حقَّقت القمة التاريخية السعودية المصرية، تطوراً مهماً في العلاقات بين البلدين وتطلعاتهما الى كيفية توحيد الجهود العربية لمواجهة المخاطر التي تتعرض لها الأمة. وتوجت القمة التي عُقدت في قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة أمس الجمعة ، بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، باتفاقات مهمة سياسية ولوجستية واقتصادية، واتفقا على أهمية مجابهة محاولات التدخل كافة في الدول العربية، ضمن مناقشاتهما القضايا الإقليمية المُلحة في اليمن وسورية وليبيا، وأقرا الشروع في تنفيذ جسر بري للربط بين البلدين والذي سيحمل اسم الملك سلمان بن عبد العزيز، ليكون أول ربط بري بين قارتي آسيا وأفريقيا.
وأكد الملك سلمان "اتفقنا على عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام خصوصية الدول بما يكفل للأمة العربية هيبتها ويتخللها النجاح".وعقب إعلان الملك سلمان عن إنشاء الجسر البري بين مصر والسعودية، بادر الرئيس عبد الفتاح السيسي بتسميته جسر "الملك سلمان" مما لاقى ترحيب الحاضرين من الجانبين المصري والسعودي.
ورحّب الرئيس عبدالفتاح السيسى بخادم الحرمين الشريفين ، قائلا:"ارحب باخى العزيز الملك سلمان فى الزيارة التاريخية التى يحل فيها ضيفا كريما فى بلده الثانى مصر ، مشيرا إلى ان ثقته كاملة بأن التنسيق المشترك بين البلدين يمثل انطلاقا لمعالجة الازمات . وإوضح الرئيس السيسي فى كلمته الجمعة خلال القمة المشتركة مع الملك سلمان بن عبد العزيز، إن هذه الزيارة تأتى توثيقا للاخوة والصداقة بين البلدين وتفتح المجال امام انطلاقة حقيقية فى مجال العمل المشترك مما يسهم فى مواجهة التحديات الاقليمية .
وأضاف السيسي أن الامة العربية تمر بمرحلة دقيقة وخصوصية العلاقات بين مصر والسعودية والتعاون الجاد سوف يمكّن من مواجهة التحديات وما تنطوى عليه، موضحا أن ثقته الكاملة بان التنسيق المشترك بين مصر والسعودية يساعد فى حل الكثير من الازمات والقضايا.
وأعلن الرئيس المصري إن زيارة العاهل السعودي الملك سلمان إلى مصر تأتي لترسي أساسا وطيدا بين الأمة العربية والإسلامية بما يعكس خصوصية العلاقات خاصة في مكان العمل المشترك بما يساهم في مواحهة التحديات الاقليمية غير المسبوقة التي تواجه الأمة العربية والتي تتحملها فيها الشعوب وأشار السيسي إلى أن "خصوصية العلاقات المصرية والسعودية سوف تمكننا سويا من مواجهة التحديات المشتركة والتعاون الجاد أمام من يسعى للمساس بالأمن القومي العربي الذيت تطلع اليه شعوبنا"، مشيرا إلى أن التنسيق بين مصر والسعودية يمثل نقطة انطلاق حقيقية لمعالجة تحديات المنطقة وما تشهده ليبيا واليمن وسورية وغيرها من الازمات وما تعانيه من صراعات.
وشدّد الرئيس المصري على أن الزيارة تؤكد على ضرورة التوحد أمام الإرهاب والتطرّف اللذاّن يؤثران على الأمن والاستقرار في المنطقة، قائلا "إن الشعب المصري لم ينس يوما مواقفكم النبيلة ومساهمة السعودية في القوات المسلحة ودوركم في دعم المجهود الحربي بعد حرب الاستنزاف والتي تكللت بنصر أكتوبر المجيد".
وأعلن السيسي "ندشن معا صفحة جديدة في العمل العربي المشترك ونسطر سويا فصلا جديدا يسجله التاريخ ويفتح افاق ممتدة لمجالات التعاون الثنائي حيث نشهد على الاتفاقيات العديدة في المجالات المشتركة التي تسجل نقلة نوعية للأجيال القادمة".
ومنح الرئيس عبد الفتاح السيسى، الملك سلمان بن عبد العزيز قلادة النيل تقديراً لدوره ومواقفه قبل إلقاء كلمته.
وشهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، توقيع 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين في مختلف المجالات، وسيتم توقيع 10 اتفاقيات أخرى خلال الزيارة بواقع 24 اتفاقية.
وجاءت الاتفاقيات على النحو التالي :
أولا : اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين البلدين
ثانيا : اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي
ثالثا : اتفاقية للتعاون فى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية
رابعا : اتفاقية للتعاون فى مجال النقل البحرى والموانئ
خامسا : مذكرة تفاهم في مجال الكهرباء والطاقة
سادسا : مذكرة تفاهم فى مجال العمل
سابعا : مذكرة تفاهم فى مجال الاسكان والتطور العقاري
ثامنا : مذكرة تفاهم للتعاون في التجارة والصناعة
تاسعا : مذكرة تفاهم فى مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد
عاشرا : برنامج تنفيذي تربوي تعليمي
الحادية عشر : برنامج تنفيذي في مجال التعاون الثقافي
الثانية عشر : برنامج تنفيذي للتعاون فى مجال الاذاعة والتليفزيون
الثالثة عشر : اتفاقية إنشاء جامعة الملك سلمان بن عبد العزيز بمدينة الطور
الرابعة عشر : اتفاقية إنشاء تجمعات سكنية في سيناء
أرسل تعليقك