دمشق - العرب اليوم
أكدت مصادر خاصة، إن القوات السورية بدأت الحشد لإطلاق عملية كبرى في ريف الرقة من الجهة الغربية وبثلاث محاور أساسية للقتال، لافتة إلى أن العملية التي نفذت يوم أمس والتي أدت للسيطرة على تلة أبو الزين والمعروفة بالتلة رقم 5، تمكن الجيش من خلالها من السيطرة على عدد من التلال الحاكمة المحيطة ببلدة زكية.
جاء ذلك بعد أن نفذ سلاح الجو السوري عدة طلعات جوية استهدفت منطقة "التركيبات" شرق الطبقة أدت إلى تدمير مستودعي ذخيرة تابعة للتنظيم ومقتل عناصر الحراسة في المكان، ودمرت عدد من آليات التنظيم فيها، بما في ذلك عربات "سام 8"، كان التنظيم قد استقدمها من العراق خلال الأشهر الماضية لكنه لم يستخدمها لعدم قدرته التقنية والبشرية على ذلك.
وبحسب الواقع نيوز اشارت المصادر إلى أن عملية التقدم نحو الرقة ستكون بالاستفادة من غطاء جوي كثيف، إضافة إلى نقل القوات السورية حشود برّية مزودة بتقنيات رصد واستطلاع عالية الدقة إلى مناطق شرق حماة، مؤكدة على إن القوة الصاروخية المرافقة للعملية، ستستفيد من عمليات الطائرات بدون طيار لتأمين الإحداثيات الدقيقة بتعامل سريع مع الهدف، على أن تكون بمحاور متعددة، أولها ينطلق للسيطرة على المثلث الصحراوي الواقع شمال شرق حماة وجنوب شرق حلب، وجنوب غرب الرقة، وهذه المنطقة منبسطة وتتصل مع شرقي حمص جغرافيا، ومناطق شرق حمص حاضرة في احتمالات التقدم نحو الرقة أيضاً لتكون المحور الثاني في هذا التقدم.
ويعزز احتمال دخول جبهة ريف حمص الشرقي على خط العمليات نحو "عاصمة داعش"، ما أكدته مصادر ميدانية خاصة عن قيام الجيش بتنفيذ عدة إغارات برية على مواقع التنظيم في "تلول السود" الواقعة بين مدينة القريتين وبلدة مهين الواقعتين في الجنوب الشرقي من محافظة حمص، كما إن جبهة ما بعد جبل شاعر حاضرة وبقوة وبشكل أساسي في حسابات التقدم، فالمنطقة الممتدة من الحقل وحتى قرية "الكوم" التي تبعد أقل من 80 كم عن الحقل، ذات طبيعية جغرافية تساعد على التقدم السريع نحو عمق الصحراء إذا ما أومن الغطاء الجوي الكثيف، وكان الجيش السوري قد وصل إلى تلك القرية إثر استعادة حقل الشاعر أواخر العام 2014.
تعتبر قرية الكوم من النقاط الاستراتيجة الاكثر حيوية في معركة الصحراء تتوسط الطريق الصحراوي القديم الواصل ما بين مدينة السخنة، وقرية الهوارة جنوب شرق مدينة الطبقة، ومستخدمة من قبل التنظيم في عمليات نقل الإمدادات وتهريب النفط ما بين تدمر والرقة.
الجيش السوري كان قد وصل بعمليات للسيطرة على أجزاء كبيرة من مرتفعات الهايل الاستراتيجية خلال شهر تشرين الثاني الماضي، كما يشرف على الأطراف الجنوبية لمدينة تدمر، وهدف استعادة المدينة على طاولة التخطيط العسكري، وستكون ساعة الصفر للعملية قريبة.
مصادر عسكرية رفيعة المستوى لفتت إلى أنه من المتوقع أن تطلق القوات السورية العاملة بريف حلب الشرقي عملية عسكرية نحو الشرق أكثر بالتزامن مع عمليات شرق حماة، على أن تركز هذه العمليات على استعادة السيطرة على مدينة دير حافر ومنها إلى مسكنة التي في حال سقوط معاقل داعش فيها، ستكون بوابة أساسية لدخول ريف الرقة بمحاذاة الشاطئ الجنوبي لبحيرة الأسد نحو مدينة الطبقة، في حين أن التنظيم بات محاصرا بعدد من الاحتمالات التي قد تخترق منها "عاصمته" في سورية.
إلا أن المعلومات تؤكد إن تنظيم داعش كان قد حصن "دير حافر" بمجهود عسكري كبير من خلال حفر عدد كبير من الخنادق والأنفاق، ومقرات التحصن تحت الأرض تحسبا للعمليات الجوية، كما أشارت تقارير إعلامية في الشهر الماضي إلى نقل التنظيم لنحو 30 سيارة معدة للتفخيخ إلى دير حافر لوحدها، وذلك لإدراك قادة "داعش" للأهمية الاستراتيجية للبلدة.
إلا أن أخطر الاحتمالات التي بات تنظيم داعش يواجهها، هو سقوط مدينة الباب بيد الجيش السوري، إذ وصل الأخير إلى تخوم بلدة "عران" التي تبعد مسافة تقل عن 5 كم عن بلدة "تادف" المتصلة جغرافيا بالباب، و المعلومات تشير إلى أن الهدف الذي سيلي مدينة الباب في حسابات الجيش، سيكون الوصول إلى بلدة الراعي القريبة من الحدود بما يؤدي لفصل مناطق وجود داعش في محيط مدينة حلب الشرقي "صوران - مدرسة المشاة"، عن مناطق تواجده في أقصى الريف الشرقي "منبج" وما بعدها، إلا أن تقدم "قوات سورية الديمقراطية" نحو منبج يفرض أن يكون ثمة احتمالين للعمليات السورية ما بعد الباب.
الأول يفضي إلى نوع من التنسيق ما بين القوات السورية و قوات سورية الديمقراطية بما يمكن الجيش من استثمار سد تشرين والانتقال إلى عمليات برية في ريف الرقة وهذا الاحتمال قريب تبعا لمفرزات سياسية لها علاقة بتوجهات حزب الاتحاد الديمقراطي وتقاربه مع الحكومة الروسية.
أم الاحتمال الثاني أن يكون ثمة تنافس وصدام ما بين القوات السورية والقوات الديمقراطية، إلا أنه مستبعد لعلم الأخيرة إن الطيران السوري سيكون عاملاً على انهيارها السريع في مواجهة الجيش خاصة وإن الغطاء الجوي الأمريكي لن يستهدف الجيش السوري تبعا لأسباب سياسية لها علاقة بالتنسيق الأمريكي الروسي حول المسار السياسي.
وستكون الغاية الأساسية من فتح أكثر من جبهة متزامنة باتجاه الرقة، هو تشتيت قدرات داعش، وإفقادة استراتيجية الالتحام المباشر باستخدام الأعداد الكبيرة من الانغماسيين، كما فعل في معكة تدمر والسخنة والقريتين، ومن قبلها مطار الطبقة، حيث يبلغ متوسط ما استخدمه التنظيم من مقاتلين في هذه الهجمات هو 8 آلاف مقاتل، وكان متوسط عدد الانغماسيين المستخدمين في كل من هذه الهجمات يتراوح بين 800 - 1000 مقاتل.
مصادر أهلية من مدينة الرقة أكدت إن التنظيم عمد بعد صلاة العشاء من مساء في مساجد الرقة والطبقة إلى الطلب من عناصرها التحضر لخوض معارك على الحدود الغربية لمحافظة الرقة، كما عمد التنظيم إلى نقل جزء من مقاتليه في مدينة السخنة الواقعة إلى الشرق من تدمر إلى ما يسميه بـ "الثغور"، وذلك بعد أن استهدف الجيش السوري مواقع التنظيم في أكثر من نقطة صحراوية، كما عمد خطباء مساجد داعش إلى استثارة السكان المحليين ضد "قوات سورية الديمقراطية" خاصة "الوحدات الكردية" الذين يصفهم التنظيم بـ "الملاحدة والمرتدين"، وذلك بعد أن سيطرت هذه القوات على الريف الشمالي لمحافظة الرقة.
يشار إلى أن تنظيم داعش كان قد قصف بصواريخ من طراز "غراد" مواقع "قوات سورية الديمقراطية" في عين عيسى، في حين ردت هذه القوات على مصادر إطلاق النيران بقصف استخدمت فيه المدفعية والدبابات.
أرسل تعليقك