صنعاء - عبد العزيز المعرس
أوضح الأمين العام لحزب الشعب الديمقراطي "حشد" في اليمن صلاح الصيادي، لـ"العرب اليوم"، أنه المشهد السياسي في اليمن "أولاً يجب أن نعود إلى 2011 إذا أردنا أن نقرأ المشهد السياسي بتمعن وبشكل واقعي، وصحيح الحمد لله أعتقد اليمن هو الدولة الوحيدة من دول الربيع العربي التي خرجت عن مسار دول الربيع بشكل عام، وبالتالي استطاعت بحكمة اليمنيين وحنكتهم وحوارهم، أن يخرجوا باليمن إلى بر الأمان من خلال المبادرة الخليجية والتسوية السياسية، وكذلك عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل المشهد السياسي بشكل عام في اليمن، القادم هو من سيئول إلى مسألة اليمن، في الأخير سوف تنتصر وسوف تنفذ مخرجات الحوار مع الصعوبات والعراقيل التي سوف نواجهها".
وبشأن أبرز المعوقات التي لا تزال أمام مخرجات الحوار الوطني، أكّد "أنا في اعتقادي أن من أبرز المعوقات التي لاتزال أمام مخرجات الحوار الوطني وتعيق تنفيذ المخرجات هي القوى التقليدية السابقة التي كانت تعتقد أن اليمن عبارة عن ترعة خاصة لها هي، وأن تتحكم بمصير اليمن واليمنيين وهو ما وصل إلى حد أن تحدد من يعيش ومن يموت في هذا الوطن، وبالتالي هي التي لاتزال تقاوم مخرجات الحوار الوطني لأنها أساساً إذا تم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ذالك يعني أننا نمضي في بناء دولة مدنية حديثة، وبالتالي لوجود لتلك القوى ومراكز النفوذ التي كانت تتحكم بمصير اليمنيين على مدى عقود كاملة".
وبخصوص النظرة إلى النظام الفدرالي وتقسيم البلد إلى أقاليم، لفت بقوله "أؤكد بل وأجزم أن تقسيم اليمن إلى أقاليم كانت الحل الوحيد الباقي أمام اليمنيين للحفاظ على ماتبقى من وحدتهم، إذا كان فكر البعض بعد ما حدث في اليمن يأتي ويقول ما حدث حدث، ونفتح صفحة جديدة، وتبقى الأوضاع كما هي عليه، أعتقد أن هذا كلام سنضحك على أنفسنا به، لكن اليمنيين الذي خرجوا في أرجاء البلاد سواء في الستين أو السبعين أو صعدة أو عدن أو أي محافظة أخرى هم خرجوا من أجل التغيير. الجميع كان متفق على التغيير لكن كانوا مختلفين حول الآلية والأسلوب والتغيير كان حاجة ملحة ومهمة وبالتالي يجب على كل اليمنيين الذي طالبوا بالتغيير أن يلمسوا أن التغيير الذي خرجوا من أجله قد حدث، والفدرالية هي الحل الأمثل لليمنيين من أجل أن نبدأ ونتفرغ للبناء والتنمية والاقتصاد، خاصة وأن المشكلة الأساسية التي كانت تعاني منها اليمن هي مشكلة التوزيع الغير العادل للثروة والسلطة، ومسألة تقسيم إلى أقاليم هي تحقق هذا الشي بشكل كبير جداً أما بالنسبة لعدم تنفيذ مخرجات الحوار نحن نعلم جميعاً بعد انتهاء مؤتمر الحوار هناك أمامنا مهمة كبيرة، وهي لجنة إعداد الدستور وعندما تنتهي لجنة صياغة الدستور من أعمالها فنكون قد أنجزنا الجزء الأول من مخرجات تنفيذ الحوار، لأن مخرجات الحوار الوطني هي عبارة أن القرارات والتوصيات التي خرج بها المؤتمر تتحول على شكل نصوص وقوانين دستورية وننتظر لجنة صياغة الدستور".
وبخصوص رأيه في موقف الجهات الأمنية إزاء ما يحدث في عمران، أوضح أنّ "الذي حدث في عمران لم تكن الدولة طرفاً فيه، والذي حدث في عمران هو صراع بين ميلشيات وميلشيات، وبالتالي لا تحمل للدولة مالا تحتمله، الدولة عندما تريد أنّ تعلن حرب على الحوثيين لن تكون حرب أولى وثانية وثالثة ورابعة وخامسة، مثلما حدث في المرات الماضية ستكون حرب واحدة ولن يتم إيقافها بتليفون كما قال فخامة الأخ الرئيس، وإنما سيتم إيقافها في مران والدولة لن ندخل في حرب في عمران، وبالتالي مايحدث في عمران هو صراع مسلح بين ميلشيات نحن ندين ونستنكر تلك الأطراف ونطالب الدولة ببسط نفوذها، سواء كان في عمران أو في الجوف، وأن يتم نزع السلاح من جميع الميلشيات والجماعات المسلحة وأن يكون السلاح وقرار الحرب حصري للدولة فقط، وإذا لم تتورع ميلشيات الحوثيين وتظهر نياتها الصداقة تجاه الوطن وتنفذ مخرجات الحوار الوطني، وإن أهدفها عكس ما تقول أنها محدودة في عمران فالدولة أكيد ستدافع عن سيادتها وهببتها وبسط نفوذها".
وحول رأيه بشأن خضوع جماعة "أنصار الله" لشروط مخرجات الحوار التي من أبرزها تجريدهم من السلاح بعد استيلائهم على عمران، أشار إلى أنّ "أنصار الله شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني، ونحن نتوقع الالتزام بمخرجات الحوار الوطني، كما أعلنوا والتزموا أمام الجميع وأمام كل العالم إذا كان لهم رأيي فهذا شيء آخر ولكل حدث حديث لكن نحن لنأخذ بما تم انهم شاركوا وأنهم حظروا وأنهم أعلنوا التزامهم في المخرجات وبالتالي نحن نأخذ بالظاهر".
وتابع أنه "لا يجب أن نخاف من التجارب في ما مضى عند تحقيق الوحدة اليمنية، كان الناس يخافون من الديمقراطية وكان الناس يعتبرونها حاجة كبيرة، وأن اليمن ستدخل على الديمقراطية وكيف ستمارس الديمقراطية، وأن اليمن لايزال دولة غير مهيأة مالياً اقتصادياً، ومع ذالك اليمني مارس الديمقراطية وعبر عنها بصورة وبأخرى، وكانت تجارب ممتازة في أواخر التسعينات عندما كانت تطرح مسألة المجالس المحلية، كذالك كان هناك تهويل أن اليمن سيتحمل تكاليف اقتصادية كبيرة، وأن اليمن غير مؤهل في ذالك، وتم إقرار الحكم المحلي وكانت تجربة ناجحة بغض النظر عن السلبيات والإيجابيات، نحن يجب علينا أن لا نخاف من التجارب والأقاليم، هي عبارة عن تقسيم إداري بدلاً من أن كانت اليمن 21 محافظة هي الآن ستصبح عبارة 6 محافظات إقليمية كبرى، لكنها ذات صلاحيات أفضل صحيح تنفيذ الأقاليم والنظام الفدرالي في البلاد سيحتاج تكاليف لكن ليذهب عن بالنا أن هناك مجتمع دولي، بالإضافة إلى الإمكانيات المحلية وما ينقص اليمن هو أزمة ضمير ومع ذلك هناك تعهدات دولية بدعم مخرجات الحوار ويجب على اليمنيين أن يستثمروا هذا الجانب في بناء البنية التحتية الأزمة لإقامة التقسيم الفدرالي المطلوب، وفقاً لمخرجات الحوار الوطني. ً
وبخصوص انضمامه إلى ثورة "التغيير، أكّد "أنا لم أتقدم بطلب ولم أذهب للانضمام، لأنه لو كنت أريد الانضمام كنت انضممت في 2011 إذا كنت مقتنع بأهدافهم، لكن مسألة أني أتضامن مع مطالب الشباب يجب علينا أن نتضامن جميعاً مع مطالبهم، لأن القوى السياسية التي كانت معهم في ثورة 2011 انقلبت عليهم وحاصرت ثورتهم، ونحن من كنا في الطرف الآخر، علينا أن نقف مع الشباب لأني على ثقة أن الشباب خرجوا بنوايا صادقة إلى الساحات ويريدون يمنًا جديدًا لكن للأسف الشديد القوى السياسية التفت على ثورتهم ومطالبهم وأهدافهم التي خرجوا من أجلها ومن باب أخلاقي أن أتعاطف معهم لكن مسألة أني انضممت رسمياً فهذا كلام غير صحيح وأتمنى من يردد هذا الكلام أن يصحح معلوماته في هذا الجانب".
وبخصوص رده على وصف أنصار الرئيس السابق له بالمتقلب، أشار بقوله "نحن من الذين شاركنا في التظاهرات مع علي عبدالله صالح في ميدان السبعين وأصحاب السبعين، أنا أصفهم بأنهم أهل بدر وأهل بدر رفع عنهم ما تقدم وما تأخر من ذنبهم، ولا التفت إلى هذه الأصوات، بالنسبة للمؤتمريين الجدد الذين دخلوا حديثاً إلى حزب المؤتمر"
وبشأن رؤيته لفترة حكم الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، أوضح "إذا كان هناك نجاح لعلي عبدالله صالح في العقود الماضية، فهو نجاح لكل من كانوا حوله، ومن معه من جميع الأحزاب، وإذا كان هناك إخفاق لعلي عبدالله صالح خلال الفترة السابقة، فهو يسجل إخفاقًا على الجميع. وجميع الأحزاب التي عملت معه، لا نحمل الشخص الإخفاق الكامل لأنه كان هو عبارة عن منظومة حكم متكاملة، أما مسألة الرئيس هادي كان المناسب نعم، والرئيس هادي هو الشخص المناسب. واعتقد أن اختيار علي عبدالله صالح لعبد ربه منصور هادي رئيساً للفترة الانتقالية، كان اختيارًا دقيقًا وحكيمًا، وإذا نظرنا إلى ما يحدث في سورية وتونس وليبيا في كل دول الربيع العربي، فالرئيس هادي يمضي رويداً رويداً باليمن إلى بر الأمان، وهذا إنجاز كبير إذا قارنا اليمن بـ2011 واليوم".
وبخصوص خريطة تحالفات واستعدادات حزب "حشد" للانتخابات المقبلة، أوضح "نحن لم نلغ التحالف مع حزب المؤتمر الشعبي العام، وتحالفنا معه تحالف إستراتيجي للأبد، ماحدث من تجميد عضوية حزب حشد في أحزاب التحالف الوطني. أعتقد أنه لا يمثل المؤتمر الشعبي العام هذا القرار، هو يمثل جزء صغير وطفيف من حزب المؤتمر وكتنظيم سياسي تربطنا به علاقات متينة وقوية وسياسية كبيرة جداً وإستراتيجية، وبالتالي تحالفنا معهم لا يمكن أن ينقضه أي شيء، وبخصوص دعم أحمد علي عبدالله صالح، أنا احترمه كشخص يحمل في فكريته الكثير من مبادئ الدولة المدنية الحديثة، لكن الوضع الراهن غير مناسب أن يقوم أحمد علي عبدالله صالح بترشيح نفسه، ففي حال رشح حزب المؤتمر وأحزاب التحالف أحمد علي صالح كمرشح للرئاسة، والطرف الآخر رشح حميد الأحمر، فالفائز منهما سيدخل اليمن في حرب أهلية، لأن الوضع غير مهيأ، ولا توجد أرضية صلبة تقوم عليها انتخابات تنافسية حرة وشريفة، والمرحلة الحالية هي مرحلة عبد ربه منصور هادي لسنوات قادمة كبيرة، لإيجاد الأرضية الصلبة للانتخابات الرئاسية القادمة".
أرسل تعليقك