واشنطن ـ رولا عيسى
أكَّد الباحثون على أن المستويات العالية من الأوكسيتوسين oxytocin"" خلال فترة الحمل يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب ما بعد الولادة, وقد أثارت هذه النتائج الباحثين الذين إعتقدوا بأن العكس ربما هو ما يحدث بحيث تكون المرأة التي تتمتع بمستويات منخفضة هي الأكثر عرضة إلى مخاطر الوقوع ضحية للإكتئاب, وتعقد الآمال على أن تُمهد هذه الدراسة الطريق للعلماء نحو تطوير تحليل للدم يتنبأ بزيادة فرص الأم التي إستقبلت مولودها في التعرض للإكتئاب, وقد خضعت للدراسة 66 أم حامل وبصحة جيدة بحيث لا تعاني من الإكتئاب، وجرى قياس مستويات الأوكسيتوسين في الثلث الثالث من الحمل، ومن ثم أعراضهم للإكتئاب بعد ستة أسابيع من الولادة.
ومن بين 13 إمرأة لها تاريخ مع الإكتئاب قبل الحمل، فإن إرتفاع مستويات الأوكسيتوسين لديهن، يشير إلى زيادة أعراض الاكتئاب بعد الولادة, وتشمل هذه الأعراض الإستيقاظ في الصباح الباكر جدًا وعدم القدرة على العودة إلى النوم، فضلاً عن زيادة الإضطراب أو القلق الأوجاع إضافةً إلى آلام الصداع, فيما شهدت نساء أخريات تغيرات في الشهية، والشعور بالتعب أو الشعور بالثقل والحزن عموماً.
وذكرت كبيرة الباحثين د. سوينا ماسي بأنَّ العديد من الأمهات مع إكتئاب ما بعد الولادة يشعرن بالفشل، حيث شعرت بأنها ينبغي أن تكون سعيدة، وهو ما يُقلل من إحتمال سعيها أو قبولها للمساعدة, ومن ثم إذا كانت هناك إمكانية للتعرف على النساء المحتمل تعرضهم للإكتئاب خلال فترة الحمل، فإنه يمكن حينئذٍ البدء في العلاج الوقائي, ولكن الأستاذ المساعد في الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية فاينبيرغ ""Feinberg للطب في جامعة نورث ويسترن Northwestern"" قالت بأن هناك حاجة إلى القيام بمزيد من العمل قبل أن يصبح تحليل جديد للدم، إلا أنه يؤدي إلى تحديد المؤشرات الحيوية للمساعدة في التنبؤ بإكتئاب ما بعد الولادة.
وذكرت دكتورة ماسي بأن أطباء التوليد يستعينون بالشاشة بشكل روتيني من أجل التحقق من المضاعفات غير النفسية للحمل مثل السكري وذلك بإستخدام المؤشرات الحيوية المتاحة بسهولة، مؤكدةً على أن الشيء نفسه ينبغي أن يتم العمل به لعلاج الإكتئاب المرتبط بالحمل والولادة.
أرسل تعليقك