أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مقابلة تلفزيونية أنّ البلاد تعاني وضعًا اقتصاديًا صعبًا مكررًا بذلك تصريحات سابقة، وموضحًا أنّ حكومته لن تسلح المجموعات العشائرية المناوئة لـ"داعش" إلا بشروط.
وأوضح العبادي في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي أنه وبعد انهيار مدينة الموصل في يد تنظيم "داعش" فقد العراق هناك 2300 عربة هامر والعديد من الدبابات دون أن تعوض، مؤكدًا أنَّ "مهندسي الصيانة الأجانب غادروا البلاد بسبب الأوضاع الأمنية ولم يتمكن العراق من صيانة وإصلاح الآليات العسكرية.
وأشار إلى "حاجة بلاده إلى السلاح"، وأضاف في رده على سؤال حيال اتهامه بالمماطلة في تسلح العشائر "لا استطيع أن أُسلح الجميع، ما لم أرَ المقاتلين على الأرض، وبعد أنْ نراهم على الأرض يجب أن نراهم ونرى أسمائهم، لن نكرر ما حصل سابقًا" في إشارة إلى حكومة سلفه نوري المالكي.
وعندما سُئل عن وضع بغداد أجاب العبادي بأنه "لا خطر عسكريًا على بغداد إنما "هناك خطر أمني على بغداد" عبر شن هجمات والاستعانة بالخلايا النائمة، وأكد أنه تم تفكيك عدد من الخلايا المرتبطة بـ"داعش" في بغداد، وآخرها "الخلية المسؤولة عن تفجيرات الكرادة والمنصور" مُشددًا على "أهمية تفعيل الجهد الاستخباري في البلاد".
ودافع العبادي بشدة عن الحشد الشعبي، قائلًا "الحشد من مصلحة البلد، ولكنه بحاجة إلى ضبط ويجب أن يضبط، والحشد جديد الإنشاء، ويحتاج إلى ضبط لصالحه لكي يتم تنظيفه"، وتابع قائلًا "لذلك أنا مُتحمس إلى إقرار قانون الحرس الوطني، لأنّ هذا القانون هو لحماية الحشد والقانون الآن في مجلس النواب، وأتمنى التصويت عليه".
وبشأن الاتفاق النفطي أوضح العبادي "سابقًا كان الإقليم لا يسلم أي نفط للحكومة العراقية، وكانوا يأخذون حصة من الموازنة من دون نفط، إلا أنّ وشلنا "نفدت" الموازنة، وصارت مشكلة".
وأضاف أنّ "الاتفاق مع الأكراد هو سلمونا النفط، ولكم حصة في الموازنة، وأنّ هناك موازنة نظرية يقرها البرلمان، والموازنة المقررة نصرف نصفها، والنفط رغم أنه لا يباع كما في سعر الموازنة، كنا نخسر 40 في المائة، ما جعل حصة الإقليم تصرف من الإنفاق الحقيقي".
ومضى قائلًا "الآن الإخوة الأكراد يتوقعون أن يأخذوا الموازنة بحصة نظرية، وحقيقة استغرب هذا الكلام في وقت نتعرض فيه إلى محاولة ضغط، ولا أريد أن أدخل في سجال".
وتابع: "نحن في الحكومة ملتزمون بالاتفاق النفطي 100 في المائة، علمًا بأنّ النفط المصدر تؤخذ أرقامه من وزارة "النفط" والواردات من وزارة "المال"، ووزير "النفط" صديقهم، ووزير "المالية" منهم"، ولفت إلى أنَّ ما تقوم به حكومته بشأن ذلك هو "من أجل العدالة" لاسيما وأنّ الاتفاق يشير إلى صرف مبالغ لقاء الكمية المصدرة من النفط الكردي.
وشدَّد على أن العراق ليس طرفًا في الصراع السعودي الإيراني وأن بلاده ليست بوابة لإيران، ولن تدخل في صراعات إقليمية بين البلدين، موضحًا "إذا كان الإخوة السعوديون يعتقدون بأنَّ العراق هو بوابة لإيران فهم مخطؤون"، مضيفًا: "العراق ليس بوابة لإيران ونحن لا نريد أن ندخل في صراعات إقليمية بين المملكة العربية السعودية وإيران" مشددًا على أن بغداد لا تحسب على هذا الصراع.
وأصر العبادي على أنَّ "الملكة العربية السعودية أرسلت رسائل ايجابية للعراق عبر تسمية سفير، موضحًا أن العراق ينتظر قدوم السفير وينتظر أن تكون هناك زيارة من الإخوة السعوديين، واستطرد: "ليس لدينا شيء ضد المملكة العربية السعودية ولم نعادِ، ولم نسمح لأحد أن ينطلق من الأراضي العراقية للإساءة إليهم".
يذكر أن العلاقات بين العراق والمملكة العربية السعودية توترت خلال عهد رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، الذي اتهمته السعودية باعتماد سياسات إقصائية همشت السنة، بينما اتهمها هو بدعم التطرف في بلاده، إلا أن علاقات البلدين شهدت تحسنًا منذ تسلم العبادي مهماته خلفا للمالكي في أيلول/سبتمبر الماضي.
أرسل تعليقك