اعطت الوكالة الاميركية للاغذية والادوية الاميركية (اف دي ايه) موافقتها على طرح اول عقار "فياغرا" للنساء اللواتي يعانين ضعفا في الرغبة الجنسية طورته مجموعة "سبراوت فارماسوتيكل" للصناعات الدوائية.
وسبق لوكالة "اف دي ايه" أن رفضت مرتين هذا الدواء عامي 2010 و2013 الا انها اتبعت في النهاية التوصيات الصادرة في حزيران/يونيو الماضي عن لجنة استشارية من الخبراء والداعية الى طرح هذا العقار الجديد في الاسواق بعد موافقة ثمانية عشر عضوا في اللجنة عليه في مقابل رفض ستة اخرين.
وقالت جانيت وودكوك مديرة مركز التقويم والبحوث بشأن الادوية في وكالة "اف دي ايه" إن هذا السماح "يعطي النساء اللواتي يعانين ضعفا في الرغبة الجنسية خيارا علاجيا".
وبحسب دراسات طبية عدة، يظهر ما لا يقل عن 40 % من النساء ممن لم يبلغن مرحلة انقطاع الطمث بدرجات متباينة اشكالا من ضعف النشاط الجنسي من دون أن يكون ذلك ناجما عن اي مشكلة بيولوجية او نفسية او عن تفاعل بين ادوية مختلفة.
إلا أن المسؤولة في الوكالة الاميركية للاغذية والادوية اشارت الى ان "المريضات والاطباء يجب ان يكونوا مدركين تماما للمخاطر المترتبة عن هذا الدواء قبل اتخاذ القرار بتناوله".
ولا يمكن الاستحصال على هذا الدواء الجديد الذي يحمل اسم "فليبانسيرين" والمسوق تجاريا تحت اسم "اديي" الا بموجب وصفة طبية. وقد ربطت "اف دي ايه" موافقتها عليه بشرط اشارة مجموعة "سبراوت فارماسوتيكل" بوضوح على الملصق الموضوع على الدواء الى المخاطر المتأتية من استخدامه.
وأوضحت وودكوك أن الدواء يمكن أن يؤدي الى تراجع كبير في ضغط الدم فضلا عن النعاس وحتى الاغماء. هذه المخاطر تزداد وتصبح اكثر حدة عندما تتناول المريضات الكحول او اي انواع اخرى من الادوية.
ويستند قرار وكالة "اف دي ايه" الى نتائج ثلاث تجارب سريرية اجريت في الولايات المتحدة وكندا مع استخدام جرعة قدرها 100 ملغ على حوالى 2400 امرأة لم يبلغن مرحلة انقطاع الطمث يبلغ متوسط اعمارهن 36 عاما وعانين من ضعف الرغبة الجنسية على مدى خمس سنوات.
وأوضحت وكالة "اف دي ايه" أن نحو 10 % من المشاركات ابلغن عن تحسن مهم في درجة الرضا لديهن عن حياتهن الجنسية لناحية مستوى الرغبة وتخفيف القلق لديهن اثر استخدام دواء "اديي". الا ان هذا الدواء "لم يؤد على ما يبدو الى تحسين الاداء الجنسي".
وأوضحت الوكالة أن هذا الخلل الوظيفي الذي يتسم بضعف الرغبة الجنسية ويمثل مصدرا للقلق والمشاكل في علاقة الثنائي، ليس ناجما عن مشكلة طبية او نفسية معينة او عن آثار جانبية مرتبطة بأدوية.
ولفتت "اف دي ايه" الى ان هذه الحالة قد تصيب نساء لم يواجهن في السابق مشكلة على صعيد الرغبة الجنسية كما أنه من الممكن حصولها أيا كان نوع النشاطات الجنسية الممارسة او وضع العلاقة مع الشريك.
ويعمل دواء "اديي" على تنشيط مادة السيروتونين وهو هرمون يؤدي دورا رئيسيا في وظائف جسدية عدة مثل النوم والعدوانية والسلوكيات الغذائية والجنسية والاكتئاب.
وجرى اكتشاف الخصائص المحفزة للرغبة الجنسية لهذا الجزيء عن طريق الصدفة خلال فحوص اجريت عليه لتحديد امكان استخدامه في محاربة الاكتئاب من دون أن تفضي الى نتيجة. ويشبه هذا الوضع ما حصل مع تطوير دواء "فياغرا" المخصص لتحفيز الرغبة الجنسية لدى الرجال والذي كان القصد من تطويره في بادئ الامر توفير عقار دوائي مخصص لمرضى القلب. ويعرف عن مضادات الاكتئاب تسببها بتراجع موقت في الرغبة الجنسية خلال فترات الضغط النفسي.
ويأتي طرح دواء "اديي" في الاسواق بعد اشهر عدة من الحملات الممارسة من جانب مجموعة "سبراوت فارماسوتيكل" للضغط في اتجاه السماح بتداوله. حتى أن هذا الدواء اثار جدلا بين مجموعة من المجموعات المدافعة عن حقوق النساء تخللتها مواجهات بالعرائض المتبادلة. واتهمت احدى هذه العرائض، من توقيع مجموعة "ايفن ذي سكور"، وكالة "اف دي ايه" بالتمييز ضد النساء عبر رفض الموافقة مرتين على هذا الدواء مذكرة بأن دواء "فياغرا" موجود في الاسواق منذ سنة 1998 للمعالجة من حالات الخلل الجنسي لدى الرجال.
وقد رفضت وكالة "اف دي ايه" هذه الاتهامات رفضا قاطعا.
ومن بين المعارضين بشدة لدواء "اديي"، تتهم الاخصائية في العلاج النفسي ليونور تيفر من جامعة نيويورك مجموعات الصناعات الدوائية بالسعي الى "تحويل الجنس الى مادة طبية" سعيا للكسب المادي.
وبعد الرفض الأول من جانب "اف دي ايه" لطرح دواء "اديي" في الاسواق، قامت الشركة المطورة له وهي مختبرات "بورينغر اينغلهايم" الالمانية ببيعه لمجموعة "سبراوت" الاميركية.
أرسل تعليقك