واشنطن - يوسف مكي
أبدى أحد الآباء المؤسسين للجهاد الغربي، ندمه الشديد على ما اقترفه في أعقاب قضائه أعوامًا في تجنيد المسلمين المتطرفين، ما أدى إلى فتح الباب لتكوين جماعات مثل "داعش"، أبو منتصر البالغ من العمر 55 عامًا، والذي يقيم في سوفولك، والذي عمل على نشر الرسائل الإسلامية متطرفة والعدائية لما يقرب من عقدين خلال فترة الثمانينات والتسعينات، ما ساعد على زرع التطرف في آلاف الشباب، وكان يقاتل في أفغانستان، وكشمير وبورما، ويحث الشباب المتطرفين إلى النزول إلى ساحات القتال في البوسنة والشيشان.
وعمل أبو منتصر على تنظيم وصول شحنات الأسلحة، إلى جانب دعوته للواعظين ودعاة الكراهية من الخارج للقدوم إلى بريطانيا والتحدث إلى المسلمين الساخطين، وأشرف على توزيع خطابات لرجال الدين الشهيرة مثل علي التميمي الذي يقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة بتهمة التحريض على الإرهاب، وكذلك الراحل انور العولقي الذي قتل هو وأطفاله إثر هجوم نفذته وكالة الاستخبارات المركزية "CIA" في اليمن باستخدام طائرة دون طيار.
و ظهر الآن بعد أن أصبح إمامًا معتدلاً ومصلحًا، من خلال فيلم تسجيلي من المقرر عرضه هذا الأسبوع على شاشة "ITV" وهو يبدي ندمه عما فعله في الماضي، ويعتذر باكيًا لهؤلاء ممن قام بإيذائهم، مضيفًا بأن الكراهية ليست منهاج النبي محمد عله السلام، فأبو منتصر وغيره من المتشددين السابقين الذين نشروا العنف والتطرف يكشفون عن الخوف الذي يشعرون به الآن من جراء سفر المسلمين من بريطانيا للانضمام إلى "داعش" في سورية والعراق، وهو المسار الذي اتبعوه يومًا ما حينما كانوا شبابًا ويسيطر عليهم الغضب.
وأدرك أبو منتصر حينما كان يقاتل في بورما، أن ما يشارك فيه لا يعد جهادًا، وإنما استغلال وسفك لدماء شباب المسلمين، ومن ثم كانت هذه هي نقطة التحول والتي أدار ظهره بعدها للعنف وهو الآن مؤسس لجمعية خيرية تعليمية تعمل على خلق مزيد من التفاهم حول الإسلام بين المسلمين ومعتنقي الديانات الأخرى أو هؤلاء ممن لا يعتنقون أي ديانة، وقد وصف بذور العنف التي زرعها يومًا ما في عقول الشباب بأنها مثل الفيروس الذي أصاب جيلاً كاملاً والذي ينتشر الآن، مشيرًا إلى أنه قد حان الوقت لهؤلاء الأشخاص ممن يدعمون الجماعات الإسلامية المتشددة بسؤال أنفسهم عما يلحق بهم وبأبنائهم نظير حروب لا انتصار فيها وتعصف بهم من أجل مثل عليا كاذبة.
أرسل تعليقك