اعتبر النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن مدينة القدس، محمد أبوطير، أن تبرئة الاحتلال الإسرائيلي للمتهم الرئيسي في قضية حرق الطفل الشهيد محمد أبوخضير، الذي استشهد في يوليو/ تموز من العام الماضي، يعكس طبيعة الإجرام الإسرائيلي المستفحل بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد أبوطير، في مقابلة خاصة مع "العرب اليوم"، أن تبرئة المستوطن دليلاً على عنصرية الاحتلال ورعايته جرائم المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني، مشددًا على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه بكل الوسائل الممكنة، داعيًا في الوقت ذاته المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه تطرف الدولة المنظم الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي.
كانت محكمة إسرائيلية قد قررت "عدم إدانة" المتهم الرئيسي بحرق الطفل محمد أبوخضير في الأول من حزيران/يونيو 2014 في مخيم شعفاط، من الجريمة بدعوى "الاضطراب النفسي" وأجلت النظر في القضية إلى جلسة 13 كانون الثاني/ يناير المقبل، في الوقت الذي قررت فيه محاكمة المتهميْن الآخريْن في القضية، باعتبارهما قاصرين رغم إدانتها لهما، لكنها لم تصدر أحكامًا بحق القتلة الثلاثة.
وأوضح أبوطير أن قرار المحكمة أمرًا طبيعيًّا لاسيما وأنه يصدر عن قضاة ينفذون تعليمات الحكومة الإسرائيلية ذات الطابع العنصري الداعم لتطرف المستوطنين، وأن القضاء الإسرائيلي وصل لحالة كبيرة من الافتراء ضد الفلسطينيين، وهو لم يسجل أيّة حالة واحدة نصر فيها الشعب الفلسطيني.
وأكد النائب الفلسطيني أنه لم يكن يتوقع أن يقدم الاحتلال الاسرائيلي قتلة الشهيد أبوخطير للعدالة بشكل حقيقي، معتبرًا أن تلك المسرحية ضربة للمجتمع الدولي الذي يدعي نصرته للشعب الفلسطيني.
وأشار أبوطير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتمتع بوسائل إجرام مستوطنيها ضد الشعب الفلسطيني، مضيفًا: إسرائيل قاتلة للأطفال الفلسطينيين وعلى العالم أن يحاسبها ويوقفها عن حدها، مؤكدًا أن استمرار إسرائيل في جرائمها ضد الفلسطينيين وخاصة الأطفال نابع من عدم إعطائهم أهمية للقوانين والمعاهدات الدولية.
وطالب المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والدولية والعاملة في مجال حقوق الإنسان، بفضح القضاء الإسرائيلي والضغط عليه من أجل إعادة محاكمة القاتل الرئيسي في جريمة حرق الشهيد أبوخضير.
وأكد أبوطير أن أطرافًا عدة تسعى لوأد انتفاضة فلسطينية ثالثة؛ لأنهم يرفضون صورة الفلسطيني المواجه للظلم، وفق قوله، مضيفًا: الاحتلال "الإسرائيلي" يستعين بكل من يرفض قيام انتفاضة فلسطينية جديدة.
وشدد على أن القضية لن تمر بحلول سياسية طالما استمر الاحتلال جاثمًا على قلوب الفلسطينيين، لافتًا إلى أن المنطقة أتخمت بالظلم، والشعب الفلسطيني والمقدسي على وجه الخصوص ضاق ذرعًا، والانتفاضة نتيجة لما يتعرض له أهلنا من تضييق وخناق عليهم.
وأوضح أن الاحتلال أبعد ما يزيد عن 100 ألف مقدسي خارج القدس، مشيرًا إلى حجم المعاناة التي يعيشها أهل المدينة من قرارات بلديات الاحتلال بإيجاد الطرق الالتفافية وبناء مستوطنات جديدة على أراضيهم، مشيرًا إلى أن قرية العيسوية كمثال محاصرة تحيط بها الجامعة العبرية من جهة، ومستشفى هداسا من جهة أخرى.
وأعرب النائب المقدسي عن أمله بنجاح الانتفاضة في مدن الضفة والقدس، مؤكدًا وجود طموح لحرية الشارع الفلسطيني من بطش السلطة والاحتلال، وإن لم يكن وراء الحراك أحد يحركه وخرج بعفويته، فإن من يشعلونه لديهم خلفية بمدى تعطش الفلسطينيين لنصرٍ يغير الواقع الجاثم على صدورهم.
أرسل تعليقك