كشف موظفون يعملون في مطار شرم الشيخ، أن وحدة المراقبة في المطار لا تعمل بكفاءة معظم الوقت، مما كشف عن المزيد من الأسئلة حول النظام الأمني الصادم الذي مكّن "داعش" من وضع قنبلة على متن الطائرة، كما يعتقد الكثيرون حول العالم.
وصرّح عمال في المطار الواقع في منطقة سيناء التي تعاني من التطرف، أن الكاميرات التي تراقب الحقائب لا تخضع للرقابة في معظم الأحيان وأن شبكات "الكاميرا" في أنحاء المطار مقطوعة، وأن الحراس يقصرون في عملهم.
ويتعين على إدارات أمن المطارات في أنحاء العالم، العمل على تطوير الأداء في حال تأكيد مزاعم "داعش" بأن الطائرة الروسية تحطمت بسبب قنبلة، وأوضح محققون مصريون أنهم لم يقرروا بعد ما إذا كان الضجيج الذي سمعوه في قمره القيادة في الثواني الأخيرة قبل سقوط الطائرة الروسية التي كانت في طريقها من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرغ هو صوت انفجار قنبلة.
واعتبر وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أنه من المرجح أن تكون الطائرة سقطت بفعل هجوم متطرف، وحذر "إذا اتضح فعلا أن ما حدث بسبب قنبلة زرعها (داعش) في الطائرة، فعلينا أن نعيد النظر في مستوى الأمن في المناطق القريبة من سيطرة التنظيم، ويتعين علينا ضمان أمن المطارات في كل مكان، وإن كلف الأمر الكثير من النقود، أو تأخير الناس، وتفتيشهم".
ويتوقع رئيس شركة "طيران الإمارات"، تيم كلارك، أن تأكيد خبر القنبلة سيؤدي إلى مزيد من الصرامة في أمن المطارات في أنحاء العالم، وفي حديث في معرض دبي للطيران بيّن "ما حدث في شرم الشيخ، يغير قواعد اللعبة فيما يتعلق بمجالنا، فالعديد من الدول ستزيد من الإجراءات الامنية في المطارات".
وتسير "الإمارات" يوميًا رحلتين طيران ذهابًا وإيابا بين القاهرة ودبي، ونصحت بريطانيا مواطنيها أخيرًا بحمل حقائب يد شخصية أثناء عودتهم من شرم الشيخ، وستتكفل الدولة بإعادة باقي حقائبهم في وقت لاحق، لتفادي كارثة أخرى.
وأشارت مصادر في مطار شرم الشيخ، إلى أن الماسح الضوئي للأمتعة في المطار كان معطلًا بسبب سوء استخدام العمال له، وأكد أحد الأشخاص الذين يعملون في أمن المطار أنهم اكتشفوا في مرات سابقة الكثير من الحقائب المليئة بالمواد المخدرة أو الأسلحة، سمح لها الشرطي بالمرور مقابل رشوة بقيمة عشرة دولارات.
وأرسلت بريطانيا إلى مصر طاقم خبراء أمنيين لتقييم المطارات منذ عشرة أشهر بالتعاون مع المسؤولين المصريين وأشادوا بالنتائج، ولم يعلق الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية عن تفاصيل ما وجده الطاقم الأمني، وسرب أحد الموظفين في المطار أن طاقم العمل كان يتأكد من عمل الماسح الضوئي وأجهزة الرقابة في حال جاء خبراء دوليون لفحص التدابير الأمنية في المطار.
وذهب آخرون للقول إن عطل الماسح الضوئي لم يكن مهمًا، فحتى في فترة عمله، لم يكن أمن المطار يفحص الحقائب كلها، بل كان يختار الأفراد عينة عشوائية من الحقائب للفحص، ويستخدم الماسح الضوئي في مطار القاهرة لفحص الحقائب في الرحلات المتوجهة إلى لندن وباريس.
إلا أن وزير النقل البريطاني باتريك ماكلولين، صرح الجمعة، أن فحص الحقائب في مصر لم يكن كافيا، فاضطر
ا في إحدى المرات أثناء زيارة له هناك إلى طلب المزيد من التدقيق على الحقائب لأنه لم يكن راضيًا عن الطريقة التي تم بها الأمر في المرة الأولى.
وعلقت روسيا الجمعة كل رحلاتها مع مصر، وبذلك انضمت إلى بريطانيا التي سبقت بإيقاف رحلاتها مع شرم الشيخ، وانضمت لهما أيرلندا، وحذرت دول الاتحاد الأوروبي مواطنيها من السفر إلى مصر.
وبدأت السلطات المصرية في مطار شرم الشيخ باستجواب موظفي المطار والطاقم الأرضي الذي رافق الطائرة الروسية، ووضعوا بعض الموظفين تحت الرقابة.
أرسل تعليقك