دكا - عادل جابر
خضع الشاب المُلقب "بالرجل الشجرة" في بنغلادش (أبو البندار) إلى العملية الجراحية الأولى من بين العديد من الجراحات لإزالة التآليل التي تظهر في يديه وقدميه. وأجرى الأطباء في العاصمة دكا، جراحة من أجل إزالة بعض من الزوائد الصغيرة التي تظهر في كف اليد اليمنى للشاب البالغ من العمر 25 عامًا. وكشفت جراحة التجميل التي يقودها الفريق سامنتا لال سين أن السيد البندار سيحتاج إلى ما يقرب من 15 عملية من أجل إزالة هذه الزوائد التي تطورت على مدار 10 أعوام، وتزن في الوقت الراهن 11 باوند (خمسة كيلوغرامات).
وأكد بندار وهو والد لطفل صغير في حديثه إلى وكالة فرانس برس من داخل مستشفى كلية الطب في داكا، بأن العملية منحت له الأمل، مشيرًا إلى أنه لا يرغب في العودة إلى قريته من دون إزالة هذه الزوائد في اليدين والقدمين، ومشيرًا إلى أنه يريد العودة إلى حياته القديمة. ويعد بندار واحدًا من بين ثلاث حالات في العالم تم تشخيصها بالإصابة بخلل تنسّج البشرة، وهي الحالة الوراثية النادرة للغاية والتي يطلق عليها اسم "مرض الرجل الشجرة". ودخل بندار المستشفى في كانون الثاني / يناير، ولكن الأطباء أجروا اختباراتهم في البداية للتأكد من أن ازالة التآليل يمكن القيام بها عن طريق التدخل الجراحي بحيث لا يؤثر على الأعصاب الرئيسية أو يتسبب في مشاكل صحية أخرى.
واستخدمت دكتور سين وفريقها أشعة الليزر في إزالة التآليل وحرق الأنسجة الميتة طبقة تلو الطبقة، فيما كان التحدي الرئيسي لهم هو عدم تدمير أيً من الأعصاب الرئيسية. وفي حالة مماثلة، خضع رجل ينتمي لإحدى القري في إندونيسيا إلى جراحة من أجل إزالة التآليل المنتشرة في أنحاءٍ متفرقة من جسده في عام 2008. وبات بندار من المشاهير في بنغلاديش وسط هؤلاء الذين يزورون قريته الواقعة جنوب محافظة خولنا من أجل رؤيته، فضلًا عن زيارة المئات له في المستشفى. ويخضع في الوقت الحالي لعملياتٍ جراحية بعد أن تصدرت حالته لعناوين الصحف، مع تكفل الحكومة البنغالية بمصاريف علاجه.
وساد اعتقاد في البداية مع تطور التآليل قبل عقد من الزمان بأنها غير ضارة. إلا أنه اضطر لترك العمل كعامل يجر عربة بيديه مع انتشار هذه التآليل في يديه وقدميه، كما كان غير قادرٍ على تناول الطعام أو الشراب أو حتى الاستحمام واستخدام فرشاة الأسنان بنفسه، ليتجه إلى الاعتماد على زوجته حليمة البالغة من العمر 21 عامًا وكذلك ابنتهما البالغة من العمر ثلاثة أعوام لمساعدته على أداء حتى أبسط المهام.
وكشف بندار أنه كان حاول إزالة التآليل بنفسه عندما ظهرت للمرة الأولي حينما كان لا يزال صغيراً، إلا أن الأمر كان مؤلمًا للغاية. ومع تطورها، اتجه إلي أحد المتخصصين الذي وصف له علاجا" أدى إلى تدهور حالته أكثر. وبدأت التآليل تنتشر بسرعة قبل أربعة أعوام. ومع إزالتها، فإن الدكتورة سين لا يمكنها أن تضمن بعدم نموّها مرةً أخرى حيث لا يوجد علاج معروف لهذا المرض في الوقت الحالي. ويمكن للسيد بندار تحقيق حلمه بالعيش في حياة طبيعية مرةً أخرى وممارسة أعماله ورفع طفلته بيديه.
أرسل تعليقك