دمشق – نور خوّام
أعلنت القوات الحكومية السورية صباح الخميس، بدء عملية عسكرية برية واسعة في ريف حمص الشمالي بدعم من سلاح الجو المشترك (الروسي-السوري) وأكد المصدر سيطرة القوات الحكومية على قرية "الخالدية" المحاذية لبلدة "الدارة الكبيرة "(معقل جبهة النصرة في ريف حمص ).
وأشار المصدر إلى أن القوات البرية تتقدم من محوري "جبورين وتلبيسة " وبدأت العملية بقصف جوي مركز على معاقل المجموعات المسلحة في "تيرمعلة-وكيسين-والغنطو-والغجر-وتلبيسة" تلا ذلك قصف صاروخي مكثف على منطقة "تيرمعلة والغنطو" حيث تم قتل العشرات من عناصر المجموعات المسلحة.
ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بيانًا تتهم فيه "جبهة النصرة" بارتكاب مجزرة بحق عشرات المدنيين في بلدة "تير معلة" أغلبهم من النساء والأطفال بهدف اتهام القوات الجوية المشتركة (السورية-الروسية) باستهداف المناطق المدنية وقتل المدنيين، وأضاف البيان أن عمليات القصف الجوي تتم حسب بنك أهداف معد مسبقًا وبعد عدة طلعات جوية استطلاعية (ولم يشر البيان إلى طريقة ارتكاب جبهه النصرة للمجزرة أو عدد الضحايا) .
وفي ريف حماة أعلنت القوات الحكومية سيطرتها الكاملة على قريتي "فورو- والصفصافة " بعد معارك عنيفة سبقها قصف جوي مركز نفذته الطائرات الحربية الروسية، كما سيطرت القوات الحكومية على قرية "السرمانية " المطلة على مدينة "جسر الشغور "
وأكد مصدر عسكري أن سيطرة القوات الحكومية على تلال "جب الأحمر "في جبال اللاذقية سيكون له الأثر الأكبر على معارك سهل الغاب وسيسهل سيطرة القوات الحكومية على جميع المواقع التي خسرتها سابقًا . وتتواصل المعارك على جبهات "خربة الناقوس والمنصورة " مع أنباء عن تقدم للقوات الحكومية، وترافق ذلك مع عشرات الغارات الجوية الروسية على بلدات ريف حماة تركزت في منطقة "اللطامنة ".
وتسود حالة ترقب بعد إعلان جيش الفتح عن معركة "تحرير حماة" وأفادت مصادر معارضة بأن حالة ضياع تسود بين قادة العمليات العسكرية الحكومية لعدم معرفتهم مكان أو زمان بدء العملية مما يفسر عمليات القصف الجوي العشوائية التي ينفذها الطيران الحربي الروسي.
وأكدت مصادر ميدانية أن تنظيم "داعش" المتطرف يحشد قواته في بلدة "عقيربات" في ريف حماه تمهيدًا لبدء عملية اقتحام مدينة "السلمية"، وأكدت مصادر معارضة أن منطقة حماة (المدينة والريف) ستشهد في الأيام المقبلة معارك طاحنة قد تغير خارطة السيطرة .
وفي ريف حلب تمكنت فصائل المعارضة المسلحة من السيطرة على قريتي "تل جبين وأحرص " بعد معارك مع عناصر تنظيم داعش المتطرف قتل فيها 50 من عناصره .
وفي ريف القنيطرة جنوب البلاد، تمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على "مزارع الأمل" بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر الفصائل المعارضة، وتتقدم القوات الحكومية باتجاه موقع "كتيبة قوات حفظ السلام الدولية UN" وكانت القوات الحكومية قد سيطرت في وقت سابق على "تل الأحمر وتل UN " لتفرض سيطرتها على كامل محيط منطقتي " مدينة البعث وخان أرنبة ". وأشارت مصادر محلية إلى أن سماء المنطقة تشهد تحليقًا كثيفًا لطيران الاحتلال الإسرائيلي لمراقبة الوضع وتغير خرائط السيطرة .
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن مقاتلاتها الحربية استهدفت 40 موقعًا لتنظيم "داعش" في أرياف حلب وإدلب واللاذقية وحماة ودير الزور خلال 24 ساعة الماضية.
وذكر المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف في مؤتمر صحفي، أن طائرات من نوع سو 24إم "دمرت خلال ضربات دقيقة السيارات المفخخة في محيط مدينة حلب وكان المتطرفون يخططون لاستعمالها في تنفيذ هجمات إرهابية في مختلف المدن والبلدات السورية ولمهاجمة القوات الحكومية.
وأضاف اللواء كوناشينكوف أن "مقاتلة روسية من نوع سو25 إس إم دمرت في محيط حريتان مخزنين أسلحة ووقود لمسلحي "داعش" لافتًا إلى توجيه "ضربات جوية إلى ورش للفنانين يجري فيها إصلاح المصفحات وتجهيز سيارات رباعية الدفع برشاشات ومدافع هاون ومنظومات صواريخ مضادة للطائرات على بعد 13 كم من مدينة حلب".
وأشار المسؤول العسكري الروسي إلى أن "طائرة حربية روسية سو 34 دمرت قاعدة لتنظيم "داعش" كان يستخدمها للتدريب في مجال التفجيرات في ريف حلب".
وتابع الجنرال كوناشينكوف أن مقاتلات من نوع سو 25 أس أم "قصفت مركزًا لتدريب المسلحين في منطقة جبلية في ريف إدلب ما أدى إلى تدمير المركز بشكل كامل بما فيه من أسلحة وذخيرة ومتطرفين"، و"دمرت مقاتلات حربية من نوع سو 24 مخازن ذخائر تابعة للتنظيمات المسلحة في محافظتي حماة واللاذقية"، كما تم تدمير مركز قيادة لمجموعة كبيرة من متطرفي تنظيم "داعش" بواسطة مقاتلة من نوع سو 24 في محيط دير الزور".
وأعرب الجنرال كوناشينكوف عن "استنكاره" بشأن موقف القوات الجوية الأميركية حول حادث تقارب بين طائرتين روسية وأميركية موضحًا أن الطيران الحربي الروسي "يعمل في سورية على أساس شرعي تمامًا بطلب من السلطات السورية الرسمية وأن كل تحليقات الطائرات الروسية تجري بالتنسيق مع الجهات السورية المعنية".
وقال المسؤول العسكري الروسي إن "مجموعة من الطائرات الروسية تحت غطاء من مقاتلة من نوع سو30 أس أم كانت تنفذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر مهمة قتالية باستهداف أحد مواقع تنظيم "داعش" في محافظة حلب حين سجلت أجهزة الإنذار أشعة ناجمة من طائرة مجهولة"مضيفًا أن المقاتلة الروسية "اقتربت من تلك الطائرة من أجل إثبات هويتها وليس لتخويف أحد ثم عادت إلى المجموعة القتالية لمواصلة تنفيذ مهمتها".
وكشف الجنرال كوناشينكوف أن هذا الحادث "ليس الأول من نوعه" مشيرًا إلى أن الطيارين الروس في سورية "كثيرًا ما يرصدون تحليقات طائرات أميركية وطائرات دون طيار بما فيها طائرات قتالية دون طيار".
وأكد أن وزارة الدفاع الروسية "أرسلت إلى البنتاغون الأربعاء اقتراحات جديدة من أجل استبعاد حدوث مثل هذه الحوادث" مشيرًا إلى أن الجانبين "سيبحثان هذه الاقتراحات عبر دائرة مغلقة".
ومن ناحية أخرى، توصلت فصائل المعارضة المحلية صباح الخميس، إلى هدنة مع القوات الحكومية في منطقة "وادي بردي" وذلك بعد قطع فصائل المعارضة المحلية مياه نبع الفيجة عن العاصمة دمشق وقرى وادي بردي الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية منذ 5 أيام.
وتنص الهدنة على السماح لورش التصليح التابعة لمؤسسة المياه الحكومية، بالدخول إلى منطقة النبع، وتصليح الخطوط المغذية لمناطق العاصمة بالمياه، وفي حال عطلت المعارضة، عمل ورش التصليح، تمتنع القوات الحكومية عن فتح الطريق المؤدي إلى قرى الوادي، و إدخال المواد الغذائية والطبية.
وطلب وسطاء التفاوض تعهدًا من قوات المعارضة لحماية النبع، من وصول عناصرتنظيم "داعش" إليه، بعد رفضهم إدخال 100 شرطي حكومي، لحماية نبع الفيجة.
ويتوقع أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ اليوم الخميس بدخول ورش التصليح، حيث سيستغرق عملها نحو 72 ساعة، وفي حال تأخرت القوات الحكومية في فتح الطريق، يمنع العاملون في الورش من إتمام مهمتهم.
ولجأت مؤسسة المياه إلى مياه الآبار، لتغذية قرى (جديدة الوادي، وأشرفية الوادي، وضاحية قدسيا)، في وادي بردي، بعد قطع تغذية مياه عين الفيجة، ويعاني سكان العاصمة دمشق من انقطاع مياه الشرب عن أغلب الأحياء منذ أكثر من 4 أيام.
أرسل تعليقك