أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الجمعة، أنَّ العراق بحاجة إلى دعم دول الجوار لمنع تسلل المتطرفين إلى البلاد، مشدَّدًا على أنَّ مقاتلي "الحشد الشعبي" يعملون ضمن القوات الامنية العراقية، معربًا عن أمله بتطوير العلاقات المستقبلية مع السعودية بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز زمام الحكم.
وصرَّح العبادي في كلمة خلال مؤتمر "دافوس" الذي عقد في سويسرا، قائلًا "كنا نصرخ دائمًا للحصول على دعم ضد تنظيم "داعش" ولكن حصلنا على القليل والبداية كانت بطيئة جدًا ومؤلمة ومثبطة للعزائم، لكن بعد ذلك رأينا تزامنًا ورفعًا لسقف الضربات الجوية ضد التنظيم وهناك تنسيقا بين القادة العراقيين والطيران الدولي".
وأضاف "في الأسبوع الماضي حصلنا على شحنة أسلحة وذخيرة من الحلفاء مجانًا وهناك أسلحة ستوفر لاحقا والدفع لقاء هذه الأسلحة سيؤجل، إنَّ التحديات جمة واقتصادنا لا يتحمل أن ينفق الكثير ويتعين علينا أن نعزز من الموازنة العامة وأن ندفع أموالًا طائلة كي نمضي قدمًا في حربنا ضد "داعش" وندعو دول الجوار إلى دعمنا من أجل عدم تسلل المتطرفين من أراضيهم إلى العراق".
وتابع العبادي "خصصنا 450 مليون دولار لإعادة إعمار المناطق التي دنسها تنظيم "داعش" ومنها مبالغ للنازحين ويجب أن تأخذ المحافظات دورها في خدمة المواطن"، مبينا أن "هناك تغييرا مهولا من جانب السنة، فالحكومة العراقية الحالية مقبولة أكثر من أي حكومة غيرها لديهم".
وبشأن التغيير في حكم السعودية بيّن العبادي "أتمنى أن يكون التغيير ايجابيًا، ويحدوني الأمل بوجود قائد جديد في السعودية العربية أن يكون مفيدًا للجميع وقد تحدثت مع جلالة الملك عندما كان أميرًا حول الحدث الذي حصل على الحدود بين البلدين على الهاتف وكان الحديث طيبًا، وأملي أن تكون العلاقات طيبة، فرسالتنا مرتبطة بوجود علاقة طيبة مع الجوار".
وفيما يتعلق بتحرير مدينة الموصل، أوضح أنَّ " قوات البيشمركة تلعب دورًا أساسيًا في هذه الفترة بالإضافة إلى القوات العراقية؛ لكن لدينا مشكلة واحدة هي عدم وجود رابط بين بعض الطرق التي تؤدي إلى مدينة الموصل ونحتاج لفتح الطريق بين القوات العراقية مع "البيشمركة" ويمكن فعل ذلك مع التحالف الدولي".
وأشار إلى "وجود مفاجأة خلال حروبنا مع "داعش" في بعض الأحيان فتخطيطنا الذي يستمر أيام إضافية في مواجهة التنظيم لكننا نرى جنوده كانوا يفرون، والروح المعنوية لديهم تنخفض".
وأيَّد العبادي تصريحات الجنرال الأميركي لويد أوستن حول مقتل نصف قادة تنظيم "داعش"، نافيًا أن تكون قوات الحشد الشعبي جماعات شيعية، مؤكدًا أنهم أشخاص يدافعون عن العراق من المكونات العراقية، وبعضهم كانوا ينتمون إلى مسلحين شيعة من قبل، موضحًا "الوضع الآن مختلف عما كان عليه الحال في أعوام 2005-2008، فهم يعملون ضمن القوات العراقية ولحساب الحكومة".
وشدَّد على أنَّ "المساهمة الإيرانية كانت ايجابية في الفترة الأولى خصوصًا عندما زحف تنظيم "داعش" علينا، فالإيرانيون ساعدونا وأرسلوا الأسلحة بشكل فوري من دون أن يطلبوا مالا لقائها ودفعنا المال لهم لاحقا".
وأضاف العبادي "لا يمكن أن أنكر أنهم يبدون المساعدة لكني أركز على أمر واحد وهو عدم وجود جندي إيراني واحد على الأرض العراقية، ولم يكن هناك جنود إيرانيون سابقا".
وبيّن أنَّ "الجنرال قاسم سليماني مسؤول رسمي ونحن نتعامل معه ولا أنكر ذلك، فهو جزء من بنية المؤسسة الإيرانية وهذا ليس سرًا والجميع يعرف إننا نتعامل مع سليماني وأنا احترمه واحترم المؤسسة الإيرانية، فإيران دولة جارة وحدودنا تمتد معها أكثر من حدود أي دولة أخرى".
أرسل تعليقك