كشف الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه يريد استلهام العمليات التي جرت في الصومال، وتوجت بمقتل زعيم حركة الشباب الإسلاميين، لتنفيذ حرب دون هوادة ضد تنظيم "داعش".
وتبقى الحملة المتوقعة في الوقت الراهن غير واضحة المعالم، بغض النظر عن هذا التشبيه الضعيف، فالمثال الصومالي يستدعي توقع عمليات جوية في القسم الأكبر منها طائرات من دون طيار، يمكن أن تضاف إليها عمليات دقيقة للقوات الخاصة على الأرض.
ولايزال الدور الأميركي غامضًا، على الرغم من إعلان واشنطن أنّها ضمّت عشر دول عربية إلى تحالفها ضد تنظيم "داعش"، فقد أشار وزير الخارجية جون كيري إلى أنّ "أيّة دولة لا تتحدث عن إرسال قوات إلى الأرض، ونحن لا نعتقد أنه ستكون هناك حاجة إليها".
وتستند فعالية العمليات، على غرار ما حصل في الصومال، أساسًا إلى الاستخبارات، أي اعتراض اتصالات، ومراقبة عبر الأقمار الصناعية، واستخبارات العنصر البشري، ومحاولات تسلل.
يأتي هذا فيما أوضح عنصر في جهاز استخبارات أوروبي، مطّلع على الملفين، أنّه "في سورية كما في الصومال، سيتعين وضع بنية استخبارات، وتحديد الحلفاء المحتملين، والأهداف الرئيسة، والقضاء عليها الواحد تلو الآخر"، مع الإشارة إلى أنَّ "واشنطن رفضت إشراك النظام السوري في حربها المتجدّدة على المتطرفين".
وأضاف المصدر "سيتعلق الأمر بعملية تتطلب نفسًا طويلاً"، مبرزًا أنَّ "الشباب في الصومال أظهروا كيف يمكن التكيف والبقاء على قيد الحياة، حتى عندما يقطع رأس التنظيم، ويفترض أن نتوقع قيام تنظيم (داعش) بالأمر نفسه".
ويذكر أنّه في الصومال فوّض المجتمع الدولي قوة أفريقية، قوامها 22 ألف رجل، تنتشر منذ 2007، القيام بالعمليات القتالية التقليدية، التي أتاحت منذ عامين طرد "الإسلاميين الشباب" من القسم الأكبر من معاقلهم في جنوب ووسط الصومال، حيث كانوا يسيطرون على كل مساحتهما تقريبًا، حتى منتصف آب/أغسطس 2011.
وأرغمت قيادة حركة الشباب عناصرها على الحد من استخدام الهواتف عبر الأقمار الصناعية والخلوية إلى الحد الأقصى خشية المساعدة في تحديد أماكنهم، وهو الأمر الذي سمح لها بالإفلات من التنصت الغربي.
و أقرّ عدد من المسؤولين في أجهزة استخبارات غربية، بعد الهجوم الكبير والدامي، الذي شنه فريق كوماندوس من الشباب، ضد مركز "وست غيت" التجاري في نيروبي، في أيلول/سبتمبر 2013، وأسفر عن مقتل 67 شخصًا، بأنّهم "لم يرصدوا أي حديث مسبق للهجوم"، واعترفوا بـ"حرفية الحركة المتطرفة في هذا المجال".
وتسمح الاستخبارات التي جمعت بشن ضربات جوية تستهدف مسؤولين أو منشآت، وتشنها طائرات دون طيار، تقلع من أثيوبيا أو من جيبوتي.
وكشف "البنتاغون" أنَّ سيل الصواريخ الذي أدى إلى مقتل زعيم حركة الشباب أحمد عبدي غودان، حصل بناء على معلومات استخباراتية".
وكانت ضربات مماثلة أدّت إلى قتل عدد من المسؤولين في حركة الشباب، في الأعوام الأخيرة، بينهم ادن هاشي، وايرو، وسلف غودان.
وشنّت الولايات المتحدة نحو عشرين ضربة جوية مماثلة منذ 2001 في الصومال وقتلت نحو 173 شخصًا.
وترفض الولايات المتحدة، التي لا تنسى "معركة مقديشو"، التي أسفرت عن مقتل 18 جنديًا أميركيًا في 1993، عمليات تقليدية على الأرض في هذا النوع من الظروف.
أرسل تعليقك