تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات سورية الديمقراطية، مدعومة بطائرات التحالف الدولي من، وتنظيم "داعش"، في غرب وشمال غرب مدينة منبج، في ريف حلب الشمالي, وتزامن مع تنفيذ طائرات التحالف الدولي عدة ضربات على تمركزات للتنظيم في المنطقة، وكان المرصد السوري نشر، صباح الأحد، أنه لا تزال الاشتباكات متواصلة بين قوات سورية الديمقراطية من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في محيط مدينة منبج، إثر هجمات معاكسة لعناصر من التنظيم على تمركزات ومواقع تسيطر عليها القوات العربية - الكردية المشتركة، في محيط المدينة وغربها.
وتزامنت الاشتباكات مع ضربات جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي على مواقع لتنظيم "داعش" ومناطق أخرى في محيط منبج، في ظل معلومات عن استشهاد 6 أشخاص جراء تلك الضربات. وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 30 عنصراً من التنظيم قتلوا خلال الساعات الفائتة، بينهم 11 جثة عثر عليها خلال عمليات التمشيط في محيط المدينة، في حين قتل الـ 19 المتبقين في قصف واشتباكات مع قوات سورية الديمقراطية في ريف منبج وغربها، خلال محاولة عناصر التنظيم في هجماتهم المعاكسة هذه فك الحصار عن مدينة منبج، بينما استشهد 5 مقاتلين من قوات سورية الديمقراطية. وأكدت مصادر للمرصد أن التنظيم يقوم باستقدام العزيزات من محافظة الرقة، ومن مدينة الباب، في ريف حلب الشمالي الشرقي.
كما تدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لهه من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في محيط حقل جزل في ريف حمص الشرقي، في ظل أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
ونفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في أحياء بستان القصر والحيدرية والمعادي وباب النصر وباب الحديد، ولم ترد أنباء عن إصابات، كما جددت طائرات حربية قصفها لأماكن في منطقة الملاح شمال حلب، تزامن مع إلقاء الطيران المروحي المزيد من البراميل المتفجرة على أماكن في المنطقة، دون أنباء عن خسائر بشرية، فضلاً عن قصف طائرات حربية لأماكن في بلدتي حريتان وحيان، ومنطقتي آسيا والقبر الإنكليزي، وطريق غازي عينتاب، شمال حلب.
وفي محافظة اللاذقية، قصفت طائرات حربية ومروحية بشكل مكثف مناطق في محور كبانة في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، وسط تجدد القصف من قبل القوات الحكومية على المحاور ذاتها، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية. ونفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 3 غارات، على مناطق في قرية الزكاة، في ريف حماه الشمالي.
وفي ذات السياق تستمر الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في محيط تل أرينبة، قرب مطار الضمير العسكري، إثر هجوم للتنظيم على المنطقة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بينما أطلق مسلحون مجهولون النار على رجل غربي المساكن العسكرية، على طريق الصناعة في مدينة الضمير، ما أدى لاستشهاده.
ونفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في محيط جبل الثردة ودوار البانورما جنوب مدينة دير الزور ولم ترد معلومات عن إصابات، فيما لا يزال القصف المكثف متواصلاً على أحياء مدينة حلب لليوم الثاني والخمسين على التوالي، منذ 22 نيسان / أبريل من العام الجاري 2016، والذي تسبب بدمار كبير في ممتلكات مواطنين ومرافق عامة ومشافي، وإصابة أكثر من 2800 شخص بجراح، فيما ارتفع عدد الشهداء الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من رصدهم إلى 577 مواطن مدني، بينهم 122 طفلاً دون سن الـ 18، و86 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، جراء قصف القوات الحكومية والضربات الجوية التي استهدفت مناطق سيطرة الفصائل في الأحياء الشرقية من المدينة.
ومن بين المجموع العام للخسائر البشرية، التي تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيقها، 264 شهيدًا بينهم 38 طفلاً و26 مواطنة استشهدوا جراء مئات الضربات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في أحياء الكلاسة، المغاير، الفردوس، الصاخور، المواصلات، المرجة، باب النيرب، طريق الباب، الأشرفية، بني زيد، العامرية، صلاح الدين، الزبدية، بعيدين، بستان القصر، طريق الكاستيلو، السكن الشبابي، الأنصاري، السكري، الصالحين، المشهد والحيدرية ومناطق أخرى في مدينة حلب، كما أسفر القصف عن دمار وأضرار مادية في العشرات من المنازل وممتلكات المواطنين والأبنية في الأحياء التي تم استهدافها، بالإضافة لإصابة مئات المواطنين بينهم أطفال ومواطنات بجراح متفاوتة الخطورة.
في حين استشهد 47 مواطناً من ضمنهم 20 طفلاَ و4 مواطنات، إحداهنَّ سيدة مسنة، جراء قصف لالقوات الحكومية على مناطق في أحياء العامرية وأقيول والجزماتي والصاخور وبستان القصر والسكري والفردوس، الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية في مدينة حلب، بالإضافة لاستشهاد أحدهم برصاص قناص في حي الزبدية، وإصابة العشرات بجراح متفاوتة.
كذلك وثق المرصد السوري استشهاد 244 مواطن مدني بينهم 55 طفلاً دون سن الـ 18، و53 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، جراء سقوط مئات القذائف محلية الصنع والقذائف الصاروخية وأسطوانات الغاز المتفجرة على أماكن سيطرة القوات الحكومية في أحياء السريان الجديدة، السريان القديمة، العزيزية، شارع تشرين، شارع الأندلس، المحافظة، منيان، الموكامبو، حلب الجديدة، الأشرفية، سيف الدولة، الخالدية، جسر ميسلون، السليمانية، القصر البلدي، الشهباء، المشارقة، الحمدانية، التلفون الهوائي، الجميلية، الميدان، المرديان، المارتيني، الإذاعة، الراموسة، ساحة سعد الله الجابري، وجمعية الزهراء، وعدة مناطق أخرى تسيطر عليها القوات الحكومية في حلب، بالإضافة لإصابة المئات بجراح متفاوتة الخطورة، من ضمنهم مواطنات وأطفال، بالإضافة لأضرار مادية في ممتلكات مواطنين.
كما استشهد 13 مواطنًا بينهم 6 أطفال جراء قصف للفصائل الإسلامية المقاتلة في مناطق في حي الشيخ مقصود، ذات الغالبية الكردية، والذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردي. واستشهد رجلان جراء إصابتهما برصاص قناصة على طريق الكاستيلو وفي حي الهلك في حلب وأطرفها، وأكدت مصادر أن قناصة من قوات سورية الديمقراطية أطلقوا النار عليهما وقتلوهما. فيما استشهدت سيدة وطفلتها، وعم الطفلة، بالإضافة لمواطنتين اثنتين وطفلتين من عائلة أخرى، جراء انفجار مصنع لقذائف الهاون في مبنى في حي السكري.
وعلم المرصد السوري، من مصادر موثوقة، أن ما لا يقل عن 600 مدني تمكنوا من الخروج من مدينة منبج، التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، إذ خرجوا من المدينة من الجهة الجنوبية، حيث وصلوا إلى مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، عبر مزرعة الحمدونية، التي تبعد نحو 200 متر عن مدينة منبج من الطرف الجنوبي للمدينة، فيما لا يزال عشرات آلاف المدنيين محاصرين داخل المدينة، التي يسيطر عليها التنظيم، وسط تردي الأوضاع الإنسانية داخل بعد توقف المخابز عن العمل وشح المواد الغذائية.
وجدير بالذكر أن محيط مدينة منبج وريفها يشهدان اشتباكات متفاوتة العنف منذ الـ 31 أيار / مايو 2016، بين القوات الكردية - العربية المشتركة في قوات سورية الديمقراطية من جانب، وتنظيم "داعش" من جانب آخر، تمكنت خلالها قوات سورية الديمقراطية من التقدم والسيطرة على أكثر من 100 قرية ومزرعة، والوصول إلى أطراف مدينة منبج ومحاصرتها من الجهات الأربع، والتقدم لنحو 17 كيلومتر في ريفها الغربي.
وأعلن المرصد السوري، السبت، أن المدنيين السوريين لا يزالون يدفعون فاتورة العمليات العسكرية بين أي جهتين عسكريتين، ومن ضمن من دفع الفاتورة، المواطنون المدنيون في مدينة منبج في ريف حلب الشمالي، والتي لا يزال تنظيم "داعش" يسيطر عليها منذ العام 2014. وتمكنت قوات سورية الديمقراطية خلال الـ 48 ساعة الفائتة من إطباق الحصار على عناصر التنظيم المدينة، ونجم عن هذ حصار لعشرات آلاف المدنيين داخل المدينة، حيث أكدت عدة مصادر أهلية داخل المدينة أن أعداد المدنيين المحاصرين في المدينة، يفوق 200 ألف مدني بعد نزوح الآلاف منهم من المدينة نحو مناطق أكثر أمانًا وبعيدة عن العمليات العسكرية، التي بدأت تمتد إلى ريف المدينة الغربي، حيث يعيش المدنيون حالة رعب نتيجة مخاوفهم من أن تتعرض المدينة لقصف مكثف من طائرات التحالف الدولي، الأمر الذي قد يتسبب باستشهاد الكثير من أبنائها، ممن يعيشون أوضاعًا إنسانية مزرية، بعد توقف المخابز عن العمل، بالإضافة إلى شح المواد الغذائية، عقب قطع كافة الطرق الرئيسية الواصلة إلى المدينة.
ودعا المرصد السوري لحقوق الإنسان التحالف الدولي وطائراته والقوات الكردية - العربية المشتركة في قوات سورية الديمقراطية، إلى توخي الحيطة والحذر وعدم المجازفة في سبيل السيطرة على مدينة منبج، بحياة المدنيين السوريين داخلها، والذين لم يكن لهم ذنب، سوى أنهم خضعوا لسيطرة التنظيم منذ العام 2014، وتعرض الكثير من أبنائها لعمليات اعتقال وإعدام وللعقوبات التي نفذها التنظيم بحق أبنائها، كما أبدى المرصد السوري لحقوق الإنسان مخاوفًا على حياة عشرات آلاف المدنيين داخل منبج، الذين وقعوا ضحية بين سندان تنظيم "داعش"، الذي لا يزال يحكمهم منذ عامين بقوانينه، وبين مطرقة التحالف الدولي.
ورصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، في ريف دير الزور الشرقي، قيام 3 عناصر من تنظيم "داعش" اثنان منهما مقنعان، بإعدام رجل لا يزال مجهول الهوية إلى الآن، بالقرب من منطقة المزارع في بادية الميادي.، كما رصد نشطاء المرصد قيام الرجل بحفر حفرة في المنطقة، بأمر من عناصر التنظيم، وعند انتهائه من حفرها، أحدهم على إطلاق 3 أعيرة نارية على رأسه، ومن ثم ألقوه في الحفرة، وغادر عناصر التنظيم المنطقة دون أن يغطوه بالتراب.
كا تم رصد قيام خطباء تنظيم "داعش"، في عدة مساجد في مدينة الميادين وريف دير الزور الشرقي، بإلقاء خطب في صلاة الجمعة تتحدث عن الفتوحات الإسلامية وشهر رمضان، وقال الخطباء: :لا تحزنوا ولا تقنطوا أيها المسلمون في أراضي الدولة الإسلامية، فنحن الآن في شهر رمضان المبارك، وإن الفتوحات الإسلامية كثير منها جرى في هذا الشهر الفضيل". ودعا خطباء التنظيم المواطنين للانضمام إلى "جنود دولة الخلافة"، وحرض التنظيم الأهالي على حمل السلاح حتى "دون مبايعة"، وأضاف الخطباء قائلين: "آزروا اخوانكم من جنود الخلافة على الكفار والمرتدين والملاحدة، وجاهدوا بأنفسكم في سبيل الله وبايعوا الخليفة أمير المؤمنين، ومن لم يرد المبايعة فليناصر جنود الدولة الإسلامية دون بيعة".
جدير بالذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر، في نهاية آذار / مارس 2016، أن "مكتب العلاقات" لدى "داعش" أجرى اجتماعين متتالين مع شيوخ عشائر عربية من دير الزور، في قريتي الشميطية في ريف دير الزور الغربي، وقرية الصبحة في الريف الشرقي. وأكدت المصادر أن التنظيم يحاول استرضاء العشائر العربية وكسبها، بغية ضم أبنائها لصفوفهم. وكان المرصد نشر في الثاني من شهر آذار ذاته، أن أن اجتماعًا عقد في منزل أحد وجهاء قبيلة عربية، في قرية حوايج ذياب، في الريف الغربي لدير الزور، وضم الاجتماع وجهاء من شيوخ عشائر عربية في المنطقة، ومسؤولين في مكتب العلاقات العامة لـ"داعش"، وذلك للتباحث في نقاط استراتيجية كانت قد نوقشت في اجتماع سابق بين الطرفين، في بلدة ذيبان، في ريف دير الزور الشرقي. ويشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في 31 كانون الثاني / يناير 2016، أن التنظيم، ومنذ هجومه على منطقة البغيلية في مدينة دير الزور، وسيطرته عليها، في 16 كانون الثاني، عمد إلى فتح باب التطوع والتسجيل لمقاتلين في مكتب العلاقات العامة، وذلك للقتال إلى جانب التنظيم، ضد القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في معارك دير الزور. وأكدت المصادر لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم سمح للأشخاص الراغبين في الانضمام للقتال إلى جانبه، دون "مبايعة الدولة الإسلامية والخليفة"، فيما رصد نشطاء المرصد حينها تسجيل عشرات الشباب من أبناء محافظة دير الزور، وتوجههم لقتال النظام، حيث وثق المرصد أحد هؤلاء المقاتلين والذي قضى في معارك في منطقة البغيلية، ورجحت المصادر أن يكون هذا الإجراء الاستثنائي جاء بسبب نقص في عناصر التنظيم، وكمحاولة لدعم قوتها في المدينة.
أرسل تعليقك