تمثل فترة "سن اليأس" إحدى أصعب الفترات التي تمر بها المرأة جسديًّا ونفسيًّا، فقد تتمكن بعض السيدات من التعود على انقطاع الطمث، ولكن يبقى التغيير بالنسبة إليهن صعبًا للغاية.
ويعتقد الكثير من المتخصصين أن الالتزام بنظام غذائي صحي أمرٌ فعالٌ للغاية للحد من تأثير انقطاع الطمث على حياة المرأة، سواء الآن أو في المستقبل.
ولايتسبب انخفاض مستوى هرمون الاستروجين في جسم المرأة فقط إلى أعراض انقطاع الطمث الكلاسيكية مثل الهبات الساخنة، ولكن أيضًا يزيد من خطر التعرض إلى مشاكل صحية خطيرة على المدى الطويل مثل هشاشة العظام؛ فهرمون الاستروجين لديه تأثير وقائي على العظام، ومع انخفاض مستوياته تقل نسبة الوقاية حتى من الإصابة بأمراض القلب.
ولهذا السبب يحث المتخصصون النساء اللاتي في الأربعينات والخمسينات من العُمر على ضرورة إجراء تغييرات في نمط الحياة؛ لحماية صحتهن على المدى الطويل حينما تنخفض مستويات هرمون الاستروجين.
ويذكر طبيب نسائي استشاري في مصحة "دامفري أند جالواي" الملكية في اسكتلندا، الدكتور هيثر كوري: بعض الأشخاص يقللون من الآثار المفيدة للتغذية والنوم الكافي، فإحداث تغييرات بسيطة في نمط الحياة لايحد فقط من شدة أعراض انقطاع الطمث لدى النساء، ولكن يساعد على الوقاية المبكرة من أمراض العظام والمفاصل وأمراض القلب وسرطان الثدي للتخفيف من مخاطرهم في المستقبل.
بينما كشفت دراسة أميركية نشرت العام 2010 أن اتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يبعد الهبات الساخنة والتعرق الليلي تمامًا، مشيرة إلى أن النساء اللواتي قللن من استهلاك الدهون واعتمدن أكثر على الفاكهة والخضروات والأغذية ذات الحبوب الكاملة، تحسنت أعراض انقطاع الطمث لديهن، وانخفض مستوى الهبات الساخنة والتعرق بنسبة عالية.
واندهش الباحثون من اكتشاف أن كلاً من النساء اللاتي فقدن أوزانهن أو اكتسبن بعضًا من الوزن عند اتباع هذا النظام الغذائي، شهدن تحسنًا خلال انقطاع الطمث.
وتتضمن القواعد الأساسية للنظام الغذائي الخاص بانقطاع الطمث الالتزام بـ5 وجبات على الأقل من الفاكهة والخضروات يوميًا، والأغذية ذات الحبوب الكاملة، مع تقليل نسبة السكر والمشروبات الغازية والقهوة والكحول إلى أقل درجة ممكنة.
والمرأة التي تقترب أو تمر بفترة انقطاع الطمث يجب أن تكون حذرة من تناول الوجبات السريعة، التي تمتلئ بالكربوهيدرات المعقدة، كما يجب أن تبتعد تمامًا عن الكحول والكافيين.
ويوجد دليل على أن هذه المواد الغذائية من شأنها أن تجعل أعراض سن اليأس أسوأ؛ فالكافيين والكحول وارتفاع مستوى السكر في الدم الناجم عن الكربوهيدرات المصنعة يمكن أن يؤدي إلى إنتاج هرمون التوتر "الكورتيزول"، مما يؤدي إلى الشعور بالهبات الساخنة، كما يمكن أن تتفاقم الآثار الصحية السلبية لانقطاع الطمث مثل أمراض القلب.
ولا تقتصر الحِمية الخاصة بفترة انقطاع الطمث على تناول الطعام الصحي، فبدأت الأبحاث تشير الى أن بعض الأطعمة يمكن أن يكون لها تأثير قوي على اندثار أو اختفاء أعراض انقطاع الطمث بشكل قوي.
وتشمل هذه الأطعمة العدس والحمص، اللذان يحتويان على مادة فيتويستروغنز، وهي شكل طبيعي من هرمون الاستروجين الموجودة في النباتات، كما تشمل الأطعمة الأخرى التي تساعد على مرور فترة انقطاع الطمث بسلام، مثل الأطعمة الأخرى الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية الممثلة في السمك الغني بالزيوت، والمكسرات والبذور، والتي تساعد على الوقاية من فقدان الذاكرة بعد انقطاع الطمث.
أرسل تعليقك