تزايد القلق المصري والإقليمي والدولي إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا
آخر تحديث GMT07:27:55
 العرب اليوم -

يحذر الخبراء من انتشار تهريب السلاح والمواد المخدرة

تزايد القلق المصري والإقليمي والدولي إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تزايد القلق المصري والإقليمي والدولي إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا

ليبيا وتحديات انتشار "الجماعات المتطرفة "
القاهرة– إيمان إبراهيم

تعتبر التهديدات القائمة على الحدود الغربية عبر ليبيا واحدة من القضايا الشائكة المطروحة على الساحة المصرية الآن، لاسيما وأن النزاع الليبيي- الليبي لا زال غير واضح الرؤية بسبب التدخلات الكثيرة في المشهد السياسي الليبي عقب سقوط نظام العقيد معمر القذافي وانهيار الدولة وتدخل حلف الناتو.

وأوضح أستاذ السياسة الخارجية في جامعة الإسكندرية، الدكتور محمد عبدالصبور، أوضح أنه مع اقتراب دخول الثورة الليبية عامها الرابع، بدأت الأزمة السياسية في ليبيا تزداد تعقيدًا على الصعيدين المحلي والإقليمي، ولم تتمكن السلطات التي تعاقبت على حكم ليبيا منذ انهيار نظام القذافي من وضع البلاد على طريق الاستقرار السياسي، بل ظلت هناك مجموعة من المشاكل الجوهرية التي راحت تزداد تعقيدًا مع مرور الوقت، حتى ظهرت عواقبها في تشكيل تهديدات إقليمية لدول جوار ليبيا، لافتًا إلى أن القلق المصري والإقليمي والدولي من الوضع في ليبيا بدأ يتزايد، لاسيما في تأثير هذا الوضع على الدول المجاورة لها وعلى الوضع الإقليمي في شمال غرب أفريقيا بشكل عام.

وأضاف عبدالصبور: من ناحية هناك مشكلة أمن الحدود، والتي تشكل ضلعًا أساسيًا في التهديدات الأمنية لدول الجوار، سواء تعلق الأمر بتهريب السلاح أو تسهيل دخول المواد المخدرة أو المساعدة في الهجرة غير الشرعية والإتجار في البشر، ومن ناحية أخرى هناك تخوف من تحول ليبيا إلى بؤرة داعمة ومساندة للتهديدات الأمنية التي تواجه دول الجوار، مثل التنظيمات المتطرفة الجديدة في دول شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة أنصار بيت المقدس في مصر، والتخوف العام من الربط الإقليمي بين هذه التنظيمات وبين تنظيم "داعش" في كل من سورية والعراق، هذا بالطبع إضافة إلى المتمردين من الطوارق في كل من مالي والنيجر.

ويكمل عبدالصبور: باتت الاشتباكات في الآونة الأخيرة بين الميليشيات الليبية تمثل تهديدًا دوليًا وإقليميًا جديدًا، لاسيما فيما يتعلق بالاعتماد على البترول الوارد من ليبيا، إذ دقت الاشتباكات الأخيرة ناقوس الخطر فيما يتعلق بقدرة ليبيا على الاستمرار في تصدير النفط.

وأوضح اللواء أحمد جمال الدين أن مصر وتونس، وهما من أكثر دول الجوار أهمية بالنسبة إلى ليبيا، تمران بمرحلة تحول سياسي بعد ثورات الربيع العربي، أما باقي دول الجوار مثل الجزائر والسودان مشغولة بالتعامل مع آثار التحول السياسي في مصر وتونس، والعواقب والانعكاسات التي قد يحملها هذا التحول على هذه الدول من الداخل، ولذا، لم تكن دول الجوار تتعامل مع الأحداث في ليبيا أو تنظر للأحداث هناك بالنظرة ذاتها التي تتبناها هذه الدول اليوم.

ولفت إلى أنه على مستوى المنظمات الإقليمية، لم تتعدى مواقف كل من جامعة الدول العربية أو الاتحاد الأفريقي مرحلة إصدار البيانات التي تشجب العنف المستخدم من قِبل الدولة في التعامل مع التظاهرات، وتطالب الدولة في ليبيا بمحاولة التوصل إلى حلول سلمية تحتوي الغضب الشعبي الذي تعبر عنه هذه التظاهرات، وإن كان الاتحاد الأفريقي أكثر تحفظًا في بياناته التي تدين أو تشجب عنف الدولة في ليبيا، نظرًا إلى المصالح التي كانت تربط عدد كبير من القادة الأفارقة بمعمر القذافي.

ورأت الباحث السياسية في الجامعة الأميركية، الدكتور نبيلة أمين، أن تفاعل  المستوى الدولي مع الأحداث في ليبيا اتسم بالحرص على الوجود في الأزمة الليبية نظرًا لما تمثله ليبيا من أهمية إلى مصالح بعض الدول الأوروبية على وجه الخصوص، ولما يمثله القذافي من تهديد نظرًا لكونه حاكم لا يمكن الوثوق بتصرفاته.

كانت فرنسا والولايات المتحدة الأميركية هما أكثر الدول ضلوعًا في الأزمة الليبية من حيث المواقف الدبلوماسية أو التدخل العسكري، بعد أن أجاز مجلس الأمن التدخل الدولي من خلال فرض الحظر الجوي على ليبيا، والذي نظمه قرار مجلس الأمن رقم 1973.

وأوضح الخبير الأمني اللواء سيد عبدالعظيم أنه بالرغم من اشتراك دول الجوار والمجتمع الدولي في مواجهة التهديدات القادمة من ليبيا، تواجه مصر عددًا أكبر من التهديدات بسبب استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي في ليبيا، فهناك أزمة الميليشيات التي عجزت كل السلطات التي تولت حكم ليبيا من التعامل معها، فإذا كان هناك اهتمام عالمي بما يحدث في الجزء الغربي من ليبيا، نظرًا إلى قرب هذا الجزء من أوروبا، وهو الاهتمام الذي بدا واضحًا بعد سيطرة الميليشيات على مطار طرابلس، وهو الحادث الذي رأته الدول الأوروبية إنذارًا صريحًا بضرورة السيطرة على الوضع الأمني المنفلت في ليبيا، والذي بات يقترب من أوروبا ومن مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

وأشار عبدالعظيم ما يحدث في الجزء الشرقي من ليبيا يشكل تهديدًا استراتيجيًا لا يمكن السكوت عليه، ولعل الحادث المؤسف في الفرافرة كان بمثابة ناقوس خطر لا يمكن تجاهله، لافتًا إلى أن هذه ليست دعوة للتقليل من أهمية وحدة التراب الليبي أو الاهتمام بالجزء الشرقي من ليبيا، دون النظر إلى التهديدات التي تواجه ليبيا ككل، ولكن الواقع السياسي والاستراتيجي يحتم على مصر التعامل مع الخلل الأمني والسياسي في الشرق الليبي بشكل مستقل، ويجب أن يكون هناك حوارًا مع الأطراف الفاعلة في المنطقة الشرقية من ليبيا، سواء كانت هذه الأطراف ميليشيات عسكرية، أو تنظيمات وكيانات سياسية، فالدولة الليبية نفسها هي أول المتحاورين مع الميليشيات نظرًا إلى استحالة إغفال دورهم في تحديد الواقع السياسي الليبي، وبالتالي يجب أن تدرك مصر أنها أمام ملفين في الأزمة الليبية، ملف التهديدات الإقليمية والتي تشترك مصر مع سائر دول الجوار في التعامل معه، وملف المنطقة الشرقية في ليبيا، والتي بات الخلل الأمني فيها يشكل خطرًا داهمًا على مصر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تزايد القلق المصري والإقليمي والدولي إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا تزايد القلق المصري والإقليمي والدولي إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab