طبيب نفسي بريطاني يحقق إنجازًا علميًا غير مسبوق ويستعيد ذاكرته بنفسه
آخر تحديث GMT05:05:23
 العرب اليوم -

أصابته جلطة دماغية أفقدته قدراته الطبيعية بسبب ضغوط الحياة اليومية

طبيب نفسي بريطاني يحقق إنجازًا علميًا غير مسبوق ويستعيد ذاكرته بنفسه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - طبيب نفسي بريطاني يحقق إنجازًا علميًا غير مسبوق ويستعيد ذاكرته بنفسه

الطبيب النفسي البريطاني الشهير ديفيد رونالد
لندن - كاتيا حداد

كشف الطبيب النفسي البريطاني الشهير ديفيد رونالد، عن تجربة إصابته بالجلطة الدماغية، مبرزًا الخطوات التي اتبعها في سبيل الشفاء من المرض واستعادة الذاكرة، موضحًا أهم الصعوبات التي واجهته والأسباب المهمة التي أدت إلى إصابته.

وأكد الطبيب رونالد، في كتابه الجديد "كيف تمكنت من إنقاذ دماغي"، أنه كان مُثقلًا من طبيعة عمله المؤلمة، إذ يواجه الكثير من الصعوبات المالية، الأمر الذي تسبب في إصابته بالسكتة الدماغية، مشيرًا إلى أنَّه لم يعي ما حوله إلا عندما أفاق ووجد نفسه في قسم الطوارئ في المستشفى، وأخبره الأطباء بأنَّه أصيب بجلطة دماغية.

وأوضح رونالد في كتابه، مستعرضًا بداية التجربة بالتفصيل، "أواجه صعوبة في معرفة أين أنا، إنه ببساطة أمر محير بالنسبة لي، كأنني في لغز أحتاج لربط الخيوط المختلفة معًا لاكتشاف أين أنا".

وأضاف في إطار وصفه للحالة المرضية التي أصابته، "أجلس وسط صف من الكراسي البلاستيكية، وعندما أشيح برأسي أجد زوجتي، آنا، تجلس بجواري، وتصطف الكراسي على الجدران، هناك أشخاص آخرون منتشرون في جميع أنحاء الغرفة، يتصفحون المجلات أو ينظرون الى الأسفل، لديهم شعور أنهم لا يريدون أن يكونوا هنا".

وتابع "أسمع صوت تنبيه يأتي من مكان ما إلى يميني، والناس تتحرك من خلال باب أوتوماتيكي، وأرى امرأة خلف نافذة زجاجية، يبدو عليها علامات الضيق، ويبدو أنَّها لم تسرح شعرها الأسود منذ فترة، تتحدث عبر الهاتف وتأخذ ملاحظات، وبين الحين والأخر يذهب ناس ليتحدثوا إليها، وتتضايق عند اقترابهم منها، كما لو أنها لا تريد حقاَ التحدث معهم".

واستطرد الطبيب رونالد "يبدو وكأننا في نوع من غرفة الانتظار، ولكن أنا لا أعرف لماذا، أنظر من حولي، هناك ملصقات على الجدران بأحرف بارزة مثل " تغلب على السعال"، و"أسباب مكافحة العدوى، وغسل اليدين" وغيرها من الأمور".

وأكمل "أشعة الشمس مائلة من خلال النوافذ على الحائط، يبدو وكأنَّه ضوء الصباح، وفي أحد أركان الغرفة، على طاولة منخفضة، هناك أكوام من المجلات، فأذهب لالتقاط مجلة " كانتري لايف"، ثم أعود للجلوس مرة أخرى".

واستأنف "إلى يساري، أجد طفلة تئن، وأرى امرأة ورجل  مع طفلة عمرها أربعة أو خمسة أعوام ، يبدو عليهما علامات التعب والإرهاق، من تهدئة ومداعبة الطفلة التي تبكي طوال الليل، ويرفعها والدها على حجره، وتبدو الطفلة متوترة، وتحمل الأم  كتابًا للأطفال، وتقرأ لها، وتستمع إليه الطفلة لفترة من الوقت، وهي تتململ، وتبكي مرة أخرى".

وتساءل رونالد "كيف وصلت إلى هذه الغرفة؟ بدأت ذاكرتي تستعيد جزءًا مما حدث،  كأنه صورة من المنام، فتقود آنا السيارة وأنا أتقيأ من نافذة السيارة، هل حدث هذا بالفعل، أو أنا تخيل ذلك؟".

واستدرك " "أرى آنا وهي  تبكي بهدوء، خديها ورديين؛ عينيها حمراوين، إنها حزينة عن شيء، ولكن لا أعرف عن أي شيء، ربت بذراعي على كتفها، وقلت لها بلطف، كل شيء سيصبح على ما يرام، ثم هدأت قليلًا"، مضيفًا "ونحن نجلس هناك، أشعر كما لو كنت أنا في فقاعة صوت، فلا نسمع الضوضاء المحيطة بنا".

واستكمل "ثم اصطحبنا الأطباء وأنا جالس على كرسي متحرك من خلال ممر أصفر طويل، مع طاولة جانبية وكرسي معدني مرتفع، والرفوف على طول الجدران، وطلب مني شاب يقول إنَّه طبيب الجلوس على الكرسي، بينما كان يقف أمامي، وكان يرتدي ملابس عادية، ويبدو عليه علامات التعب، يتحدث ببطء وبهدوء، يبدو أنَّه يريد العودة إلى المنزل،  وسألني "نحن في أي يوم من أيام الأسبوع؟"، لقد نسيت وبالكاد أتذكر، فأجبته ربما اليوم هو الأربعاء، أو الثلاثاء".

وأوضح رونالد "لا أعرف كم أمضيت من الوقت مع الطبيب، ربما دقيقة أو اثنتين، وأشعر بشعور محير، هل أنا في حلم أو علم؟"، وأضاف "في الممر أخبرني رجل وامرأة أني سنعمل الأشعة المقطعية، لم أفعل بذلك من قبل، و لكنني أثناء عملي، كنت أقرأ تقارير الأشعة المقطعية في ملفات المرضى، تفصل آثار إصاباتهم والأمراض في الدماغ".

وأبرز أنَّه أدرك تمامًا أنَّه فقد الذاكرة إثر الجلطة الدماغية التي أصيب بها عام 2009، مشيرًا إلى أنَّ سبعة أشهر من زيارة الأطباء والفحوصات الطبية وتناول العقاقير العلاجية فضلًا عن توجيهاتهم بالراحة بدلًا من ممارسة الأنشطة الرياضية، ناهيك عن قائمة الممنوعات من الأطعمة والمشروبات لم تكن بالأمر السهل على الإطلاق.

وأوضح رونالد، أنَّه بدأ يعي الأمور من حوله، لاسيما أنَّه لا يستطيع الحركة بأعضاء جسده على النحو الصحيح،  مضيفًا "بدأت فعليًا بالمضي قدمًا على نصائح الأطباء، وبدأت بالبحث عن سبل للخلاص من هذه الأزمة، لاسيما بإتباع برنامج تدريبي يساعد على التخلص من هذه الإعاقة.

وِشدَّد على أنَّ الانترنت كان حليفه الأول للتخلص من المرض، موضحًا أنَّه بحث عن عدد من البرامج المتاحة على الانترنت، فضلًا عن البحوث العلمية النادرة، مشيرًا إلى أنَّه استعرض موقعًا إلكترونيًا يقدم برامج مصممة لمساعدة المسنين في الوقاية من التدهور المعرفي المرتبط بالشيخوخة.

وأكد أنَّه بدأ يستخدم برنامج "انسايت" المختص بتحسين المعالجة البصرية، فضلًا عن برنامج خاص بلياقة الدماغ، وآخر يحسن المعالجة السمعية، لاسيما في عدم نسيان الأسماء وتسريع التفكير، ومعالجة الصعوبات في استرجاع بعض الكلمات.

وبيَّن أنَّ البرامج تركز على بناء المهارات السمعية الأساسية الأولى، ثم مكونات الكلام، الأحرف والجمل، وأخيرًا فهم الروايات،  لافتًا إلى أنَّه التزم بالبرنامج، معظم أيام الأسبوع عدا يوم العطلة، مصرًا على التحسين من قدراته، وبعد شهر واحد من أداء 30 دقيقة يوميًا للتدريبات، حقق تقدمًا ملحوظًا.

وأشار إلى أنَّه لم يكن يلحظ فرقا كبيرًا في المعالجة السمعية خارج هذه التدريبات، وعلى الرغم من ذلك لم تثبط معنوياته، موضحًا أنَّ البرنامج يشرح ما تفعله بكل خطوة، ويظهر صورة الدماغ مع خطوط ملونة تربط كل المناطق، موضحًا أنَّه كان يلاحظ تحسنًا في الاتصالات العصبية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبيب نفسي بريطاني يحقق إنجازًا علميًا غير مسبوق ويستعيد ذاكرته بنفسه طبيب نفسي بريطاني يحقق إنجازًا علميًا غير مسبوق ويستعيد ذاكرته بنفسه



GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab