رام الله – وليد أبوسرحان
تجري اتصالات مكثفة وراء الكواليس للوصول إلى اتفاق لوقف اطلاق النار على قطاع غزة بمشاركة عربية واسلامية وأوروبية وأميركية بعد ان استنفذ جيش الاحتلال الاسرائيلي المرحلة الاولى من حربه المتواصلة لليوم السابع على التوالي على غزة ومنعه من الانتقال للمرحلة الثانية وهي الاجتياح البري للقطاع.
واكد النائب المتحدث باسم حماس في قطاع غزة مشير المصري أن هناك اتصالات عربية واسلامية ودولية مع "الحركة" للوصول لوقف اطلاق النار مشيرًا إلى أن هذه الاطراف سمعت مطالب المقاومة الفلسطينية التي تشمل إنهاء العدوان الاسرائيلي ورفع الحصار عن غزة وفتح معبر رفح البري مع مصر التي مازال دورها ضعيفًا في الوصول إلى تهدئة كما قال.
وشدد المصري على أن من المبكر الحديث عن الوصول لوقف جدّي لاطلاق النار. يأتي ذلك في وقت أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يجري اتصالات مع أطراف في المنطقة لوقف إطلاق النار في غزة، فيما أعلن عن توجه وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إلى الشرق الأوسط في مهمة وساطة.
ويستهل شتاينماير جولته في زيارة الأردن لإجراء محادثات مع الحكومة الأردنية على أن يتوجه غدًا الثلاثاء إلى إسرائيل والضفة الغربية، حيث يلتقي نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وجاء وصول وزير الخارجية الالماني للمنطقة عقب إجراء وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالاً هاتفياً بنظيره الاميركي جون كيري للتشاور المشترك حول الأزمة الراهنة في الأراضى الفلسطينية المحتلة، وتواصل العمليات الإسرئيلية العسكرية على قطاع غزة.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطى أن الاتصال الهاتفي بين الوزيرين تطرق إلى الجهود المكثفة والاتصالات المستمرة التي تبذلها، وتقوم بها مصر للعمل على الوقف الفوري للاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، وينهى عن الاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة العسكرية من جانب إسرائيل على قطاع غزة، والعمل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يحقن دماء المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني
وذكرت مصادر اسرائيلية أنه طرأ تقدّم معين في الاتصالات الجارية راهنًا للتوصل إلى وقف لاطلاق النار حسب الموقع الالكتروني لصحيفة "معاريف".
وأضافت المصادر أن "هذه الاتصالات ما زالت مائعة، وأن خيار العملية البرية ما زال مطروحاً على الطاولة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه جرت في الأيام الاخيرة محاولات لجس النبض في محاولة لتحقيق وقف النار إلا أنه من غير المؤكد أن هذه المحاولات حققت نجاحاً أم لا، وأن جهوداً قطرية وتركية وأميركية تبذل في هذا الاتجاه، إلا أن إسرائيل معنية بأن تلعب مصر دوراً في هذا المجال، وذلك لإمتلاكها رافعات تمارس عبرها الضغط على حماس لقبول ذلك وفي مقدمتها فتح معبر رفح الحدودي مع القطاع.
ووفقاً لهذه المصادر، فإن حركة حماس معنية بالتوصل الى إتفاق لوقف النار حسب المعلومات المتوافرة لدى اسرائيل في هذا الخصوص.
وادّعت الصحيفة وجود خلافات في وجهات النظر بين المنظمات المسلحة في غزة بخصوص التوصل لوقف إطلاق النار، ووفقاً لمصادر صحافية بريطانية فإن حماس رفضت محاولة مصرية للتوصل الى التهدئة، وبأنها تفضّل ان يتم ذلك بوساطة تركية وقطرية فقط، في حين صرّح نائب الامين العام لمنظمة الجهاد الاسلامي زياد نخالة أن "لا حديث عن تهدئة بدون تدخل مصري" - حسب الصحيفة -.
وفي سياق ذلك، ذكر موقع "واللا" الاخباري العبري أن السلطة الفلسطينية تسعى إلى عقد قمة دولية، لشق الطريق أمام وقف العدوان على غزة، وتحريك العملية السلمية في آن واحد، حيث حذّر مقربون من الرئيس عباس أنه بدون مسار سياسي لتجديد المفاوضات فإن السلطة ستتوجه الى محكمة الجنايات الدولية، حيث تتخوف السلطة من إمكان التوصل الى إتفاق لوقف النار لا يتضمن تجديد العملية السلمية.
وأضاف الموقع أن السلطة تسعى إلى أن يضم المؤتمر إلى جانب فلسطين وإسرائيل دولًا عربية ودولًا أخرى، مشيرا إلى أن السلطة تسعى لمبادرة يُفتح في إطارها معبر رفح الحدودي مع مصر بوجود حرس الرئاسة، ونشر قوات فلسطينية على ممر فيلاديلفيا وإطلاق سراح المعتقلين المحررين في صفقة شليط وتوسيع العمل في معبر بيت حانون (ايرز).
وتأتي التحركات الدولية لوقف الحرب على غزة فيما حذر العاهل الاردني عبد الله الثاني في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من "تداعيات خطرة" للعملية العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بحسب ما أفاد مصدر رسمي
وقال الديوان الملكي في بيان إن الملك عبد الله وبان كي مون بحثا في "تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث جدد الملك التحذير من التداعيات الخطرة لما يجري في القطاع على المنطقة واستقرارها".
وأكد العاهل الاردني "ضرورة وقف استهداف المدنيين وأهمية احترام القانون الدولي في هذا الشأن" محذرًا من "مخاطر الفراغ الناجم عن توقف المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي وفق حل الدولتين، مما سيؤدي إلى مزيد من العنف والتصعيد".
أرسل تعليقك