الجزائر – إيمان بن نعجة
أكَّد وزير الشؤون الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، أنَّ تدهور الأوضاع في اليمن خلال الفترة الأخيرة واتساع رقعة المواجهة المسلحة أثار المخاوف والقلق، مشيرًا إلى أن صنعاء تملك المؤهلاتي التي تجعلها جاهزة لبناء السلام الداخلي.
وأضاف الوزير خلال اجتماعه مع نظيره العماني يوسف بن علوي، على هامش أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية في شرم الشيخ، الخميس، أن بلاده تأمل في أن
تتوقف المواجهة و"أن يعاون الجميع من أجل الحوار تحت مظلة الأمم المتحدة وتلبية نداء الدول الخليجية التي دعت إلى الحوار الذي أبدت المملكة العربية السعودية استعدادها لاستضافته".
وبيّن لعمامرة قوله "أعتقد أنه أولا وقبل كل شيء يجب أن تكون كل حلقة من الحلقات المكونة لهذه المنظومة قوية ومتماسكة، وبالتالي لا بد من التركيز على الأمن والاستقرار وتنظيم البيت في كل بلد من البلدان العربية".
وأبرز الوزير أنّ "ثمة إجراءات وقائية يجب أن تتخذ في كل البلدان، إذ لا بد من بناء مجتمع متسامح ومتكامل تسوده العدالة الاجتماعية لمختلف فئات المجتمع بما فيها عنصر الشباب، وهناك أيضا ما يتعلق بالحكم الراشد في البلدان العربية وتكثيف الجهود الرامية الى الحلول السلمية للمشاكل القائمة".
وذكر أنه "من الضروري استغلال ما لدينا من وسائل متوفرة في ميثاق الجامعة العربية والأمم المتحدة كقوات حفظ السلام وهناك إمكانية للدول التي تسمح دساتيرها بذلك العمل في هذا الإطار".
واعتبر الوزير الجزائري، في تصريحات للصحافيين، أنّ "الحل السلمي مطلوب ولا بديل عن لم الشمل وفتح آفاق جديدة في ظل الديمقراطية وتحقيق الوئام والحوار بين الفرقاء اليمنيين وجعلهم صفًا واحدًا في مواجهة التطرف".
وردًا على سؤوال لـ"العرب اليوم"، بشأن موقف الجزائر من إنشاء قوة عربية مشتركة، أوضح "أن بلاده لا تسمح بقوات مقاتلة من جيشها للخروج خارج الوطن، ولكن يمكن أن تكون لها مساهمات لوجستية دون أن تشارك بوحدات قتالية خارج حدود بلدها".
والتقى رمطان لعمامرة، وزير الخارجية في سلطنة عمان، يوسف بن علوي، لبحث العلاقات بين البلدين ومستجدات الأوضاع في المنطقة العربية وخصوصًا الوضع في اليمن وليبيا.
واستعرض الطرفان العلاقات الثنائية والاستحقاقات المقبلة، وضرورة مواصلة تعزيز علاقات التعاون لاسيما الاقتصادية منها خدمة للمصلحة المشتركة بين البلدين.
ولدى تطرقهما للأوضاع المتردية في المنطقة العربية، أكد الوزيران على أهمية التعامل بحكمة ومسؤولية مع الأزمات التي تعيشها بعض الأقطار العربية من خلال لعب دور فاعل وإيجابي لحل هذه الأزمات من خلال اعتماد مقاربة سياسية تحافظ على وحدة الدول واستقرارها وسيادتها وتسمح بفتح آفاق الحوار والمصالحة بما يمكن من حفظ اللحمة العربية وصيانة الأمن القومي العربي.
وتابع رمطان لعمامرة: "نعتقد أننا لا بد أن نستفيد من تجربة غيرنا"، مشيرا إلى التجربة الأفريقية والواسعة التي من الممكن جدا أن "نتخذها كمصدر إنارة عند دراستنا ومعالجتنا لمقومات الأمن الجماعي".
أرسل تعليقك