الخرطوم ـ جمال إمام
أكّدت مصادر محلية سودانية، الجمعة، مقتل أكثر من 100 شخص جرّاء المواجهات التي اندلعت بين فصيلين في قبيلة في ولاية غرب كردفان السودانية يتنازعان على ملكية أراضٍ في هذه المنطقة الغنية بالنفط، فيما هاجم مسلحون يمتطون جمالًا سيارة لمواطنين عائدين إلى قراهم الأصلية ما أسفر عن مقتل 15 شخصًا.
وبحسب زعيم قبلي يقطن في المنطقة قرب الحدود مع جنوب السودان، فإنَّه "لا توجد قوات حكومية للفصل بين المتحاربين وإنَّ أكثر من 100 شخص قتلوا"، في المعارك التي اندلعت الأحد بين فصيلين من قبيلة المسيرية العربية النافذة هما الزيود وأولاد عمران، وتواصلت الخميس، وأوقعت 133 قتيلًا.
وأشار الزعيم القبلي مختار بابو نمر، أنَّ المواجهات التي تسببها خلافات حول ملكية أراضٍ وماشية تتكرر في السودان وتسفر عن قتلى بين الحين والآخر.
ومنطقة غرب كردفان تقع على الحدود مع جنوب كردفان التي تشهد منذ ثلاثة أشهر حركة تمرد للفرع الشمالي للحركة "الشعبية" لتحرير السودان، ومع دارفور حيث تتضاعف منذ أشهر أعمال العنف في النزاع الدائر منذ أكثر من عقد.
وحذر خبراء من تدهور العلاقات بين الخرطوم والقبائل، خصوصًا وأنَّ السلطات توفر لها الأسلحة كي تقاتل المتمردين، وهي أسلحة باتت تميل إلى استخدامها في خصومات محلية على علاقة بالنزاعات على الأراضي والمياه والموارد المعدنية.
وفي سياق آخر، أعلنت السلطات في ولاية جنوب دارفور غرب السودان، أنَّ مسلحين مجهولين يمتطون جمالًا قتلوا 15 شخصًا وأصابوا 10 آخرين بجروح في هجوم استهدف الثلاثاء شاحنة كانت تقل هؤلاء المدنيين.
وصرّح والي جنوب دارفور آدم جار النبي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا"، قائلًا "شكلنا لجنة تقصي حقائق في مقتل مواطنين في منطقة حمادة"
ونقلت "سونا" عن أحد جرحى الهجوم الذين نقلوا إلى مستشفى "نيالا" ويدعى النذير عبد الكريم قوله "بينما كنَّا عائدين بعد زيارة أهلنا في منطقة حمادة الثلاثاء هاجمنا مسلحون على ظهر جمال وأطلقوا على السيارة النار فقتل في الحال 13 شخصًا" في حين توفي اثنان من الجرحى الأربعاء.
ومن جهته أعرب وزير الدولة في مجلس الوزراء أحمد فضل عبد الله عن إدانته للاعتداء الذي وقع على مواطني قريتي منواشي وحمادة في ولاية جنوب دارفور من قبل مجموعة مسلحة مجهولة، مضيفًا "إنَّ المجموعة المسلحة اعتدت أخيرًا على المواطنين في القريتين أثناء احتفالهم بالعودة إلى قراهم الأصلية"، داعيًا المواطنين إلى "توحيد الصف الداخلي لمواجهة المتربصين بأمنهم والسلام والاستقرار في المنطقة".
ويشهد إقليم دارفور غرب السودان حربًا أهلية أسفرت منذ 2003 عن مقتل أكثر من 300 ألف شخص ونزوح أكثر من مليونين آخرين، وفقا للأمم المتحدة، وإضافة إلى النزاع بين المجموعات المتمردة والحكومة المركزية، يشهد الإقليم مواجهات مسلحة بين قبائل تتنازع السيطرة على الأراضي الغنية بالمياه والموارد الطبيعية.
أرسل تعليقك