يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خرق التهدئة التي جرى التوصل إليها مع الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية، في قطاع غزة من خلال إطلاق النار على المزارعين في المناطق الحدودية شرق قطاع غزة، إضافة لاعتقال عشرات الصيادين في عرض البحر.
حيث يأتي اختراق الاحتلال المستمر للتهدئة في ظل عدم وجود مؤشرات لقرب استئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة، المتعلقة بتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وبحث الملفات العالقة.
ورغم التزام الفصائل بالتهدئة إلا أن الاحتلال لا يزال يُمعن في جرح واعتقال الصيادين ومنع المزارعين من العمل بحرية في أراضيهم القريبة من الحدود، ومنذ انتهاء العدوان استشهد مواطن وأصيب 14 آخرين بجراح متفاوتة.
واعتبر رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض عزام الأحمد، في تصريح صحافي أن انتهاكات الاحتلال خرق واضح للتهدئة، وتهدف لتوتير الأجواء، وأكد أنهم يتواصلون مع القاهرة للإبلاغ عنها.
وأوضح أن الوفد الفلسطيني يضغط على الجانب المصري باستمرار لإلزام الاحتلال بوقف الانتهاكات، إضافة إلى فتح جميع المعابر التجارية، ورفع الحصار عن القطاع، مشيرا إلى أن السلطات المصرية حتى اللحظة لم توجه أي دعوة إلى الفصائل لعقد جلسة مفاوضات جديدة.
بدوره، ذكر عضو الوفد الفلسطيني المفاوض قيس عبد الكريم "أبو ليلى" أنه "لا توجد مؤشرات بقرب استئناف مفاوضات التهدئة"، وأوضح أن هناك ضرورة لاستئنافها من أجل وضع حد للخروقات الإسرائيلية.
وبيّن أن الاتصالات والمشاورات مستمرة مع الجانب المصري لتحديد وقت محدد لعقد الجلسة المقبلة، وإلزام الاحتلال بالاتفاقات الموقعة مع الفصائل، ووقف انتهاكاته بحق الفلسطينيين.
وتوقع أن تكون جولة المفاوضات المقبلة معقدة وصعبة جدا، لأنه -برأيه-جرت كثير من الأحداث والخروقات الإسرائيلية.
وأفادت نقابة الصيادين بأن الاحتلال نفّذ أكثر من 60 انتهاكًا منذ تفاهمات التهدئة، طالت الصيادين في غزة، ما بين اعتقال وإصابة ومصادرة أدوات صيد ومراكب.
ووفق النقابة في غزة، فإن نحو 4 آلاف صياد، يعيلون أكثر من 50 ألف نسمة يعملون في مهنة الصيد، تعرضوا لخسائر فادحة طيلة الحرب (الإسرائيلية) تجاوزت ملايين الدولارات.
في حين، أدانت وزارة الزراعة إطلاق أبراج الاحتلال النار اتجاه أراضي المزارعين في بلدة خزاعة شرق خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة، واعتبرت الوزارة أن إطلاق النار المستمر على المزارعين يعد انتهاكًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق بما يعرض حياة المزارعين للخطر جراء همجية الاحتلال".
وتتعرض الأراضي الزراعية، على الحدود مع قطاع غزة بشكل شبه يومي إلى إطلاق نيران يؤدي وفق تأكيد المزارعين إلى تلف المحاصيل الزراعية، إضافة إلى الخطر الذي يتهدد حياتهم جراء إطلاق النيران بكثافة.
بدوره، أوضح الباحث في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزة، مصطفي إبراهيم أنّ إسرائيل تتعمد إطلاق النار على الصيادين، والمزارعين، وتخترق التهدئة يوميًا.
ويرى إبراهيم أنّ هذه الاعتداءات المتكررة من شأنها أن تنذر بانهيار التهدئة، وعودة الأمور إلى مربعها الأول من حيث التصعيد والفعل ورد الفعل.
في سياق متصل وصل الأحد إلى القاهرة ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، الذي يرأس وفد فلسطين في المفاوضات غير المباشرة مع "إسرائيل" قادمًا من رام الله في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام.
وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة أنه رغم أن الأحمد وصل للمشاركة فى الجلسة الثانية لدور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الأول للبرلمان العربي، حيث يشغل رئاسة كتلة فتح في البرلمان الفلسطيني، إلا أنه سيلتقى خلال الزيارة مع كبار المسؤولين المصريين لبحث إمكانية استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل التي ترعاها مصر.وتوقفت المفاوضات غير المباشرة منذ تفجير كمين كرم القواديس في تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وأشارت المصادر إلى أن الأحمد سيبحث مع المسؤولين المصريين تسريع وتيرة عمليات إعادة الإعمار فى غزة وتوفير أماكن إقامة لمئات العائلات في القطاع فى ظل دخول فصل الشتاء والتوصل لاتفاق دائم لتثبيت وقف إطلاق النار في القطاع.
وأضافت المصادر أن الأحمد سيبلغ المسؤولين المصريين جاهزية الوفد الفلسطيني لاستئناف العملية التفاوضية، وأن الخلافات الداخلية القائمة بين حركتي "فتح" و"حماس" لن تؤثر على عمل الوفد الموحد.
أرسل تعليقك