موسكو ـ حسن عمارة
شنّت السلطات التركية حملات ملاحقة للمشبوهين واعتقلت 68 شخصًا في أنحاء البلاد في إطار التحقيق بمقتل عشرة سيّاح ألمان في تفجير نفذه انتحاري سوري يشتبه في انتمائه لتنظيم "داعش"، وسط استنفار شامل، تحسبًا من هجمات جديدة تستهدف القطاع السياحي والأجانب تحديدًا.
وأعلن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أن الشرطة أوقفت الأربعاء أربعة أشخاص يشتبه في تورطهم في الهجوم الانتحاري.
وخلال تفقده مكان الحادث مع داود أوغلو، لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك والاطلاع على الحال الصحية لمواطنين ألمان جرحى في المستشفيات بعضهم في حال الخطر، قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير: "لا دليل حتى الآن على أن الانتحاري تعمّد استهداف السيّاح الألمان، أو أن التفجير يوجه رسالة إلى بلدنا، لذا لا مبرر لعدم السفر إلى تركيا"، فيما أكد وزير العدل الألماني هيكو ماس أن الوضع الأمني في بلاده لم يتغير بعد عملية إسطنبول، وقال: "نعلم أن ألمانيا هدف للإرهابيين، لذا لا يمكن نفي وجود خطر، لكن لا مؤشرات ملموسة لوجود أهداف لهجمات، ونحن في غاية التأهب".
وأقرّ وزير الداخلية التركي إفكان ألاء بصحة تقرير لوسائل إعلام محلية عن تسجيل سلطات الهجرة في الخامس من الشهر الجاري اسم الانتحاري الذي يُدعى نبيل فضلي وبصماته قبل نحو أسبوع، مستدركًا أنه «لم يُدرج على لائحة المشبوهين بالإرهاب».
وكشفت مصادر أمنية أن بين المعتقلين سيدة تعمل في شركة سياحية كان هاتفها آخر من اتصل به الانتحاري قبل تنفيذ الهجوم، لكنها أبلغت الشرطة أنها أضاعت هاتفها الخليوي قبل يومين من الحادث.
وفي سياق منفصل، اعتقلت السلطات التركية ثلاثة مواطنين روس للاشتباه في انتمائهم إلى "داعش"، إضافة إلى 16 سوريًا وتركيًا في أنقرة اتهموا بمراقبة مبانٍ حكومية والتخطيط لمهاجمتها. ورجحت مصادر أمنية طرد السوريين إلى بلدهم "في أسرع وقت".
وأعلنت موسكو أنها تحقق في ملابسات احتجاز مواطنين روس في تركيا، مشيرة إلى أن اسم أحدهم مدرج على لائحة المطلوبين على الأراضي الروسية، فيما تظهر معلومات أجهزة الأمن إلى أن المعتقلين الآخرين غادرا أراضي روسيا قبل سنوات بهدف الدراسة في الشرق الأوسط.
وأوضحت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن المعتقلين الثلاثة رفضوا لقاء مسؤولين في قنصلية بلادها في أنطاليا.
ونشرت صحيفة "خبر ترك"، الأربعاء، فيديو قالت إنه يظهر المهاجم الذي فجر نفسه وقتل 10 سواح في ميدان السلطان أحمد وسط مدينة إسطنبول التركية، الثلاثاء.
وأوضحت الصحيفة أن الفيديو التقطته كاميرات مراقبة في مكتب للهجرة بإسطنبول، في الخامس من يناير الجاري للشاب السوري، المشتبه بتنفيذ الهجوم الدامي.
وكان رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، قال إن "الانتحاري" دخل إلى تركيا كلاجئ من سوريا، ولم يتم رصده لأنه لم يكن على أي من قوائم المطلوبين.
وفي حين لم يكشف داود أوغلو عن هوية الشاب الذي يرتبط، وفق السلطات التركية، بتنظيم داعش المتشدد، قالت وسائل إعلام محلية أخرى إنه يدعى نبيل فضلي، إلا أن رئيس الوزراء أشار إلى أن هوية الشاب تأكدت بفحص أجزاء من جمجمته ووجهه وأظافره، موضحا أن بصمات أصابع مسجلة لدى السلطات التركية.
وكان لافتًا ربط صحف مستقلة تركية الهجوم بالسياسة المبهمة للرئيس رجب طيب أردوغان تجاه التنظيمات الإرهابية والمتطرفة. وكتب محمد يلمظ في صحيفة "حرييت": "نحن مثل الجالس فوق قنبلة موقوتة، والسبب الوحيد لهذا الوضع هو الإصرار على التساهل مع التنظيمات".
واستهدف التفجير حديقة مسجد السلطان أحمد (المسجد الأزرق) في إسطنبول الثلاثاء. ولدى توافد مواطنين ومسؤولين إلى مكان الحادث للتنديد بالهجوم، هاجم مواطن تركي بالسلاح الأبيض في شكل مفاجئ، مجموعة يسارية انتقدت سياسة الحكومة تجاه "داعش"، وهتف: "يجب التخلص من هؤلاء الخونة".
أرسل تعليقك