يشتهر العلاج باستخدام "الملح"، والمعروف علميًّا باسم "Halotherapy"، وللمرة الأولى في مصر يتم الكشف عن وجود مكان يسمى "كهف الملح" حيث يدخله المريض ويخرج منه معافى من الأمراض.
ويعتبر العلاج بالملح وسيلة علاج أمنة؛ نظرًا لعدم احتوائه على أيّة عقاقير دوائية ويعالج أمراض الربو, والجيوب الأنفية, والسعال, وعدوى الأذن المزمنة، والحساسية ضد الأتربة وحبوب اللقاح والحيوانات الأليفة والمواد الكيميائية, وحمى القش, وسعال المدخنين, والسعال المزمن, والتهاب الحلق, واحتقان الأنف, والرشح، ويستخدم أيضًا بعد الشفاء من الالتهاب الرئوي, والتهاب غشاء الأنف المخاطي المزمن, والتهاب اللوزتين، وضيق التنفس أثناء النوم، هذا بالإضافة إلى أنه يفيد في علاج بعض الأمراض الجلدية الشائعة مثل الإكزيما، والصدفية، وحب الشباب, كما أنه يساعد على خفض حدة التوتر العصبي وضغط الدم المرتفع، مما يساعد في القضاء على الأرق، ويقوم بالوقاية من فيروسات الجهاز التنفسي مثل البرد والإنفلونزا.
وبحلول العام 1843 كان الطبيب البولندي بوتشفسكي أول من اكتشف أن العوامل البيئية الموجودة داخل كهوف ومناجم الملح ذات تأثير واضح في علاج أمراض الجهاز التنفسي، وهذا ما أدى فيما بعد إلى أن يقصد مرضى الرئة مناجم وكهوف الملح كمنتجعات علاجية، وبناء عليه فقد أصبح علاج الكهوف وسيلة تقليدية وفعالة ولا تحتوي على أيّة عقاقير طبية للعلاج من كافة أمراض الجهاز التنفسي في أوروبا الشرقية وروسيا.
وخلال فترة الثمانينات من القرن العشرين تم ابتكار وتطوير كهوف ملحية اصطناعية مزودة بغرف مبطنة بأحجار الملح، ولكن أثبتت الأبحاث أن هذه الغرف لا تحاكي المناخ العلاجي الذي تتمتع به كهوف ومناجم الملح، وأثبتت الأبحاث أيضًا أن العامل الرئيسي الموجود في تلك الكهوف والذي يساعد على الشفاء يكمن في الرذاذ الملحي الجاف الذي يتمتع بنفس الرطوبة ودرجة حرارة الأجواء المحيطة.
وبحلول التسعينات تم تطوير مولدات ملحية في سانت بيتر سبورغ في روسيا وتقوم تلك المولدات بضخ رذاذ ملحي في غرف تحاكي المناخ الذي تتمتع به مناجم وكهوف الملح.
والعلاج داخل كهوف الملح طريقة طبيعية استخدمت منذ عدة قرون في المنطقة الشرقية من أوروبا وروسيا، من خلال إدخال المرضى كهوف ومناجم الملح الصخري لاستنشاق جزئيات الملح المنتشرة داخل هذه الكهوف، من أجل التعافي من أمراض الجهاز التنفسي والجلد، وتعتبر في الوقت الجاري واحدة من أفضل الطرق الطبيعية لتنقية المجاري التنفسية وتنظيفها من الملوثات البيئية والمواد السامة.
وكان لوادي النطرون مكانة كبيرة في العصر الفرعوني لاستخراج ملح النطرون منها المستخدم في تحنيط الموتى والمساعدة على الاسترخاء والقضاء على الأرق، وكان يستخدم من قِبل الملكات قديمًا للتجميل نظرًا لغنائه بالمواد الطبيعية النادرة، كذلك اكتسب المكان صفة التقديس في المسيحية لمرور العائلة المقدسة بها، وقد عُرفت المنطقة بعدة أسماء أشهرها "حقل الملح، وشيهيت والإسقيط".
ولقد استخدم اليونانيون القدماء العلاج بالملح كوصفة علاجية طبيعية للقضاء على بعض الأمراض بعد اكتشافهم تأثير كهوف الملح على الشفاء من مشاكل الجهاز التنفسي.
ويعد العلاج الملحي (الهالو) علاجًا طبيعيًا خالصًا بعيدًا عن أي نوع من أنواع العقاقير الطبية، والأملاح المستخدمة أملاح طبيعية تعمل على تخليص الرئتين من البكتيريا الضارة المتراكمة وتوسيع المجاري التنفسية، ما يعزز جهاز المناعة في الجسم ويحسن وظيفة الرئتين، وغالبًا ما يشعر المريض بالتحسن منذ الجلسة الأولى، كما يساعد أيضًا على زيادة درجة التركيز وصفاء الذهن وتأثيرات الإجهاد وهواء البيئة.
وطريقة العلاج تعتمد على دخول الزائر إلى غرفة مكونة من الملح لمدة 40 دقيقة، يتعرض خلالها لرذاذ من الملح لا يرى بالعين المجردة يتم استنشاقه، لتقوم ذرات الملح والأكسجين بدورها في تنظيف المجاري التنفسية كاملة، أما الملح المستخدم فليس من نوع ملح الطعام وإنما ملح خاص طبيعي 100% ومخصص للاستخدامات العلاجية التي يقدمها الكهف، ما يسهم في علاج حالات الربو واضطرابات الجهاز التنفسي مثل "السعال، واحتقان الأنف، والرشح المزمن، والجيوب الأنفية" ومشاكل صحية أخرى مثل التوتر.
وحدد العلماء مدة 45 دقيقة كمدة علاجية خلال جلسة العلاج الواحدة, ويرتدي المريض خلالها أغطية للرأس والقدمين ويجلس في غرفة الملح على مقعد متحرك, كما يمكن السماح للأطفال باللعب على أرضية الغرفة في ظل أجواء خافتة وموسيقى هادئة تساعد على الاسترخاء بالإضافة إلى درجة حرارة ورطوبة مثاليتين.
ويوجد أيضًا غرف التدليك لزيادة الشعور بالهدوء ولتوفير إمكانية الشفاء الأفضل والآمن للحد من روائح الدخان وحماية غير المدخنين من آثار التدخين السلبي، وهو علاج طبيعي 100% آمن وخالي من أيّة عقاقير طبية؛ حيث يتم استنشاق الملح الجاف في غرف الملح ويقوم المولد الملحي بتبخير الهواء بذرات ملح أيونية جافة وتقوم جدران الملح أيضًا بتنقية الهواء وتوفير الرطوبة اللازمة.
والمناخ داخل تلك الغرف "سالب الشحنة" يسهم في التخلص من تلوث الشحنات الكهرومغناطيسية الضارة وهذا الملح الأيوني لا ينتشر في الهواء أثناء الجلسة ليبقى الهواء جافًا, حيث يساعد رذاذ الصوديوم كلوريد أو الملح على تخلص الجسم من السموم، مما يعطي الفرصة لجهاز المناعة للاسترخاء؛ حيث تقوم ذرات الملح بتحويل الأيونات الموجبة إلى أيونات سالبة والتي بدورها تقوم بتعزيز الجهاز المناعي الطبيعي في الجسم.
وداخل كهف الملح يقدم لك الجلوس والاسترخاء على نغمات الموسيقى الهادئة والإضاءة الملحية الهادئة؛ حيث يتم الجلوس في الكهف الملحي، وهو عبارة عن أرضيات من الملح وسقف من الملح والحوائط كذلك من الملح لمدة 45 دقيقة.
ويقدم في المركز أيضًا ماسك من الملح للوجه لمدة 30 دقيقة مع المساج للوجه وتدليك بالملح للقدمين والأيدى لمدة 30 دقيقة مع المساج التنحيفي السليوليتي بكريم مستورد من روسيا على أيدى متخصصين للسيدات.
وماسك الملح من أفضل المواد الطبيعية لتقشير بشرتك لاحتوائه على نسبة عالية من المعادن، وهو مضاد للجراثيم ويشد البشرة ويرطبها، ويتكون من ربع كوب ملح+ 4 ملعقة زيت اللوز + 2 ملعقة زيت زيتون + 3 ملعقة عصير ليمون لمدة ربع ساعة، ويصلح لتقشير كامل البشرة والجسم.
ويقدم كذلك جلسة من المساج لالتهابات المفاصل والعظام والخشونة، ويوجد أيضًا غرفة للأطفال مصنوعة من الملح لينالوا أيضًا قسطًا من تحسين الأداء العام الوظيفي للجسم.
ويقدم منتجات من الملح على هيئة أباجورات ونجف وتحف وهدايا تذكارية بشكل جميل ورائع؛ حيث أنها تؤدي للشعور بالراحة النفسية وتنقية الجو من البكتيريا والسموم، وهي مفيدة جدًا للمدخنين أو المقلعين عن الإدمان، ويمكن وضعها على المكاتب؛ نظرًا لدورها الإيجابي في تحويل الطاقات السلبية إلى موجبة.
وتوصل العلماء إلى أن العلاج بالملح يتسبب في
تهيج جلدي يحدث لبعض الحلات الفردية، ولكنه سرعان ما يزول بعد مرور عدة جلسات ويستشعر البعض طعم الملح على شفاهم كما لو كانوا على شاطىء البحر، والبعض الآخر يستشعر بقشعريرة بسيطة في الحلق سرعان ما تنتهي فور شرب بعض الماء الدافىء بعد الانتهاء من جلسة العلاج، ولكن غالبية المرضى سيعانون من الإفرازات المخاطية وسيظهر هذا الأمر جليًا في صورة رشح بالأنف أو سعال وهذا رد فعل طبيعي للجسم عند تخلصه من السموم وحبوب اللقاح والفيروسات المتعددة.
ومن كان له سابقة في التدخين سيعاني لفترة من السعال والإفرازات المخاطية اللزجة كرد فعل طبيعي لتخلص الرئة من السموم المتراكمة داخلها وسيشعر مرضى الربو أيضًا بالرغبة في السعال لطرد الإفرازات المخاطية ويعد ذلك تنبيهًا على تخلص الشعب الهوائية منها.
ولا ينصح بدخول بعض الفئات إلا بعد استشارة الطبيب المعالج، وهم مرضى القلب والتهاب الرئة من الدرجة الثالثة والربو من الدرجة الثالثة ومن يتعاطون الكحوليات ومن يعاني من ارتفاع درجة الحرارة.
وفي النهاية تعقب استشاري الطاقة الحيوية الدكتورة لبنى أحمد قائلة: الملح وسيلة مهمة جداً لتخليص الجسم من الطاقة السلبية وتجديد نشاطه، كما أن الملح يعالج آلام المفاصل والعظام وله قدره على علاج الربو والحساسية ويخلص الجسد من السموم، ودائمًا كنت أنصح المرضى الذين أتعامل معهم بأخذ حمام دافئ من الماء والملح الخشن حتى يجددون نشاطهم ويتخلصون من السموم والطاقات السلبية، فالملح له قدره عجيبة على ذلك.
أرسل تعليقك