أحرزت القوات المشتركة العراقية مدعومة من أبناء العشائر الرافضة لتنظيم "داعش" في الأنبار، فضلًا عن إسناد طائرات التحالف الدولي، تقدمًا كبيرًا في عملية تحرير مركز مدينة الرمادي، والتي انطلقت الثلاثاء الماضي، وتمكنت من تحرير الزاوية وسدة الرمادي، فيما توقعت وزارة الدفاع، في ضوء هذا التقدم على الأرض، السبت، قرب الحسم خلال الساعات القليلة المقبلة، وسط حذر من تجنب استهداف المدنيين، الذين تتخذهم عناصر التنظيم المتطرف "دروعًا بشرية".
وأعلنت مصادر أمنية عراقية أن القوات العراقية استعادت منطقة جديدة في مدينة الرمادي، مركز محافظة الانبار، السبت، وتوغلت في آخر معاقل تنظيم "داعش" في المدينة.
وتوقعت وزارة الدفاع، في ضوء هذا التقدم على الارض، السبت، قرب الحسم خلال الساعات القليلة المقبلة.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة نصير نوري، للصحافيين، انه "تم إجلاء غالب العوائل المحاصرة من الرمادي"، مشيراً الى ان "حركة القوات ستكون أسهل في الأحياء الخالية من السكان، وهناك تصميم على حسم المعركة في الساعات المقبلة".
وأستدرك بالقول "لكننا نبقى حذرين لتجنب أي خسائر مبررة على اعتبار ان العملية دخلت في الحسم الكامل" مشيرا الى، ان "التوصيف الدقيق للمعركة أصبح معركة جهد هندسي أكثر من قتالية".
وأوضح ان "داعش هاجمت، الخميس، بسبع سيارات ملغومة، وتم التصدي لها وتدميرها بالكامل" مبينًا ان "المتطرفين فقدوا السيطرة نهائيا على الوضع في المدينة".
ولفت نوري الى "انهم يتمركزون فقط في المجمع الحكومي وبعض الجيوبفي بعض الاحياء في المدينة، وهي قليلة جدا، والموضوع ماضٍ لحسم نهائي في ساعات قريبة".
واوضحت المصادر ان قوات الجيش استعادت منطقة الزوية شمال الرمادي من تنظيم "داعش"، اثر معارك بمساندة الطيران العراقي والتحالف الدولي.
وتقع منطقة الزاوية شرقي مقر قيادة عمليات الانبار بين الطريق الدولي السريع وجسر البو فراج من جهة، ونهر الفرات وجسر جزيرة الرمادي من جهة ثانية.
وتشن القوات العراقية حملة عسكرية واسعة لاستعادة الرمادي من "داعش"، وتمكن خلال الاسابيع الاخيرة من استعادة عدد من احياء المدينة.
وأكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول أن الجنود تقدموا، ليل الجمعة، في حي الحوز، حيث يقع المجمع الحكومي الذي استهدفه هجوم بدأ، الثلاثاء.
وألمح "قوات مكافحة الإرهاب تبعد 800 متر من المجمع الحكومي" بعد أن تقدمت مسافة حوالي كيلومتر في اليوم السابق.
وأعلن "الضربات الجوية ساعدت على تفجير العبوات الناسفة والبيوت المفخخة لتسهيل تقدمنا."
وكشف قائد في جهاز مكافحة الإرهاب سامي العارضي أن الهدف هو "تحرير كامل مدينة الرمادي من ثلاث جهات".
وأوضح "قواتنا الآن تتقدم باتجاه أهدافها لكن سبب التأخير ما عمله المجرمون من تفخيخ كل شيء."
وأكد رسول أن معظم المدنيين الذين ما زالوا في وسط المدينة الخاضع لسيطرة التنظيم المتشدد لجؤوا إلى مستشفى الرمادي؛ لأنهم يعلمون أن الجيش لن يستهدفه.
وامتنع رسول عن إعلان إطار زمني للهجوم النهائي لطرد المتشددين.
وقال "الأولوية في هذه العملية هي تجنب إيقاع خسائر ضمن صفوف المدنيين والقوات بغض النظر عن الوقت الذي تستغرقه".
وسيطرت القوات الامنية، مساء السبت، على سدة الرمادي، شمالي المدينة، والواقعة بحدود 110 كم غربي العاصمة بغداد، وبذلك فان القوات الامنية سيطرت على معظم مناطق المحور الشمالي للرمادي، بحسب مصدر عسكري.
وأكد المصدر، أن "قطعات من الفرقة العاشرة التابعة للجيش العراقي والقطعات الملحقة بها تمكنت، مساء السبت، من السيطرة على سدة الرمادي والمناطق المحيطة بها، شمالي المدينة، بعد طرد عناصر تنظيم داعش".
وأعلن، أن "القوات الامنية تمكّنت ايضا من السيطرة على الطريق من جسر البو فراج إلى نهر الفرات في اتجاه السدة، ضمن المحور الشمالي لمدينة الرمادي، وذلك بعد تطهيره من عناصر التنظيم".
وألقت قوة من مديرية الاستخبارات العسكرية القبض على احد امراء داعش المدعو أبو بكر، وهو اجنبي الجنسية، في عمليات تحرير الرمادي.
وأدلى المدعو ابو بكر بمعلومات وصفتها خلية الاعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة بـ"الخطيرة"، عن دول ممولة للتطرف.
وأوضح بيان للخلية ورد "العرب اليوم" نسخة منه، ان "أمير تنظيم داعش المتطرف الأجنبي المدعو أبو بكر أدلى باعترفات خطيرة عن أعداد المتطرفين الأجانب، وعن الدول الدول الداعمة والممولة لهم، وحجم المخطط الكبير ضد العراق".
وأشار البيان إلى أن "اعترافات المتطرف كانت مهمة لكشف أمور استفادت منها القوات في الميدان"، لافتة الى انها "ستعرض هذه الاعترافات في وقت لاحق امام وسائل الاعلام، بعد إكمال التحقيق معه".
أرسل تعليقك