لندن - ماريا طبراني
كشف بحث جديد أن السم في لدغة عنكبوت الرتيلاء يمكن أن يساعد في علاج العديد من الأمراض، ويسبب سم هذا العنبكوت الموجود في غرب أفريقيا آلام مبرحة عند لدغ الضحايا إلا أن الباحثين وجدوا أن السم يستهدف مسار كيميائي لم يعرف من قبل في الأعصاب التي تشعر بالألم، وأوضح الباحثون أن هذا يمكن أن يؤدي إلى إنتاج عقاقير جديدة لعلاج الآلام المزمنة مع حالات أخرى مثل الصرع والقولون العصبي ومرض التوحد والزهايمر، وأفاد الدكتور أرميا أوستين الفيزيولوجي في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو الذي قاد فريق البحث " تطورت هذه العناكب على مدار ملايين السنين للتوصل إلى هذه السموم القوية، إنها أدوات يصعب على المرء تصميمها حتى في المختبر".
ووجد الباحثون أن هذه السموم المكتشفة حديثا تسبب الألم من خلال إطلاق قناة تسمح للصوديوم بالدخول إلى خلية في فئة نادرة من الأعصاب تسمي "أ دلتا فايبرز"، وتمكن الباحثون من تحديد اثنين من جزيئات البروتين الصغيرة في سم العناكب والتي تقوم بتنشيط هذه الأعصاب بقوة في المختبر، ويعتقد أن "أ دلتا فايبرز" تنقل الصدمة الحادة المفاجئة للحرق أو القطع وتنتج "سي فايبرز" نبض الحرق الذي يتبعها، وتمكن الباحثون من عزل "أ دلتا فايبرز" في الفئران باستخدام السموم وتبين أنها تلعب دورا هاما في فرط الحساسية، وهذا هو المكان الذي تسبب فيه اللمسات الخفيفة عدم الراحة وهي مشكلة شائعة في أمراض مثل القوباء ومتلازمات الآلام المزمنة، وأظهرت التجارب أن حساسية اللمس المتزايدة من نوع فرعي من "أ دلتا فايبرز" والمعروفة باسم Nav1.1- ربما تلعب دورا في متلازمة القولون العصبي، ويشترك النوع الفرعي Nav1.1- للأعصاب في تطوير الصرع ومرض التوحد والزهايمر.
وأضاف الدكتور ديفيد جوليوس من جامعة كاليفورنيا والذي شارك في البحث " من الصعب للغاية تحديد أدوية لهذه القنوات بسبب وجود أنواع فرعية منها ذات ارتباط وثيق، ما يجعل من الصعب تحديد أدوية وغيرها من الأشياء التي تعمل على نوع فرعي واحد وليس نوع أخر، وتوفر هذه السموم أدوات فريدة من نوعها لفهم بالضبط ما يفعله هذا النوع الفرعي Nav1.1 في الشعور بالألم".
ويأمل الباحثون الذين نشرت أعمالهم في مجلة "نيتشر" أن يستطيعوا تحديد آليات الألم الأخرى من خلال دراسة السموم من المخلوقات الأخرى، ويقوم العلماء بفحص مئات من سموم العناكب والعقارب وغيرها، واضاف الدكتور جوليوس " هناك العشرات من مئات جزيئات البروتين المختلفة في سم كل حيوان، ولكما تعمقت في النظر كلما اكتشفت المزيد من السموم".
أرسل تعليقك