سيطر قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر على ميناء بنغازي بعد أن توغلت فيه، كما سيطرت على القاعدة البحرية في الميناء، بعد قتال استمر شهورًا مع مقاتلي "مجلس شورى الثوار" وحلفائهم المتشددين.
وأكد آمر المحور الشرقي في الجيش العقيد فرج البرعصي، سيطرة قواته على ميناء بنغازي بعد معارك عنيفة شهدتها المنطقة على مدى أيام.
وذكرت مصادر عسكرية أن "عناصر الكتيبة 204 دبابات نجحت في الدخول إلى الميناء في ساعة مبكرة من صباح الخميس، وسيطرت على الميناء ومحيطه الذي كانت تسيطر عليه الميليشيات المسلحة منذ منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي".
وعلى الرغم من أن الجيش الليبي أكد هيمنته بالكامل على منطقة الميناء، فإن مصادر غير رسمية قالت إن "انسحاب المتطرفين ليس نهائيًا. وتوقعت أن يشنوا هجومًا في محاولة لاستعادة الميناء في وقت لاحق.
وأوضح الناطق الرسمي باسم رئاسة أركان الجيش الليبي أحمد المسماري، أن الجيش سيطر بالفعل على الميناء وننتظر فقط تحرير منطقة سوق الحوت خلال ساعات، هذا يعني تأمين الحياة ومؤسسات الدولة بشكل عام".
وتابع المسماري في تصريحات خاصة من القاهرة التي يزورها حاليًا: "الآن نتحرك خارج تخوم بنغازي، طبيعة الأرض المفتوحة ستساعدنا على تحقيق الانتصار الأخير".
وقال: "بعد إتمام السيطرة على سوق الحوت (هو ممر ضيق للغاية لا تستطيع السيارات دخوله)، سنعلن بنغازي مدينة محررة مع توقعنا بانتقال المعارك النهائية إلى جنوبها وجنوب غربها".
واعتبر مصدر عسكري في الجيش أن ما وصفه بالتقدم النوعي لقوات الجيش على الأرض بالسيطرة على ميناء بنغازي من شأنه تعزيز الحصار الذي يفرضه الجيش على بقايا ميليشيات تنظيم "أنصار الشريعة"، وما يسمى بـ"«مجلس شورى ثوار بنغازي".
ولفت إلى أن "قوات الجيش سيطرت على الميناء وعلى مبنى فندق عمر الخيام القريب، بالإضافة إلى مصلحتي الجمارك والجوازات، بجانب الاقتراب من ميدان محكمة شمال بنغازي الذي شهد اعتصامات الثورة على معمر القذافي عام 2011".
ويأمل الجيش الليبي بهذه الخطوة في منع الميليشيات المتطرفة من استخدام الميناء لنقل العتاد الحربي والمقاتلين، كما كشف قياديون في الجيش عن تخطيط الجيش لاحقًا لتحويل الميناء إلى موقع حيوي لإمداداته اللوجستية.
وأكد عمر الحاسي، رئيس ما يسمى بـ"حكومة الإنقاذ الوطني" في العاصمة طرابلس، أن حكومته لا تملك صلاحيات إعلان حالة الحرب أو السلم وإيقاف تقدم قوات رئاسة الأركان.
وأضاف مكتب الحاسي في بيان له، تعقيبًا على تسريب لقطات فيديو تتضمن اعترافاته بفقدان حكومته أيضا السيطرة على الميليشيات التابعة لما يسمى بعملية "فجر ليبيا" التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ الصيف الماضي.
وأوضح أنه وبالعودة لمحتوى التسجيل المنشور لمقابلة الحاسي مع صحيفة "التايمز" البريطانية، فإن ما جاء فيه لم يخرج عن نطاق التحليل المنطقي والسرد الواقعي لتطورات الأحداث منذ بدء عملية "فجر ليبيا".
واعتبر الحاسي، وفقا للبيان، أن «رئاسة الأركان العامة تتبع رئاسة المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، وتتلقى منها الأوامر مباشرة ولا تتبع وزارة الدفاع، وأن المؤتمر هو الجهة التي أعلنت حالة النفير عند بدء العمليات».
وبعدما أكد أن حكومته تبحر مع ثوار ليبيا وأحرارها في القارب نفسه لإيصال ليبيا إلى بر الأمان، قال إن ثوار ليبيا الذين وصفهم بالأبطال، «صمام آمان هذا البلد».
ووضعت غرفة العمليات المشتركة برئاسة الأركان العامة، العمليات العسكرية لما يسمى بقوات عملية الشروق على مناطق النقط الثلاثاء الماضي، في إطار الدفاع عن النفس.
وقالت الغرفة إن هذه الهجمات تأتي ردًا على ما قامت به المجموعات المسلحة المسيطرة على الموانئ النفطية في الرماية المدفعية على مواقع عملية الشروق خلال يومي الأحد والأثنين الماضيين، وشن غارات جوية على مواقع قوات عملية الشروق في منطقة السدرة".
وبينت أن قوات عملية الشروق تحتفظ بحق الرد على مصادر النيران أو أي تحركات من شأنها تهدد مواقعها، معربة عن غضبها لقيام بعثة الأمم المتحدة بوصف هذه القوات بالمجموعات المسلحة.
وأفاد الناطق باسم الجيش العقيد أحمد المسماري، بأن قواته عمدت إلى تطهير جيوب مقاومة داخل الميناء الخميس.
ويأتى ذلك بعد سيطرة قوات الجيش على مناطق محيطة في الميناء، أهمها ميدان الشجرة وشارع عمرو بن العاص.
كما توغلت في منطقة "سوق الحوت" وبدأت تطهيرها من المقاتلين المتشددين الذين اتخدوا منها معقلًا لهم، منذ بدء الاشتباكات مع قوات حفتر التي سيطرت على ساحة المحكمة وسط المدينة.
وتحدثت مصادر طبية عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين خلال ساعات الـ48 الأخيرة.
وأتى حريق على مسرح ثقافي في منطقة زاوية الدهماني في العاصمة طرابلس ليل الأربعاء.
وعلى رغم إعلان الناطق باسم "الغرفة الأمنية المشتركة" عصام النعاس، أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق ناجم من ماس كهربائي، فإن مصادر أخرى مطلعة على سير التحقيق، أفادت بأن الشبهات تحوم حول احتمال تورط مقاتلين تابعين لـ "داعش" في الحادث.
ويأتي ذلك بعد هجوم دموي شنه مقاتلو التنظيم على حقل مبروك النفطي جنوب سرت ليل الثلاثاء- الأربعاء، ما أسفر عن مقتل ثمانية حراس ليبيين، إضافة إلى ثلاثة عمال فيليبينيين وغانيَّين، وذلك بحسب حصيلة جديدة للهجوم أوردها المسؤول في حرس المنشآت النفطية الرائد حكيم معزب، مشيرًا إلى أن الضحايا جميعًا ذبحوا بالسواطير، باستثناء ليبي قُتل رميًا بالرصاص.
وطالبت المؤسسة الوطنية للنفط، التي تتشارك في الحقل مع شركة "توتال" الفرنسية، من جهات الاختصاص التحقيق في الهجوم وملاحقة الجناة الذين تردد أنهم ينتمون إلى "داعش" في فزان جنوب البلاد.
ودانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، الهجوم الذي شنته مجموعات مسلحة تابعة لـ "فجر ليبيا" على مرفأ السدرة في منطقة "الهلال النفطي"، ما أسفر عن عدد كبير من الإصابات.
واعتبرت البعثة في بيانٍ أن الهجوم يشكل خرقًا كبيرًا للتعهدات العلنية التي قطعها القادة للمقاتلين، بالامتناع عن أي فعل من شأنه الإضرار بالعملية السياسية، في وقت تقوم الأطراف الليبية بالعمل في شكل مكثف لبناء جسور التعاون التي ستساهم في تسوية سلمية للنزاع في ليبيا.
وأوضحت البعثة في بيانها، أن هذا الهجوم يقوّض الجهود الرامية من التوصل إلى حل سياسي، ويعرض الموارد النفطية للخطر التي هي ملك الشعب الليبي.
أرسل تعليقك