حاول الرئيس الأميركي باراك أوباما، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ابداء موقف موحد من التطورات في اوكرانيا، واتفقا خلال لقائهما في واشنطن أمس الاثنين، على إعطاء المفاوضات الدبلوماسية حول وقف النار مع روسيا محاولة أخيرة، كما قالت مركل، قبل مضي واشنطن في خيار التسليح، إذا فشلت محادثات خطة العمل "الألمانية – الفرنسية" الأسبوع الجاري.
ولايزال عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيريه الفرنسي فرنسوا هولاند والأوكراني بيترو بوروشينكو والمستشارة ميركل، قمة في مينسك غدًا لتوقيع إتفاق سلام جديد استنادًا على الخطة "الألمانية – الفرنسية"، لكن وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي أرجأوا الى الأسبوع المقبل تنفيذ قرار اتخذوه نهاية كانون الثاني/يناير الماضي بتوَّسيع لائحة العقوبات ضد شخصيات روسية وأوكرانية مرتبطة بأزمة البلد الجار.
في غضون ذلك، رد الكرملين بقوة على معلومات نقلتها صحيفة "وول ستريت غورنال" الأميركية عن ديبلوماسيين غربيين، تفيد بأنَّ مركل حذرت بوتين من فرض عقوبات اضافية إذا أفشلت موسكو الخطة.
من جانبه، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "عقد بوتين ومركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لقاءً بناءً وموضوعيًا في موسكو الجمعة الماضي، ولم يتحدث أحدًا ً بلغة الإنذارات مع الرئيس، ومهما كانت الظروف لا يستطيع أحد أن يخاطب الرئيس الروسي بلغة التهديد".
كما كشف الصحيفة، أنَّ ميركل، ابلغت بوتين أن برلين لن تعارض خطة واشنطن تزويد أوكرانيا أسلحة فتاكة إذا رفضت موسكو خطة السلام، لكن مركل قررت في واشنطن أمس الاثنين، معارضتها تسليح أوكرانيا.
جاء ذلك، في وقت يواجه أوباما ضغطًا كبيرًا من "الكونغرس" لإرسال أسلحة دفاعية الى الجيش الأوكراني، حتى إذا عمق ذلك المواجهة مع بوتين.
من جهته، أكّد أوباما وميركل في مؤتمر صحافي اعقب لقاءهما مدة ساعتين، أنَّ "عدوان روسيا في أوكرانيا قوّى وحدتنا، ولن نقف على الحياد، قائلًا: "في حال فشل الديبلوماسية هذا الأسبوع وجهت فريقي إلى وضع خيارات أخرى بينها التسليح".
وتابع أوباما: "لا حل عسكريًا لكن الهدف هو تغيير حسابات روسيا، علمًا أنني لم اتخذ القرار بعد".
وذكر أوباما أنَّه لا يرى سببًا لتمديد المحادثات النووية مع إيران مرة أخرى مؤكدًا إن المسالة الآن تتعلق بما إذا كانت طهران تريد التوصل إلى اتفاق وفق الصيغة الأساسية والخلاصة التي يطلبها العالم هو أن يكون لديه الثقة بأنهم لا يسعون لامتلاك سلاح نووي.
في نفس السياق، تحفظت إسبانيا على نية أميركا تزويد الأوكرانيين أسلحة، وأيدتها بريطانيا التي تحدث وزير خارجيتها فيليب هاموند في بروكسيل، قائلًا: "المسألة خيار واشنطن وحدها، فيما ستواصل لندن تأييد ممارسة الإتحاد الأوروبي أقصى ضغط على روسيا مع دعم اوكرانيا في كل المجالات".
كما عبرت ميركل عن تمسكها بإعطاء الدبلوماسية، قبل درس خيارات أخرى، واعتبرت أنَّ "الحلف الأميركي - الأوروبي سيبقى قوياً، وسيستمر مهما كان قرارنا لاحقًا".
واستخدمت ميركل نموذج إيران والعقوبات ضدها، مؤكَدة نجاحه مع روسيا اليوم، لكن وزير الخارجية الإسباني جوزيه مانويل غارسيا مارغايو أوضح إنَّ "العقوبات على روسيا كبّد الاتحاد الأوروبي خسائر قيمتها 21 بليون يورو في مجال الصادرات، وهي كلفة كبيرة جدًا".
وأضاف: "نحن في وضع خطر جدًا، لاسيما ان الاتفاق الذي يُبرم حول خطة السلام "الألمانية – الفرنسية" هو الفرصة الأخيرة قبل الانتقال إلى سيناريو تشديد العقوبات".
أرسل تعليقك