كشف مصدر أمني ليبي أن هناك تحركات عسكرية ملحوظة لتنظيم "داعش" عند مدخل مدينة سرت الغربي، المعروف ببوابة الخمسين، عقب استهداف مواقعه بضربات جوية خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأضاف المصدر أن التنظيم عزز المدخل بخمس دبابات، وجهز عناصره هناك بالعتاد والآليات المسلحة تحسبًا لهجمات، ونقل مقر عملياته العسكرية من مزرعة الأبحاث بعد قصفها إلى مجمع فنادق سرت.
وأكدت مصادر أمنية أن عددًا من عناصر "داعش" تسللوا سرًّا إلى خارج سرت؛ من أجل القيام بعمليات انتحارية في مدن كبرى تعج بالسكان وبها معسكرات ومحاكم.
ونقلت المصادر أن المتسللين معظمهم من تونس والسودان، وأنهم يستهدفون مدن طرابلس والخمس وزليتن ومصراتة ومسلاتة وتاجوراء وترهونة.
وأضافت أن أجهزة الأمن في المناطق المذكورة على علم بتسلل هؤلاء، خاصةً بعد تفجير زليتن، وشددت من إجراءاتها الأمنية وأقامت بوابة أمنية.
وقالت مصادر محلية في سرت إن طائرات حربية حلقت فوق المدينة الليلة قبل الماضية لأكثر من ساعتين، كما حلقت فوق مواقع للتنظيم المتطرف في رأس لانوف وبن جواد والنوفلية.
وقال الناطق الرسمي باسم المؤسسة الليبية للنفط، محمد المنفي، إنه تم إفراغ خزانات النفط في ميناء رأس لانوف أثناء هجوم التنظيم على الموقع بجهود مهندسيين ليبيين، عن طريق غرف العمليات الثلاث (السدرة رأس لانوف الهلال النفطي).
وأضاف المنفي أن عملية إفراغ الخزانات ونقلها إلى مكان آمن، رفض ذكره، تمت بنسبة تتجاوز 70 في المائة من المخزون، الذي تقدر قيمته بمليوني و400 ألف برميل، من 4 وحتى 6 كانون الثاني/يناير 2016.
وربطت جريدة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بين نجاح تشكيل حكومة الوفاق الوطني ورفع إنتاج النفط إلى مستوياته السابقة، محذرة من كون استمرار الصراع بين التشكيلات المسلحة وزيادة توسع تنظيم "داعش" يشكل عاملًا مهددًا لاستقلال المؤسسات المهمة داخل الدولة، ومنها الهيئة الوطنية للنفط.
وقالت الجريدة في تقريرها، الاثنين، إن نجاح الحكومة في مهمتها يتطلب تنسيقًا وخطوات حاسمة للتعامل مع التهديد الذي يشكله التنظيم، والتشكيلات المسلحة الأخرى التي تعارض اتفاق الصخيرات، مشيرة إلى وجود طريقتين للتعامل مع التشكيلات المسلحة داخل ليبيا؛ إما إدماجهم تحت سلطة الحكومة الجديدة، أو استخدام القوة وإبعادهم عن تلك المواقع.
ورأت أن ليبيا دخلت في أكثر المراحل حرجًا منذ رحيل معمر القذافي، إذ دخلت في حلقة من الفوضى وعدم الاستقرار خلال الـ18 شهرًا الماضية، وانخفض إنتاج النفط إلى 400 ألف برميل يوميًّا من 1.4 مليون برميل، وانخفضت قيمة الدينار 60 في المائة خلال العام الماضي، إضافة إلى انقطاع الكهرباء والوقود بشكل شبه يومي في المناطق كافة.
وتتوقع وحدة "إيكونومست" الاقتصادية انخفاض إجمالي الناتج المحلي الليبي خلال عام 2016 بنسبة 8 في المائة، ما يجعله أسوأ اقتصادات العالم من حيث الأداء.
وأوصت دراسة أعدها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، بعدة خطوات لعلاج الإشكالية الأمنية، بما يضمن إزالة التوترات الأمنية الراهنة.
وشددت الدراسة على ضرورة وضع خطوط عريضة ملزمة لحكومة الوفاق، والحصول على تعهد واضح مكتوب من كافة الفرقاء السياسيين بنبذ العنف، وإعلان القطيعة مع كل من يحمل السلاح في وجه الدولة باسم الدين أو الثورة أو الجهوية، وعمل وقفة جادة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة ضد التيارات السياسية المتشددة التي تعرقل الحل السلمي، سواء كانت تنتمي إلى التيار الإسلامي أو الليبرالي، وتفعيل لجنة العقوبات في مجلس الأمن وكذلك لجنة مكافحة الإرهاب، وتصنيف هذه الجماعات على أنها جماعات إرهابية لا علاقة لها بالسياسة.
أرسل تعليقك