نظّمت وزارة الاتصالات الفلسطينية ومركز التراث الفلسطيني ومركز السلام في بيت لحم، الخميس، في إطار الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة، حفلًا للإعلان عن طوابع بريدية فلسطينية جديدة تحمل رموزًا دينية مسيحية، وذلك عن الزيارة التاريخية لبابا روما وبطريرك القسطنطينية إلى فلسطين، وكذلك طوابع عن قدّيسات من فلسطين، فيما يأمل المسيحيون الفلسطينيون أن يقضوا "عيدًا هادئًا"، رغم الظروف الصعبة، التي يسببها الاحتلال الإسرائيلي.
وحضر الاحتفال حشد من المدعوين من رجال الدين والأكاديميين والإعلاميين والمثقفين والشخصيات الوطنية والاعتبارية، وتحدث في هذا الاحتفال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، ووكيل وزارة الاتصالات فتحي أبو شباك، والأب نيروان ممثلًا للكنيسة اللاتينية في بيت لحم، وفؤاد سالم ممثلًا عن محافظة بيت لحم، والشيخ ماهر عساف من بيت لحم، وعلي أبو سرور ممثل وزارة السياحة الفلسطينية، ورئيس مركز التراث الفلسطيني في بيت لحم مها السقا.
وأكد المتحدثون في كلماتهم أن هذه الطوابع البريدية التي تصدر في دولة فلسطين، وتحمل رموز مسيحية، إنما تؤكد أن المسيحيين في فلسطين هم جزء أساسي من مكونات الشعب العربي الفلسطيني، الذي يناضل من أجل حريته وكرامته واستقلاله، وأشار المتحدثون إلى أن دولة فلسطين لا يوجد فيها أقلية أو أكثرية، بل فيها شعب واحد يدافع عن قضية واحدة، ويسعى من أجل حرية وكرامة هذا الشعب.
وهنّأ المتحدثون جميعًا الطوائف المسيحية بعيد الميلاد المجيد، سواء الطوائف المسيحية الكاثوليكية التي تحتفل بالميلاد حسب التقويم الغربي يوم 25/12، والطوائف المسيحية الارثوذكسية التي تحتفل بعيد الميلاد المجيد يوم 7/1 حسب التقويم الشرقي.
وأعلنت الحكومة الفلسطينية أن يوم 25/12 ويوم 7/1 هو عيد رسمي في فلسطين، حيث تعطل كل المؤسسات الرسمية، وشكر المتحدثون ايضًا السيدة مها السقا، وكل من ساهموا في اعداد هذه الطوابع البريدية، التي تؤكد على تعلق المسيحيين بأرضهم، ودفاعهم عن قضيتهم العادلة.
ويأمل المسيحيون الفلسطينيون أن يقضوا "عيدًا هادئًا"، رغم الظروف الصعبة، التي يسببها الاحتلال الإسرائيلي.
ويحتفل المسيحيون في يوم 24 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، حسب التقويم الغربي بـ"عيد الميلاد"، فيما تحتفل الطوائف المسيحية في السابع من كانون الثاني/ يناير المقبل حسب التقويم الشرقي.
وستكون ذروة أعياد الميلاد في فلسطين عند منتصف الليل، من مساء الخميس المقبل، في ساحة "كنيسة المهد" في مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية.
وأعربت ريتا سابا عن أملها في السفر إلى بيت لحم للاحتفال بعيد الميلاد، مصرحة: "قدمنا تصاريح عبر هيئة الارتباط الفلسطيني، ونأمل موافقة الاحتلال، العام الماضي للأسف، تم رفض تصريح زوجي، فاضطُررت لعدم المغادرة".
وتكتسب بيت لحم أهمية دينية، كونها مهد السيد المسيح عيسى، عليه السلام، حيث بُنيت على المغارة التي وُلد فيها، وتُعد أهم مركز ديني مسيحي في العالم.
واكتست العديد من المحال التجارية، في قطاع غزة، بدُمى وقبعات "بابا نويل"، ببذلته ذات اللونيْن الأحمر والأبيض، وشجرة الميلاد وأجراسها المعلقة، وزينة الأعياد، وأرقام ملونة للعام الجديد.
وأكد مدير "العلاقات العامة" في كنيسة "بيرفيريوس" للروم الأرثوذكس، وسط مدينة غزة، كامل عيّاد، أن المسيحيين يحتفلون منذ عشر سنوات، وسط أجواء "خجولة"، بفعل الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي.
وأوضح عياد أن: "الحروب الإسرائيلية المتعاقبة، وأجواء الانقسام والوضع الاقتصادي والإنساني، منعتنا من إضاءة شجرة كبيرة، كما كنا نفعل قبل 10 سنوات، هذا العام الاحتفالات فقط ستقتصر على الشعائر الدينية".
وأشار إلى أن حوالي 700 مسيحي يستعدون للسفر، عبر معبر بيت حانون "إيريز"، إلى الضفة الغربية؛ للاحتفال بعيد الميلاد.
وأعلن أن: "المعاناة التي تطال المسلمين، يعاني منها المسيحون، فالقيود واحدة، فالسلطات الإسرائيلية تحدد سن التصاريح، حيث يجب أن يكون الفرد أقل من 16 عامًا، وأكبر من 35، وفي كثير من الأحيان، تمنح الزوج تصريحًا فيما ترفضه لزوجته".
ويحتاج تنقل الفلسطينيين بين قطاع غزة والضفة الغربية، إلى موافقة مسبقة من سلطات الاحتلال، التي تمنح تصاريح لفئات محددة فقط، كالمرضى والتجار والأجانب.
وأكّد عيّاد وجود إقبال من المسيحين على المحال التجارية، في قطاع غزة، لشراء مستلزمات أعياد الميلاد، رغم الأوضاع الصعبة، موضحًا: "هذه المشاهد تبعث على الفرح، خاصة دُمى بابا نويل وشجرة الميلاد، بلونها الأخضر الداكن".
ويذكر أن "بابا نويل" أو "سانتا كلوز" شخصية ترتبط بأعياد الميلاد عند المسيحيين، ومعروفة غالبًا بأنها رجل عجوز سمين، يرتدي بزّة يطغى عليها اللون الأحمر وبأطراف بيضاء، وكما هو مشهور فإن بابا نويل يقدم الهدايا للأطفال في أعياد الميلاد.
غير أن تلك الشخصية ارتبطت وفق روايات عالمية للأطفال، بأنها رمز لإسعاد الفقراء والمحرومين، خاصة من الأطفال، حول العالم.
أرسل تعليقك