غالبية الحوارات تركزت على أن السود بالنتيجة منتصرون، ولكن ختمها بيد الرجل الأبيض من خلال الرسالة المتروكة إلى الرئيس الأميركي لينكولين الهندي الأحمر.

ونوه السلمان إلى أن المخرج عمل فيلمه في مكان واحد، وألقى بكل الثقل على الممثلين، متسائلًا عن الرسائل الموجهة من خلال هذا الفيلم وماذا أراد المخرج أن يوصل بدمويته، وختم قائلاً: الفيلم في الغالب صوِّر في مكان واحد، واعتمد بشكل كبير على اللقطة العامة، وقلب الأحداث ليس على طريقة الفلاش باك بل التداعي الحرّ، معتمدًا على أسلوب الحداثة في السينما، وما يميز تارانتينو الإيطالي الأصل والذي عاش في أميركا، صفة العنف، فيقول: "العنف متعة سينمائية كبيرة"، كما أنّه متمرد على النسق الروائي، فضلاً عن اعتماده على مكان واحد، وهو كاتب سيناريو ومنتج سينمائي متقدم، كما إنه حوَّل المرأة ضمن شخوص هذا الفيلم إلى وحش كاسر".

وأبدى الأكاديمي، الدكتور صالح الصحن، ملاحظاته عن الفيلم والمتمثلة في غلبة الحوار، فضلاً عن تعدد أنساق السرد، وقلة عدد الممثلين والعاطفة والنساء والجنس والمواضيع الإنسانية، مضيفًا: أمّا اللون فقد اتسم بالحيادية، فضلاً عن اشتغال المخرج على بيئة ومنطقة واحدة وهي: كوخ ومنطقة ثلجية، مع استخدام الحيل والمؤثرات (الكروما) والموسيقى في الفيلم لم تكن موفقة، فالفيلم لم يخلو من تلك العقيدة التي تصور الأميركي لا يخذل، ينتصر ولا يثلم ولا ينكسر، وحتى مشاهد الدم ولعبة العنف قللت من قيمة التذوق والشد، فهو يضمّ مجموعة من المتغيرات القصدية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثمانية المكروهون يستعرض حياة المجتمع الأميركي خلال حقبة ما بعد الحرب الأهليّة الثمانية المكروهون يستعرض حياة المجتمع الأميركي خلال حقبة ما بعد الحرب الأهليّة



GMT 17:13 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

4 ثنائيات تجتمع مجددًا بعد غياب في موسم دراما رمضان 2025

GMT 17:09 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود حميدة يفجّر مفاجأة حزينة عن تراث مصر السينمائي

GMT 16:58 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد إمام وياسمين رئيس أحدث المغادرين لمسلسلات رمضان 2025

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab