نجح المشاركون في المؤتمر الموسع للمعارضة السورية في الرياض، بمشاركة 116 عضوًا، في تشكيل هيئة عليا تعيّن الوفد التفاوضي، وإصدار بيان ختامي نص على أن يغادر الرئيس بشار الأسد وزمرته سدة الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية التي تتطلب ضمانات دولية وتنفيذ وقف النار حال تأسيس مؤسسات الحكم الانتقالية وفي إطار ضمانات دولية مدعومة بقوة الشرعية الدولية.
وشنت طهران هجومًا عنيفًا الخميس على مؤتمر الرياض، إذ نقلت وكالة "فارس" شبه الرسمية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله إن بعض الجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيم داعش تشارك في محادثات الرياض، مضيفًا: "لن يسمح لهذه الجماعات المتطرفة بتقرير مصير سورية ولا نوافق على اجتماع الرياض، إنه لا يتماشى ومحادثات فيينا".
وأفاد مسؤول غربي بأن استخدام عبارة رحيل الأسد مع بداية المرحلة الانتقالية، تقدّم لأن المشاركين في مؤتمر الرياض بمن فيهم ممثلو الفصائل المقاتلة لم يعودوا يتحدثون عن تنحّي الأسد كشرط مسبق ولا خلال المرحلة التفاوضية قبل بدء المرحلة الانتقالية.
ولفت إلى ربط تنفيذ وقف النار بتأسيس مؤسسات الحكم الانتقالي، علمًا بأن روسيا وإيران كانتا تطالبان بوقف النار قبل بدء المفاوضات.
ووقع ممثلو كل الفصائل المقاتلة الـ 15 البيان الختامي في مقر انعقاد المؤتمر في أحد فنادق الرياض، بمن فيهم ممثل أحرار الشام الإسلامية لبيب نحاس، في وقت صدر بيان باسم هذه الحركة تحدث عن الانسحاب من المؤتمر بسبب عدم الاستجابة لتحفظاتها وإعطاء دور إضافي لهيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي، ولشخصيات محسوبة على النظام، لكن نحاس أبلغ الحاضرين في المؤتمر أنه ستتم معالجة الأمر، على أساس الاعتقاد بأن حصّة الفصائل المسلحة هي أكثر من ثلث الهيئة العليا التي ستعيِّن الوفد التفاوضي، باعتبار أن التفاهم الأول كان ينص على أن تضم الهيئة 27 عضوًا بينهم 10 من الفصائل المقاتلة، ولكن تناول الحديث مساء الخميس رفع العدد إلى 32 عضوًا مع إبقاء حصة الفصائل المقاتلة عشرة مقاعد فقط، وأوضح مسؤول إقليمي أن اتصالات تجري للحفاظ على حصة الثلث لهذه الفصائل لإبقاء دعمها العملية السياسية.
وكانت محادثات اليوم الثاني والأخير للمؤتمر ركّزت على تشكيل الهيئة العليا والوفد التفاوضي للتوصل إلى حل سياسي استعدادًا لإجراء محادثات مع وفد النظام في جنيف منتصف الشهر المقبل، وكان الاقتراح الأكثر تداولًا حتى مساء الخميس أن تضم الهيئة العليا 27 شخصًا، هم 10 من الفصائل المسلحة "4 من الوسط والشمال قرب حدود تركيا و4 من الجنوب قرب حدود الأردن، إضافة إلى أحرار الشام وجيش الإسلام" و6 من الائتلاف الوطني السوري المعارض و5 من هيئة التنسيق الوطني و6 مستقلين.
ولوحظ توافر التمثيل الطائفي والديني وتمثيل المناطق والنساء في هذه الهيئة، ثم كان الحديث لاحقًا عن 32 عضوًا ما خفّض حصة الفصائل المقاتلة ودفع دولًا في المنطقة للتدخُّل.
وأكد المجتمعون وفق البيان أن الحل سياسي بالدرجة الأولى مع ضرورة توفير ضمانات دولية، وعملية الانتقال السياسي في سورية هي مسؤولية السوريين ومساندة المجتمع الدولي بما لا يتعارض مع السيادة الوطنية وفي ظل شرعية منتخبة، واتفقوا على أن هدف التسوية السياسية هو تأسيس نظام سياسي جديد من دون أن يكون لبشار الأسد وزمرته مكان فيه، إضافة إلى استعدادهم الدخول في مفاوضات مع ممثلي النظام، استنادًا إلى بيان جنيف الصادر في 30 حزيران / يونيو 2012.
وشدّد المشاركون على أن يغادر بشار الأسد وزمرته الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية، وحل الكيانات السياسية للمعارضة حال تكوين مؤسسات الحكم الجديد، وقبولهم دور الأمم المتحدة في وقف النار ونزع السلاح.
وفي واشنطن أعلن ناطق باسم الجيش الأميركي الخميس أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم داعش، قتل وزير مال التنظيم أبو صلاح وقياديين آخرين في ضربات جوية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأنهت المعارضة السورية بمختلف أطيافها السياسية والعسكرية اجتماعاتها في الرياض الخميس بالإعلان عن توصلها إلى اتفاق على أسس التفاوض مع نظام الرئيس بشار الأسد، لكنها اشترطت رحيله عن الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية، مؤكدة استعدادها للدخول في مفاوضات مع ممثلين عن النظام السوري، في حين انسحبت حركة أحرار الشام مبررة انسحابها بمشاركة قوى محسوبة على النظام، وعدم الأخذ بملاحظاتها أو إعطاء دور حقيقي لما سمته الفصائل الثورية، في وقت اتفقت قوى سورية معارضة في ختام مؤتمر عقدته في مدينة المالكية في محافظة الحسكة شمال شرق سورية بالمقابل على تشكيل كيان سياسي مواز لقوات سورية الديمقراطية التي تضم فصائل كردية وعربية.
وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن مؤتمر الرياض حقق تقدمًا مهمًا ويسهم في زيادة فرص استئناف مفاوضات السلام الأسبوع المقبل.
ويأتي ذلك، فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية أنه لا يوجد اتفاق بعد بين القوى العالمية بشأن قائمة المفاوضين من المعارضة السورية وقائمة الجماعات المتطرفة، وهي إحدى النقاط الرئيسية لإطلاق عملية سلام شاملة في سورية.
ورفضت روسيا من ناحية ثانية بشكل قاطع اتهامات رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بالسعي إلى القيام بعمليات تطهير إثني في سورية واعتماد إستراتيجية عسكرية تقوي تنظيم داعش.
وطلب العراق من الجامعة العربية الخميس عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث تداعيات الانتهاك التركي للسيادة العراقية واتخاذ موقف عربي تجاهه، فيما التقى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه وسط أنباء عن محاولة يقوم بها للتوسط بين بغداد وأنقرة، وجدد أردوغان تأكيده أن القوات التركية موجودة في العراق بناء على طلب من رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي.
واستعاد تنظيم داعش الخميس سيطرته على بلدتي مهين وحوارين في محافظة حمص وسط سورية بعد معارك عنيفة مع قوات النظام التي كانت سيطرت عليهما قبل نحو ثلاثة أسابيع، فيما وصلت حافلات تقل مقاتلين من المعارضة السورية وعائلاتهم إلى مدينة إدلب في شمال غرب سورية بعد انسحابهم من حي الوعر في حمص بموجب اتفاق محلي لوقف إطلاق النار، في حين قتل أسترالي كان يجند المقاتلين لتنظيم داعش عبر الإنترنت.
وفي العراق، واصلت القوات الأمنية تقدمها في محافظة الأنبار الخميس وتمكنت من تحرير حي جنوبي مدينة الرمادي، فيما صدت هجومًا متطرفًا بسيارات مفخخة شمالي المدينة، في وقت شنت طائرات التحالف الدولي الأربعاء 23 غارة على مواقع التنظيم المتطرف في سورية والعراق، بينما تسلم العراق مروحيتين روسيتين من طراز "MI-28-NE" المسماة بـ "صياد الليل"، ضمن العقد المبرم مع جمهورية روسيا الاتحادية.
أرسل تعليقك