بغداد تشدد في مجلس الأمن على سحب القوات وتعتبر التوغل التركي عملًا عدوانيًّا
آخر تحديث GMT03:13:23
 العرب اليوم -

أنقرة تتهم العراق بعدم السيطرة على كل البلاد وتطالب بمنع هجمات "داعش"

بغداد تشدد في مجلس الأمن على سحب القوات وتعتبر التوغل التركي عملًا عدوانيًّا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بغداد تشدد في مجلس الأمن على سحب القوات وتعتبر التوغل التركي عملًا عدوانيًّا

وزير الخارجية ابراهيم الجعفري
بغداد - نجلاء الطائي

شدد مندوب العراق الدائم لدى الامم المتحدة، خلال جلسة مجلس الأمن، الجمعة، على سحب تركيا قواتها فورًا، ودون شرط، من الأراضي العراقية شمالي البلاد، معتبرً أن التوغل التركي يعد عملًا عدوانيًّا، فيما رد مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة ياشار خالد تشفيك بأن "تركيا تتعرض للهجوم ليس فقط من "داعش"، ولكن أيضًا من إرهابيي منظمة بي كا كا "حزب العمال الكردستاني"، وقد دعت تركيا الحكومة العراقية إلى وقف أنشطتهم، ولكن الرد كان أنهم في مناطق غير خاضعة لسيطرة الحكومة، ونحن نؤكد ضرورة أن تمنع الحكومة العراقية استخدام أراضيها لشن الهجمات المتطرفة ضد تركيا، من قبل داعش وبي كا كا".

وعقد مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة، جلسة تناول فيها الشكوى التي قدمها العراق، الأسبوع الماضي، ضد التوغل التركي شمالي البلاد، في حضور وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، فضلًا عن مندوب العراق لدى الأمم المتحدة.

وطالب الجعفري، مجلس الأمن، بإصدار قرار واضح يتضمن نقاطا محددة بإدانة الاحتلال التركي والتوغل غير المشروع في أراضي العراق.

وأبلغ وزير الخارجية ابراهيم الجعفري مجلس الامن الدولي احتفاظ العراق لحقه في الدفاع عن سيادته من التوغل التركي كونه "عمل عدواني".

وشدد الجعفري في كلمة جمهورية العراق في جلسة مجلس الأمن، الجمعة، بشأن انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، حسب بيان للخارجية ورد"العرب اليوم" نسخة منه، على أنه "وفي خِضمِ وضع شديد الحساسية يمر به العالم في محاربة الموجة المتطرفة التي ضربت غالب مناطق العالم، أقدمت قوات تركية في الثالث من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2015، تُـقدر بمئات الجنود الأتراك مع عدد من المدرعات، والدبابات، والمدافع، على التوغـل لمسافة 110 كيلومتر في الأراضي العراقية، وبالتحديد محافظة نينوى، من دون طلب إذن رسميٍ من السلطات الاتحادية العراقية".

وأوضح أن هذا "انتهاك خطير للسيادة العراقية، ومبادئ القانون الدوليِ بخصوص علاقات حسن الجوار، والاحترام المتبادل، وعدم التدخـل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، وفقاً للمادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة".

وأكد أن "ما يدلي به المسؤولون الأتراك لوسائل الإعلام من حجج لتبرير انتهاكهم لحدود دولة جارة ذات سيادة هي حجج غير مقبولة، وأن تلك التحركات العسكرية تـعد تصرفاً عدائياً ينتهك القواعد والأحكام الدولية، وأن العراق يرفض أي تحركات عسكرية في مجال مكافحة التطرف تتم دون علم السلطات العراقية وموافقتها، وقد سبق أن بيّن العراق ذلك في رسائله الموجهة إلى مجلس الأمن، والتي أعاد التأكيد عليها مجدداً في رسالته التي سلـِمت إلى رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر في يوم 11/12/2015".

وأشار وزير الخارجية الى "استقبال بغداد وفدًا تفاوضيًّا تركيًّا، وبيّنت له بوضوح تامٍ ضرورة سحب القوات التركية التي لم يتم التنسيق، والتفاهم مع الحكومة العراقية بشأن دخولها إلى العراق، وأعرب الوفد التركي عن موافقته المبدئية على الانسحاب، وطلب وقتاً لإعلان ذلك بعد عودته إلى أنقرة، لكننا فـوجـِئنا بما صدر عن الطرف التركيِ بأنه يرفض سحب تلك القوات، وإنهاء هذا التدخـل الخطير لسيادة وأمن العراق، الذي يمثــِل انتهاكاً صارخاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وأحكام القانون الدوليِ، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

وأوضح الجعفري أنه "والتزاماً من جمهورية العراق بالشرعية الدولية التي يمثــِلها مجلس الأمن، والذي يقع عليه واجب أساس، وهو حفظ الأمن والسلم الدوليين؛ فإن العراق يطالِبه بتحمل مسؤولياته القانونية الدولية بموجب ميثاق الأمم المتحدة، واستصدار قرار واضح وصريح يتضمن ما يلي:

أولاً: إدانة الاحتلال التركيِ، والتوغـل غير المشروع، خلافاً لإرادة جمهورية العراق، بوصفها دولة عضواً مؤسساً للأمم المتحدة، وانتهاك قواعد، وأحكام ميثاق الأمم المتحدة، وقواعد القانون الدولي.
ثانياً: مطالبة تركيا بسحب قواتها فوراً، وأن يضمن المجلس، بالوسائل المتاحة كافة، الانسحاب الفوري غير المشروط إلى الحدود الدولية، المعترف بها بين البلدين، وعدم تكرار تلك التصرفات الأحادية التي تضر بالعلاقات الدولية، وتزيد من حِدة التوترات الطائفية، والقومية في المنطقة، وتـعرِض الأمن الإقليمي والدولي لمخاطر كبيرة".

واختتم الجعفري كلمته بالقول "إننا إذ نـحيل واجب حماية العراق، وأمنه، ووحدته، وسلامة أراضيه إلى مجلس الامن الذي أكدت عليها قراراته كافة؛ فإن العراق يحتفظ وفقاً لأحكام المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة بحقِ الدول الطبيعيِ، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن النفس إذا اعتدت قوة مسلـحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة، واتخاذ الإجراءات الضرورية كافة لإنهاء هذا العمل العدائيِ، الذي يسيء لعلاقات حسن الجوار، ويهدِد الأمن والسلم الدوليين"

فيما رد مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة ياشار خالد تشفيك، أن بلاده لم تدخر جهدا لحل الأمر بشكل ثنائي قبل عرضه على مجلس الأمن، كما أن العراق بحاجة إلى أصدقاء لمساعدته على هزيمة "داعش"، وتركيا أحد أولئك الأصدقاء.

وأعلن السفير التركي في إفادته إلى أعضاء مجلس الأمن، أن تركيا قدمت المساعدة العسكرية للعراق منذ بداية سيطرة "داعش" على أجزاء من أراضيه.

وبيّن "بناءً على طلب من الحكومة العراقية، يقوم أعضاء من الجيش التركي بتدريب المتطوعين العراقيين، وبسبب التهديدات المتزايدة على أفرادنا العسكريين في بعشيقة، قررنا تعزيز عناصر حماية وحداتنا في المعسكر، وللأسف أُخذت المسألة خارج سياقها، وتم تضخيم عدد القوات التي أرسلت إلى هناك"، مشيرًا إلى قيام بلاده، باتخاذ خطوات فورية لإزالة التصعيد، وأوقفت كل التعزيزات الإضافية في بعشيقة.

وأشار إلى أن "تركيا تتعرض للهجوم ليس فقط من داعش، ولكن أيضا من إرهابيي منظمة بي كا كا (حزب العمال الكردستاني)، وقد دعت تركيا الحكومة العراقية إلى وقف أنشطتهم، ولكن الرد كان أنهم في مناطق غير خاضعة لسيطرة الحكومة، ونحن نؤكد ضرورة أن تمنع الحكومة العراقية استخدام أراضيها لشن الهجمات المتطرفة ضد تركيا، من قبل داعش وبي كا كا".

وأعلن السفير العراقي، الذي كان يتحدث في الجلسة ذاتها، أن "مئات الجنود الأتراك مع عدد من المدرعات والدبابات والمدافع توغلوا لأكثر من مائة كيلومتر في الأراضي العراقية، في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر الجاري".

ولفت "نطلب منكم شيئن مهمين: أولا إدانة الاحتلال التركي والتوغل غير المشروع خلافًا لإرادة جمهورية العراق، بوصفها دولة عضوًا مؤسسًا للأمم المتحدة، وثانيًا: مطالبة تركيا بسحب قواتها فورًا، وأن يضمن مجلس الأمن بكل الوسائل المتاحة الانسحاب الفوري غير المشروط، إلى الحدود الدولية المعترف بها بين البلدين".

وتابع "كما نطالب بعدم تكرار تلك التصرفات الأحادية التي تضر بالعلاقات الدولية، وتزيد من حدة الاضطرابات الطائفية والقومية في المنطقة، وتعرض الأمن الإقليمي والدولي إلى مخاطر كبيرة".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بغداد تشدد في مجلس الأمن على سحب القوات وتعتبر التوغل التركي عملًا عدوانيًّا بغداد تشدد في مجلس الأمن على سحب القوات وتعتبر التوغل التركي عملًا عدوانيًّا



GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab