بغداد - نجلاء الطائي
أعلنت إدارة سجن الناصرية المركزي، الجمعة، وفاة نائب رئيس مجلس وزراء الحكومة السابقة طارق عزيز في مستشفى الحسين التعليمي وسط المدينة.
وأكد مدير السجن حسين خالد، أنّ نائب رئيس مجلس وزراء الحكومة السابقة طارق عزيز؛ توفي، ظهرًا، في مستشفى الحسين التعليمي وسط الناصرية، بعد تدهور حالته الصحية، مضيفًا أنّ عزيز يعاني من أمراض السكر والضغط، مشيرًا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها نقله من سجن الناصرية إلى المستشفى للعلاج.
وكانت الحكومة العراقية قررت عقب سقوط عدد من المدن العراقية على يد تنظيم "داعش" في العام 2014، نقل مسؤولي الحكومة السابقة المعتقلين لديها الذين صدرت بحقهم أحكام من سجن "الشعبة الخامسة" في منطقة الكاظمية إلى سجن الناصرية لأسباب أمنية.
وأصدرت المحكمة الجنائية العليا في الـ26 من تشرين الأول/أكتوبر 2010، حكمًا بالإعدام شنقا حتى الموت في حق نائب رئيس الوزراء في الحكومة العراقية السابقة طارق عزيز في قضية تصفية الأحزاب الدينية التي بدأت أولى جلساتها في، الـ16 من آب/اغسطس 2009، والاحزاب الدينية، منها حزب "الدعوة" الحاكم حاليًا في العراق الذي كان الانتماء إليه أو التعاطف معه يوجب الإعدام وفق قرار مجلس قيادة الثورة آنذاك الذي حكم بموجبه على مؤسسه المرجع الديني محمد باقر الصدر في التاسع من نيسان/ابريل في العام 1980.
ويعتبر عزيز (79 عامًا)، المسؤول المسيحي الوحيد في حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وكان يمثل الواجهة الدولية له، وبرز على الساحة الدولية بعد توليه وزارة "الخارجية" إبان حرب الخليج الثانية عام 1991، وكان المتحدث باسم الحكومة، الأمر الذي جعله دائم الظهور في وسائل الإعلام الغربية بسبب إتقانه اللغة الإنجليزية، وسلم نفسه في 24 نيسان/ابريل 2003 إلى القوات الأميركية بعد أيام على دخولها إلى بغداد.
وعزيز المولود في العام 1936 في شمال الموصل لأسرة كلدانية كاثوليكية، باسم ميخائيل يوحنا الذي غيره لاحقا إلى اسمه الحالي، درس اللغة الإنجليزية، ثم عمل صحافيًا قبل أن ينضم إلى حزب "البعث العربي الاشتراكي"، وانضم عام 1954 إلى حزب "البعث" وأصبح عام 1963 عضوا في قيادة قطر العراق للحزب، وبسبب الانشقاقات والتمرد الذي وقع داخل الحزب فصل منه.
وبعد انقلاب 17 تموز/يوليو عام 1968 عاد إلى الحزب بدرجة عضو، وفي العام 1969 عين رئيسًا لتحرير جريدة "وعي العمال" التي يشرف عليها المكتب العمالي لحزب "البعث"، وفي العام نفسه تم تعيينه رئيسًا لتحرير جريدة "الثورة" الصحيفة الرسمية "للبعث"، ليعين بعدها وزيرا للإعلام عام 1970 وأصبح وزير خارجية العراق وارتقى إلى منصب نائب رئيس الوزراء عام 1973، كما تفرغ في العام 1975 لمنصب نائب رئيس الوزراء ومشرف على السياسة الخارجية والفعاليات الثقافية داخل العراق ومساعد لصدام حسين في مكتب الثقافة والإعلام في القيادتين القومية والقطرية لحزب "البعث".
وتعرض في نيسان/ابريل 1980 لمحاولة اغتيال أعلنت الحكومة العراقية في حينها أنها مدعومة من إيران واتهمت على الفور حزب "الدعوة" بالوقوف وراءها، وفي 14 شباط/فبراير 2003، قابل البابا يوحنا بولس الثاني ومسؤولين آخرين في الفاتيكان، وعبر عن رغبة الحكومة العراقية بالتعاون مع المجتمع الدولي، خصوصًا في قضية إلغاء السلاح، استنادًا إلى رسالة للفاتيكان، كما ذكرت الأخيرة أنّ البابا شدد على ضرورة احترام العراق بقوانين مجلس الأمن والالتزام بها.
وأعلن الجيش الأميركي، في ليل في 24 نيسان/ابريل 2003، عن استسلامه حيث كان الرقم 12 الذي يقع بيد القوات الأميركية ضمن مسؤولي حكومة صدام، وخلال محكمة "الدجيل"، دافع في أول ظهور له في المحكمة بقوة عن الرئيس صدام ومتهمين آخرين، معتبرا الأول "رفيق دربه" وأخيه غير الشقيق برزان التكريتي "صديق عمره"، وفي محكمة الأنفال، حمل عزيز الرئيس العراقي صدام مسؤولية العمليات العسكرية عام 1988 ضد الكرد، ومسؤولية قرار سحق انتفاضة في جنوب العراق العام 1991.
أرسل تعليقك