تواجه المناطق الساحلية في الولايات المتحدة التي يقطنها أكثر من 13 مليون شخص خطر التعرض للغرق بالكامل بواسطة مياه البحر تحت أسوأ سيناريوهات تغير المناخ.
ويتوقع بحث جديد أن ارتفاع مستوى سطح البحر قد يؤدي إلى حدوث اضطراب للسكان يضاهي الهجرة الكبرى التي حدثت في القرن العشرين؛ فمن المتوقع أن يصطدم النمو السكاني في المناطق الساحلية على مدار هذا القرن، لا سيما في تلك المناطق المعرضة للخطر في ولاية فلوريدا، مع واقع ارتفاع منسوب مياه البحار بسبب ذوبان الأنهار الجليدية والتمدد الحراري المصاحب لارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض.
وكشفت الدراسة التي أجرتها جامعة جورجيا Georgia أن التغييرات الديموغرافية في أمريكا ستضع 13,1 مليون شخص على خط المواجهة مع ارتفاع مستوى سطح البحر الذي قد يصل إلى 6 أقدام ( 1,8 متر ) بحلول عام 2100 مع الانهيار التدريجي في الصفائح الجليدية للقطب الجنوبي، بما يعرض منازلهم للغرق.
ولا يزال ارتفاع مستوى سطح البحر الأقل إثارة بمعدل 0,9 متر محل اعتبار اللجنة الدولية للتغيرات المناخية IPCC، الذي سوف يؤثر علي 4,2 مليون شخص. وتستند هذه التوقعات إلى التغيرات الديموغرافية في تعداد سكان الولايات المتحدة خلال هذا القرن، وكذلك المناطق التي تتوقع الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي تعرضها لخطر الفيضانات من قبل الهيئة القومية.
وستتحمل فلوريدا العبء الأكبر من هذا النزوح السكاني المحتمل، مع تضرر أكثر من 6 ملايين شخص جراء ارتفاع مستوى سطح البحر 1,8 متر بحلول عام 2100. وفي ميامي وحدها، فإن نحو مليوني شخص إما أن يكونوا في عداد المحميين أو النازحين تحت هذا السيناريو الأسوأ.
ومن بين المناطق الأخرى التي يقطنها عدد كبير من السكان وتواجه خطر الغرق لونغ آيلاند Long Island في نيويورك، و نيو أورليانز New Orleans، وتشارلستون Charleston في ساوث كارولينا، وسان ماتيو San Mateo في كاليفورنيا؛ وهو ما قد يشكل حركة نزوح كبيرة مثل التي حدثت في القرن العشرين وانتقل خلالها الأمريكان الأفارقة من الولايات الجنوبية إلى الشمالية.
ويعد سكان ولاية فلوريدا أكثر عرضة لخطر الغرق مقارنةً بالولايات الجنوبية الغربية الأخرى بحسب ما تقول الدراسة التي نشرت في مجلة "تغير مناخ الطبيعة"؛ فولايات مثل جورجيا وساوث كارولينا ولويزيانا تتعدى فيها نسبة خطر غرق السكان 10% مع حدوث سيناريو ارتفاع مستوى سطح البحر بمعدل 1,8 متر.
وتبلغ نسبة خطر تعرض السكان للغرق في جنوب شرق الولايات المتحدة وحده نحو 70%؛ مما يدل على أن آثار ارتفاع مستوى سطح البحر سيكون إقليميا كبيرا في الطبيعة. ويحذر البحث من أن العثور على أراضٍ جديدة للنازحين سيكون بمثابة مشكلة صعبة، فضلًا عن كونها مكلفة، مشيرًا إلى أن الترحيل من القرى في ألاسكا بلغت تكلفته مليون دولار عن كل مقيم.
ولا يزال يجري تقدير عدد المتضررين جراء ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل نتيجةً للتغير المناخي، لكن هذه النسبة الكبيرة قيد التقدير فاجأت القائمين على الدراسة بحسب ما يقول ماثيو هاور المؤلف المشارك والعالم في إحصاء عدد السكان بجامعة جورجيا. فالتأقلم سوف يكون خيارًا مثل نشر البنية التحتية الحيوية، ورفع المباني والطرق؛ ومن ثم إذا لم يُفعَل أي شيء، فإن الهجرة ستكون على غرار التي حدثت في القرن العشرين.
وكشفت وكالة ناسا أن مستوى سطح البحر ارتفع في العالم بمتوسط نحو 8 بوصة (20 سنتيمتر) منذ عام 1880، لكن هذه الزيادة غير متساوية في جميع أنحاء العالم؛ وبالتالي فإن توقع ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل يعد معقدًا من قبل مجموعة من العوامل مثل معدل تفكك الصفائح الجليدية القطبية وتغييرات الخليج التي قد تتسبب في تجمع المياه على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وترتفع مستويات سطح البحر عدة مرات أسرع مما كانت عليه قبل 2,800 عام، وحذر باحثون ألمان أخيرًا من أن معدل الزيادة من التمدد الحراري استهين به. كما وجدت دراسة مركزية للمناخ الشهر الماضي أن أيام الفيضانات الساحلية تضاعفت في الولايات المتحدة مقارنة بفترة الثمانينات نتيجة تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري.
أرسل تعليقك