يصل مدير مكتب رئيس الولايات المتحدة الأميركية الأسبق جيمي كارتر، مساء الأحد، إلى قطاع غزة لترتيب زيارة مقررة الخميس المقبل يبحث خلالها الرئيس الأسبق الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية مع عدد من قيادات حركة “حماس". وأكدت مصادر أمنية وصول مدير مكتب كارتر إلى غزة خلال الساعات المقبلة لترتيب زيارة الرئيس الأميركي الأسبق العضو البارز في مجموعة الحكماء الدولية التي تضم رؤساء دول، ورؤساء حكومات سابقين.
وكان كارتر قد عقد خلال الأعوام الماضية عددًا من اللقاءات مع قادة "حماس"، بما في ذلك رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، ونائب رئيس المكتب السياسي ورئيس الوزراء الأسبق إسماعيل هنية.
وأوضحت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أنَّ: “تل أبيب" قررت مقاطعة زيارة كارتر المرتقبة أواخر الشهر الجاري، بسبب “لقاءات عقدها مع قادة في حركة حماس، ومواقفه المنتقدة للسياسة الإسرائيلية".
وأضافت الصحيفة أنَّ “تل أبيب” قررت رسميًا مقاطعة زيارة كارتر، مع أنها لن تمنعه من الدخول إلى الأراضي المحتلة أو المرور إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "إيرز"، وأوضحت أنَّ الرئيس الإسرائيلي رؤبين ريفلين استجاب لتوصية وزارة الخارجية، وقرر عدم استقبال كارتر ورئيس الوزراء النرويجي الأسبق غرو برونتلاند.
وأبرزت أنَّ سبب مقاطعة زيارة كارتر، هو “مساعدته المستمرة لجهود نزع الشرعية عن إسرائيل، وأن أي اجتماع له مع مسؤول إسرائيلي سيساهم فقط في هذه العملية”، وذكرت أن كارتر سيصل إلى المنطقة في مهمة طارئة تهدف أساسًا إلى الوساطة ما بين السلطة الفلسطينية و"حماس" في غزة.
ووجه كارتر خلال الأشهر الماضية الكثير من الانتقادات الحادة “لإسرائيل” في الأعوام الماضية، ووصفها بأنها نظام “عنصري في أكثر من مناسبة“، كما أصدر عام 2006 كتابا تحت عنوان "فلسطين: السلام، لا الفصل العنصري"، وكتب فيه: "إن استمرار إسرائيل في السيطرة على الأرض الفلسطينية واستعمارها يشكل العائق الرئيسي لاتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط".
في غضون ذلك كشف مصدر فلسطيني مطلع أنَّ الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، يبذل مساعي وساطة بين حركتي "فتح" و"حماس"، بمساندة المملكة العربية السعودية، في ظل استعداد المملكة إلى الوساطة للتوصل إلى اتفاق "مكة 2".
وبيَّن المصدر، الذي رفض ذكر هويته، لحساسية منصبه، أن كارتر التقى أخيرًا مسؤولين سعوديين بارزين، وطلب منهم التدخل لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وهو ما قوبل بالترحاب من قبل الرياض.
وأضاف: "القيادة السعودية أبدت استعدادها للوساطة بين الحركتين، والتوصل لاتفاق مكة 2"، علمًا أنَّه تم التوصل إلى "اتفاق مكة"، بين حركتي "فتح" و"حماس"، برعاية العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، في 8 شباط/ فبراير 2007، وأسفر عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنه سرعان ما انهار بعد أشهر عدة إثر عودة الاشتباكات المسلحة التي انتهت بسيطرة حركة "حماس" على القطاع.
ولفت إلى أنَّ القيادة السعودية تريد ضمانات من حركتي "فتح" و"حماس"، تؤكد جديتهما في تحقيق المصالحة، قبل البدء في جهود الوساطة، وأضاف إنَّ كارتر يسعى للحصول على "ضمانات مكتوبة من حركة حماس"، بتنفيذ بنود أي اتفاق محتمل.
وكشف المصدر أن الرئيس الأمريكي الأسبق، زار العاصمة القطرية مؤخرا، والتقى رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، وحصل منه على تأكيد بجدية الحركة في تحقيق المصالحة، منوَّهًا بأنَّ كارتر سيزور قطاع غزة الخميس المقبل، للقاء قادة حركة "حماس"، وإجراء محادثات معهم حول القضية.
أرسل تعليقك