الدوحة ـ قنا
تسعى إدارة الموارد البشرية في مؤسسة قطر لتنفيذ العديد من السياسات التي تصبّ في مصلحة موظفي مؤسسة قطر، ومن أهمها خطة التأمين الصحي الشامل . وتنطوي سياسة التأمين الصحي الخاصة بمؤسسة قطر على مزايا مهمة للموظفين تتمثّل في أحقية كل موظف إجراء فحص طبي سنوي ، و لكن تشير احصاءات إدارة الموارد البشرية بأن عدداً قليلاً فقط من الموظفين هم الذين يستفيدون من هذه المزايا الصحية ، مع العلم أن هذا الفحص الوقائي قد يسهم في تجنّب الأمراض والحفاظ على الأرواح و لكن هناك من من لا يطلب الاستشارة الطبية إلا حال مرضه فقط.
و قالت الدكتورة لمياء بني مراد، مدير إدارة الصحة في إدارة الصحة والسلامة والأمن والبيئة، لا يستفيد من هذه المزية إلا عدد قليل من الموظفين، وهو الوضع الذي نحتاج إلى تغييره، فمؤسسة قطر لا تدخر جهداً في الحفاظ على صحة موظفيها، لذا توفر لهم تأميناً طبياً شاملاً ومركزاً للرعاية الصحية يقع داخل المؤسسة، إذ تتعامل المؤسسة مع موظفيها باعتبارهم أهم مواردها. ومن ثمّ، ينبغي علينا تشجيع الموظفين على الاعتناء بصحتهم من خلال التفكير في الطب الوقائي، ذلك أن الاكتشاف المبكر لأي نوع من الأمراض يزيد من معدلات بقائنا. فعلى سبيل المثال، يساعد الكشف المبكر لسرطان الثدي في رفع مستوى معدل البقاء الذي قد يصل إلى 94%".
توضح إحصاءات إدارة الموارد البشرية أن نسبة إجراء الموظفين لفحوصات الطب الوقائي بلغت 2.7% فقط لعام 2013/2014 .
وعن هذا الموضوع تحدثت إيمي نيكيل، مدير شؤون الموظفين بإدارة الموارد البشرية، قائلة "يشهد الإقبال على إجراء الفحوصات الوقائية زيادة طفيفة عاماً تلو الآخر، حيث أن الاستفادة الكاملة من هذه المزية التي يوفرها التأمين الطبي لا تزال غير مستغلة جيداً من جانب الموظفين. فأنا لا أعلم مبرراً لعزوفهم عن إجراء الفحوصات الوقائية التي يمكن أن تؤدي إلى تخفيف المعاناة من المرض وخفض معدل الوفيّات بنسبة كبيرة للمصابين بأمراض مثل السرطان والسكري، فهل ننتظر الإصابة بالمرض حتى نقدم على إجراء الفحوصات الطبية الوقائية كما أن تلك الفحوصات لها مرود جيد أيضاً على الشركات، إذ تسهم في زيادة الإنتاجية وتحسين الروح المعنوية والحد من الإصابة بالأمراض وتخفيض طلبات التأمين، إلا أن الهدف الأسمى يتمثل في الحفاظ على مجتمع صحي".
هذا و تقوم إدارة الصحة والسلامة والأمن والبيئة حالياً بإصدار كتيب لمساعدة الموظفين في تحديد الأمراض التي يرغبون في فحصها.
واشارت الدكتورة بني مراد ان هذا الكتيب سيساعد الموظفين في اختيار الفحوصات الطبية التي تناسب حالاتهم، بناءً على أعمارهم والتاريخ الطبي للعائلة وغيرها من العوامل، ونسعى إلى إصدار هذا الكتيب وتعميمه في القريب العاجل".
كما يجري أيضاً تشجيع الموظفين على الاستفادة الكاملة من المرافق الطبية في مؤسسة قطر، ومن بينها مركز الرعاية الصحية الأولية الذي جرى نقل مقره مؤخراً إلى مركز الطلاب بجامعة حمد بن خليفة في مؤسسة قطر.
واشارت الدكتورة بني مراد تظهر الاحصائيات أن نزلات البرد هي أكثر الأمراض شيوعاً بين الموظفين الذين يستعينون عند علاجها بالتأمين الطبي، والجدير بالذكر أن خدمات العلاج من نزلات البرد تقدم بالمجان تماماً لكافة موظفي مؤسسة قطر في مركز الرعاية الصحية الأولية، بالإضافة إلى العديد من الأمراض الأخرى الشائعة الي يتم علاجها في المركز، لذلك ينبغي للموظفين الاستفادة من ذلك. كما يقوم المركز أحياناً بتوجيه الموظفين إلى أماكن أخرى للعلاج إذا اقتضت الضرورة، لكن يجب أن يكون المركز محطة العلاج الأولى لموظفي مؤسسة قطر".
وترى كل من الدكتورة بني مراد ونيكيل أن صحة الموظف وسلامته تمثّل جزءًا لا يتجزأ من رؤية قطر الوطنية، حيث اكدت د. بني مراد انه لا يمكننا الحديث عن إطلاق قدرات الإنسان بمعزل عن الاهتمام بصحته، فلن يتسنى لمؤسسة قطر الاستفادة من موظفيها إذا كانوا مصابين بالأمراض أو غير قادرين على الإسهام في تحقيق الأهداف المنشودة، ذلك أن الناحية الصحية تعد إحدى الركائز التي تقوم عليها المؤسسة".
أرسل تعليقك