جدة – العرب اليوم
تشهد محلات الجزارة في جدة حاليًا ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار العجول، وتراوح الارتفاع ما بين 10 إلى 20%، فيما تزامن مع الإقبال المتزايد على الشراء تدني الاشتراطات الصحية في عملية الذبح والسلخ والبيع، وبدت اللحوم المذبوحة معروضة بطريقة عشوائية وبعضها ملقى على الأرصفة المجاورة لتلك المحلات بطريقة مقززة تفتقد لابسط درجات النظافة.
و اشتكى عدد من المستهلكين من ضعف الرقابة بدرجة دفعت عددًا من البائعين الجشعين لرفع الأسعار، مع الإهمال الشديد في طريقة عرض اللحوم للزبائن، إضافة إلى تقديم لحوم مستوردة بأسعار تضاهي اللحوم البلدية.
وذكر المواطن عمر الحربي (39 عامًا) تجربة مريرة وقعت له مع أحد محلات الجزارة حيث أوضح بأنه أخذ درسًا لن ينساه عندما اشترى من أحد المحلات لحم عجل قبل دخول رمضان بأيام قليلة وأكد له البائع أنه لحم بلدي وبعد طبخه فوجئ بأنه خلاف ذلك وأنه من النوع المستورد، لذا فإنه يحرص على اصطحاب ذوي الخبرة معه عند الشراء حتى لا تتكرر تلك التجربة.
وأوضح محمد المالكي (38 عامًا) - مواطن يعمل في القطاع الحكومي إنه أراد شراء بضعة كيلوات من لحم العجل كعادته واضعًا في ذهنه القيمة المعتادة للكيلو الواحد وهي (50) ريالًا سواء مع العظم أو صافي، إلا أنه تفاجأ هذه المرة - كما يقول - بالزيادة غير المتوقعة حيث دخل المحل كعادته وطلب الكمية المناسبة دون السؤال عن السعر، وبعد الاستلام فاجأه البائع بحساب الكيلو بـ(60) ريالًا، محاولًا تذكيره بأنه عميل دائم إلا أن البائع امتنع عن تخفيض السعر معللًا ذلك بأنه خارج عن صلاحيته.
ويضيف المالكي: "أتذكر أنني اشتريت عجلًا كاملًا بمبلغ ( 2000) ريال من نفس المحل قبل بضعة أشهر، أما اليوم فبلغ سعر نصف عجل فقط بـ( 1700) ريال" مبديًا استغرابه من غياب الرقابة على الأسعار وعدم التقيد بالاشتراطات الصحية سواء للعاملين أو للمحل نفسه.
وتحدث البائع سالم أحمد (47 عامًا) عن أنواع لحوم العجول حيث قال: "هناك النوع البحري وهو مستورد من الخارج (صومالي، هولندي) أما النوع البلدي ويأتي من جنوب المملكة (محايل عسير، المجاردة).
وأوضح عن الأسعار: "غالبًا ما ترتبط بعمر العجل فكلما كان صغيرًا ازداد سعره، والعكس" مشيرًا إلى أن سعر كيلو العجل البلدي حاليًا بـ(60) ريالًا حيث يتميز بنكهته وطعمه المميز عن باقي اللحوم، أما البحري فسعر الكيلو منه (45) ريالًا منوهًا إلى أن البلدي أغلى لقلة البضاعة المعروضة في السوق وكذلك رفع السعر من كبار التجار عند شراء أصحاب المحلات منهم.
وأشار أحمد إلى أن الزبائن المقتدرين يفضلون شراء الربع أو الثمن من العجل وأحيانًا النصف أو العجل كاملًا، أما الزبائن من ذوي الدخل المحدود فإنهم يفضلون الشراء بالكيلو، مشيرًا إلى أنهم يخيّرون الزبون عند الشراء بتقطيع اللحم إلى أوصال أو فرمه، وذلك على حسب رغبته.
و اعترف بائع - تحفظ عن ذكر اسمه - عن رفع الأسعار في رمضان بحجة أنه موسم حيث وقال: "هناك زيادة في الأسعار حيث كان سعر ربع عجل بـ(790 ريالًا) أما اليوم فبلغ (890) ريالًا، وعند سؤاله عن بعض المحلات التى تبيع بسعر أقل قال: "إن لحوم تلك المحلات النوع المستورد وليست من البلدي"، لافتًا إلى أن تذوق اللحم بعد طهيه يحدد نوعه، فالزبائن الأفراد والأسر يستخدمونه في الأرز والإيدامات ونحوها من الأطعمة الشعبية لذا يفضلون اللحم المحلي، أما أصحاب المطاعم الكبيرة ومحلات الوجبات السريعة فيفضلون المزج بين النوعين البلدي والمستورد.
أرسل تعليقك