رغم اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم ومناطقهم ولكن مع ذلك جمعهم هدف واحد أو وطن واحد ، فهم ينتمون لهذا البلد المثخن بالجراح والمبتلى بسوء الإدارة والفساد ،ولذلك تجدهم يستجيبون و يجتمعون على قلب رجل واحد للمطالبة بحقوق العراق والعراقيين من خلال مشروع الإصلاح الذي دعا اليه مقتدى الصدر فقد جمعتهم سوح التظاهر والان يستجيبون للاعتصام الذي يهدف للضغط على الحكومة لتنفيذ بنود الإصلاح .
وأعلنت الحكومة العراقية الأربعاء ،رفضها الاعتصامات ونصب الخيم التي دعا الى اقامتها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هذه الجمعة أمام أبواب المنطقة الخضراء.
وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي ،ان "مجلس الوزراء في الوقت الذي يؤيد ويدعم التظاهرات المطالبة بالإصلاحات الحكومية ويحرص على حمايتها كما جرى في الأشهر الماضية، يشدد على ان تتم وفق الأُطر القانونية وأخذ الموافقات الأصولية من سلطة الترخيص، حيث لا يسمح وفق القانون بإقامة الاعتصامات فضلا عن الظروف الأمنية وتهديد المجاميع الإرهابية وإمكانية حدوث الاستهداف ومن جهة اخرى انشغال القوات الأمنية في المعارك مع داعش وعدم إمكانية تأمين وحماية التجمعات بصورة دائمة"
وأفاد مصدر امني، ان القوات الأمنية أغلقت مداخل المنطقة الخضراء والطرق المؤدية لها استعدادا لتوافد المعتصمين من اتباع التيار الصدري تلبية لدعوة زعيمهم مقتدى الصدر.
وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ"العرب اليوم"، ان " هناك تجمعًا كبيرًا لقوات مكافحة الشغب والشرطة الاتحادية في مداخل الطرق ،بالإضافة الى تواجد قوات سرايا السلام استعدادا لتوافد المعتصمين من اتباع التيار الصدري".
وكان مصدر سياسي مطلع كشف، الاحد، عن تشكيل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ثلاث لجان للاشراف على تنظيم الاعتصام الذي سيقام ابتداء من الجمعة المقبلة امام بوابات المنطقة الخضراء.
وافادت نتائج استطلاع لـ"العرب اليوم" حول تهديدات اطراف سياسية عراقية باجتياح المنطقة الخضراء، إن الغالبية من المشاركين تعتقد إن ذلك سوف يقود الى الفوضى الأمنية والسياسية في البلاد، فقد أفاد نحو 70.1% من المشاركين البالغ عددهم 722 أن أي اجتياح للمنطقة الخضراء من قبل محتجين ومتظاهرين سوف يؤدي إلى نتائج وخيمة على الأمن، ويعطّل الأعمال السياسية ويعبث حتى بالاستقرار الاجتماعي.
وعبر المواطن عمر الجبوري عن اعتزازه بالمواقف والروح الوطنية التي يحملها سماحة السيد القائد مقتدى الصدر ،مضيفًا : "هو اليوم بمثابة قائد وطني لكل العراقيين وليس لطائفة معينة أو مكون بعينه ، مضيفا لقد شاركت في تظاهرات ساحة التحرير واليوم راجعت مراكز تسجيل أسماء المعتصمين للمشاركة في الاعتصام الوطني لما فيه مصلحة عليا للبلاد".
وبين المواطن أحمد هادي ان الاعداد لتنظيم الاعتصام من قبل التيار الصدري رائع وحضاري جدا ، ولم تكون هناك اي جهة نظمت اعتصامًا مثل هذا حتى في بلدان العالم وذلك من خلال فتح مراكز تسجيل واصدار هويات تعرفية للمعتصمين لتفويت الفرصة على المندسين .
اما الناشط المدني حسين العطية فقد أشار إلى ان الاعتصام لم يختصر على الاخوة في التيار الصدري بل كان التسجيل عامًا لجميع العراقيين دون تميز حيث شهدت مراكز التسجيل اقبالا من كل العراقيين ، مؤكدا ان الاعتصام سينجح كونه اعتصاما عراقيا يجمع الجميع تحت راية الله اكبر.
وكانت نتائج اجتماع كربلاء الذي حضره أعضاء في "التحالف الوطني" والذي انعقد في 06 مارس / آذار، 2016 في كربلاء، لدعم خطة رئيس الوزراء حيدر العبادي لإجراء تعديل حكومي ومحاربة الفساد، قد آل إلى اتخاذ الصدر قرارًا بالاعتصام أمام الخضراء، والتهديد باجتياحها، وعلى رغم إن الاحتجاج والاعتصام عند الخضراء، حركة الجماهيرية، يختلف حولها العراقيون بالرفض أو القبول، فانّ على القائمين عليها يجب ان يحرصوا على ان تكون وفق ما يقره القانون والدستور بفقراته المنظّمة لمثل هذه الفعاليات الجماهيرية، والا فسوف تتحول إلى فوضى مدمرة.
إلى ذلك فان 29.9%، من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون ان اجتياح المنطقة الخضراء سوف يؤدي الى "تعجيل الإصلاحات وتشكيل حكومة تقضي على الفساد"، فيما تسعى قوى سياسية إلى استثمار الاعتصامات في الضغط على الحكومة، وترويضها لصالح أهدافها، ومحاصرة خيارات رئيس الوزراء ليبدو ضعيفا حتى تتمكّن كتل سياسية وأحزاب من جعل القرارات الحكومية طوع ارادتها.
واعترف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بوجود مخاوف لدى البعثات الدبلوماسية العربية والدولية والسفارات من اجتياح المنطقة الخضراء "بحسب ما ورد إلى مسامعه"، مضيفًا في بيانه في ، 08 آذار، 2016، إن السفارتين الأمريكية والبريطانية، "إما عليهم السكوت أو الانسحاب من تلك المنطقة، وفي حال تدخلهم بأي نوع من التدخل العسكري أو الاستخباراتي أو حتى الإعلامي فسنجعلهم من الفاسدين والخيار ليس لنا".
وتم اغلاق المنطقة الخضراء من قبل القوات الأميركية بعد دخولها الى بغداد في أعقاب اجتياحها للعراق عام 2003، وتضم هذه المنطقة، التي تبلغ مساحتها قرابة 10 كم مربع، مقار الحكومة العراقية والبرلمان ورئاسة الجمهورية، وعددًا من السفارات على رأسها الأميركية والبريطانية وكانت بنظر عامة العراقيين رمزًا للاحتلال الأميركي، وكانت المنطقة تحت إدارة القوات الأميركية حتى عام 2009 قبل تسليمها للجانب العراقي، وبالرغم من رمزية الخطوة التي يدعو لها زعيم التيار الصدري، الا ان اقترانها بالاجتياح الشعبي، سوف ينجم عنها إفرازات مادية على الأرض، ربما تؤدي إلى الاحتكاك بين القوات الأمنية والمحتجين.
هذا وأكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، اليوم الأربعاء، حق التيار الصدري وأية جهة أن تمارس احتجاجها بسلمية سواء أكان بتظاهر أو اعتصام، مشيرا إلى أن "اختراق" المنطقة الخضراء قد يكون له آثار سلبية، فيما حذر من خروج المطالب الشعبية عن "الإطار السلمي".
وأعلنت اللجنة العليا المشرفة على الاعتصام الوطني، أن الاعتصام سيكون أمام البوابات الثلاث للمنطقة الخضراء، مؤكدة عدم قطع الطرق وانسيابية سير المركبات خلال الاعتصام.
أرسل تعليقك