لندن ـ ماريا طبراني
أظهرت دراسة بحثية جديدة الأسباب الحقيقية وراء الربط بين السُمنة وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، وهي أن السعرات الحرارية العالية تعطّل عمل هرمون أساسي في الأمعاء، ما يؤدي إلى تأخر مكافحة الأورام مؤديَّة إلى تكونها، ووجد العلماء أن جينًا واحدًا يمكن استخدامه لإعادة عمل الهرمون ومنع تطور السرطان.
وأوضح مؤلف الدراسة، الدكتور سموت والدمان، من جامعة توماس جيفرسون، بقوله: تشير نتائج دراستنا إلى أنه يمكن منع سرطان القولون لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة باستخدام علاج بالهرمونات، تمامًا مثل العلاج المرتبط بنقص هرمون الإنسولين.
<img alt="علاج هرموني يمنع إصابة البدناء بسرطان القولون عبر تحفيز المستقبلات " غوانيلي""الأمعاء"="" data-cke-saved-src=" http://www.arabstoday.net/img/upload/ArabstodayHormone.jpg" src=" http://www.arabstoday.net/img/upload/ArabstodayHormone.jpg" style="height:350px; width:590px">
ويعاني البدناء من مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 50% مقارنة بمن يحظون بوزن طبيعي، واستند العلماء إلى وجود العلاقة بين كمية الأنسجة الدهنية في الجسم وعمليات التمثيل الغذائي التي تؤدي إلى إطلاق المزيد من الطاقة لنمو الخلايا.
وتحقق فريق من العلماء من جامعة توماس جيفرسون وجامعة هارفارد من النتائج على فئران المختبرات، ووجدوا أن البدانة ترتبط بتراجع هرمون الغنيالين، الموجود في الأمعاء، والذي يحفز مستقبلاته التي تسمى غوانيليل على تجديد خلايا الأمعاء، وذكر الدكتور والدمان: تجدِّد بطانة الأمعاء نفسها بصورة ديناميكية مستمرة، وتساهم خلايا غوانيليل في العمليات الأساسية اللازمة لهذا التجديد.
ويحدث أنه في سرطان القولون والمستقيم يتم إبطال مفعول الهرمون، فالأشخاص الذين يعانون من السمنة لديهم انخفاض بنسبة 80% في الهرمون مقارنة بغير البدناء، ووجد العلماء أن الهرمون يعمل كقامع للأورام، ومن دونه لن تعمل المستقبلات.
وتابع والدمان: يحدث هذا الأمر في وقت مبكر للغاية من تكون السرطان، فعندما لا تعمل المستقبلات، يختل نظام القولون مؤديًّا إلى تكوين الأورام، وخلصت الدراسة إلى أن الفئران السمينة كانت أكثر عرضة لتوقف الهرمون ومستقبلاته، نحن نعتقد أن سرطان المستقيم والقولون يحدث بسبب توقف الهرمون، ويحدث أكثر لدى الناس اللذين يعانون من المسنة، وجاءت هذه النتائج كمفاجأة لنا، فطالما ارتبطت السمنة بسرطان المستقيم والقولون واليوم عرفنا السبب؛ إذ تلعب السعرات الحرارية دورًا في هاتين الحالتين، وطالما كان هذا الدور غامضًا بالنسبة إلينا، واليوم أصبح لدينا فكرة كبيرة عن مصدر إصابة البدناء بسرطان القولون.
وتمكن العلماء من التوصل إلى دواء يمكن أن يعوض الهرمون المفقود ويستخدم كنهج لعلاجي لمنع سرطان القولون والمستقيم من التطور أكثر، ووافق إدرة الغذاء والدواء الأميركية العام 2012 على الدواء المسمى ليناكلوتايد كعلاج لمتلازمة القولون العصبي.
واختتم والدمان: تكمن أهمية الدراسة في النتائج التي توصلنا إليها، إنه في الوقت الذي يمكن منع تراجع الهرمون باستخدام الدواء فهذا يمنع تكون الأورام أيضًا، باستخدام الدواء ذاته، الذي ينشّط هرمون قمع الأورام ومستقبلاته.
أرسل تعليقك