تنشر الولايات المتحدة الأميركية "قوات خاصة " قرب الحدود العراقية السورية تمهيدًا لمعركة استرجاع الموصل من "داعش"، وستأتي قوات أميركية جديدة قادمة من الكويت "الفرقة 101"، ستعمل على فصل عناصر التنظيم المتطرف "داعش العراق" عن الأخرى الموجودة في سوريا، بحسب لجنة الأمن والدفاع البرلمانية.
ولا تستبعد أطراف في التحالف الوطني معارضتها للولايات المتحدة، وملمحة إلى إمكانية استخدام "القوة" ضد أي وجود أجنبي عسكري في العراق. وتتحدث أطراف أخرى في التحالف الوطني عن وجود "شبه إجماع" داخل الكتلة الشيعية على رفض التدخل الغربي في البلاد من دون موافقة الحكومة. ورغم الرفض الذي يردده رئيس الوزراء لنشر أية قوات أجنبية على الأراضي العراقية، إلا أن الغموض مازال يلف الموقف العراقي الرسمي إزاء تصريحات المسؤولين الأميركان.
وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، إن على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة "داعش" استعادة مدينتي الموصل والرقة، وإنه سيستعين "بقوات برية" في إطار استراتيجيته لتحقيق ذلك. وأضاف كارتر، الذي كان يتحدث في دافوس في سويسرا، "يجب أن نقضي عليهم في هذين المكانين وأود أن نحرز تقدمًا بهذا الصدد في أقرب وقت ممكن".
ومضى يقول إن التحالف يستخدم الغارات والقنابل للسيطرة على الطرق بين المدينتين وقطع الاتصالات بينهما، وأضاف "بالطبع سيفصل هذا المسرح العراقي عن المسرح السوري". وتابع كارتر أنه سيتم إرسال المزيد من القوات البرية على الأرجح لدعم القوات الموجودة هناك لكن جزءًا من الاستراتيجية أيضًا تعبئة القوات المحلية "وليست محاولة أن نحل محلها".
وأعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أن المعركة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات من العراق وسوريا تكتسب قوة دافعة وسوف تحقق المزيد من التقدم بنهاية العام. مشيرًا إلى النجاحات التي حققتها في الآونة الأخيرة الجهود الأميركية الداعمة للقوات العراقية ضد التنظيم في العراق في إطار دفاعه عن السياسة الخارجية لحكومة الرئيس باراك أوباما. وقال للديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي في بلتيمور: "أعدكم.. بعد استعادة الرمادي.. راقبوا ما يحدث في الرقة في سوريا وما يحدث في الموصل (بالعراق) بنهاية العام الحالي."
وقال بايدن :"استعدنا إجمالا 40 بالمئة من الأراضي التي كانوا يحتلونها". وأرجع نائب الرئيس الأميركي النجاحات الأخيرة إلى زيادة المشاركة من جانب الدول الأوروبية وتركيا.
أفاد عضو لجنة الأمن البرلمانية علي المتيوتي، في تصريح لـ" العرب اليوم "، بأن "تحرير الموصل بحاجة إلى قطع الامدادات القادمة من الرقة السورية التي يسيطر عليها داعش". ويرجح المتيوتي، أن "تقوم الفرقة 101 الأميركية الموجودة بتلك المهمة".
وتعد الفرقة 101 إحدى وحدات النخبة في الجيش الأميركي، ومتخصصة في استخدام المروحيات لشن عمليات هجومية. وتوصف الفرقة المحمولة جوًا بأنها من أكثر الفرق الأميركية عددًا وتضم 16 ألف جندي و270 مروحية من طراز أباتشي ومروحيات بلاك هوك، ومروحيات تشينوك وساهمت في حرب الكويت عام 1991 وحرب العراق 2003.
وفي أواخر 2015 نقلت صحيفة (آرمي تايمز) العسكرية الأميركية، عن قادة عسكريين قولهم إن "المقر الرئيس للفرقة 101 في ولاية كنتاكي سينتقل إلى الكويت، ليقود المهام القتالية وعمليات التدريب والاستشارة للقوات الأمنية العراقية خلال المعارك لمدة تسعة أشهر".
وأكد الجنرال غاري فيلوكسي، قائد الفرقة، أن "الشغل الشاغل لمدة الأشهر الثلاثة الماضية كان دراسة الأوضاع في العراق". وأشار إلى أن "مهمة الفرقة في العراق ستبدأ مع بداية العام المقبل".
وأكدت الحكومة العراقية قبل شهر، أن أي انتشار لقوات أجنبية على الأراضي العراقية يحتاج الى تنسيق معها، وعدّ العبادي نشر قوات من دون موافقة حكومته "أمرًا عدائيًا".
وأضاف المتيوتي أن "الحكومة وافقت على التحالف الدولي، والقوة الجديدة ستكون ضمن ذلك التحالف"، مشيراً الى أن "القوات الجديدة ليست بريّة بالمعنى المتعارف عليه وانما قوات نوعية ستكون لها مهمات خاصة".
وعد القيادي في اتحاد القوى الوطني ذات المكون السّني رفض العراق نشر قوات أميركية لمحاربة داعش بأنه "سيكون قرارًا غير صحيح". ويقول المتيوتي إن "القوة الأميركية ستوفر أسلحة مجانية ومراقبة للحدود 24 ساعة، فيما العراق بأمس الحاجة لذلك لأنه يواجه أزمة مالية".
وأكد عضو لجنة الأمن أن "داعش مازال يقاتل بشراسة في الأنبار وصلاح الدين، على الرغم من الانتصارات في الرمادي وتكريت"، مشددًا على أن "العراق بحاجة الى التدخل الأميركي لحسم المعارك هناك وتقليل خسائر القوات المحلية".
ويقول عضو اتحاد القوى، ابرز الكتل السنيّة، إن "الولايات المتحدة مسؤولة عن الفوضى في العراق وعليها تصحيح الاخطاء"، لكنه يستدرك بالقول "لانُشرعِن لاحتلال جديد لكنهم من خلقوا المشاكل وعليهم معالجتها". في موازاة ذلك يؤكد نائب عن التيار الصدري أن "فصائل المقاومة ستطرد القوات الاميركية كما فعلت بالسابق، اذا دخلت رغماً عن الحكومة". وعد النائب امير الكناني في تصريح لـ"العرب اليوم " أن "نشر قوات غربية في العراق سيكون بمثابة سرقة لانتصارات الحشد الشعبي". وأضاف الكناني أن "القوات العراقية والحشد ليست بحاجة الى قوات أجنبية، خاصة وأنها قامت لوحدها بتحرير عدد من المدن".
ويؤكد عضو كتلة الاحرار أن "التحالف الوطني متفق بشكل شبه تام على رفض نشر قوات اجنبية، وإن رئيس الحكومة جزء من ذلك التحالف". وطالب عضو الكتلة الصدرية القوات الاميركية بـ"الكف عن التدخل في شؤون العراق"، لافتاً الى أن "العراق ليس بحاجة حتى لمعلومات استخباراتية من واشنطن وعليها أن تتركنا وتغادر".
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر علق، نهاية عام 2015، على انباء نشر قوات اميركية في العراق بأنه "يرفض أي نوع من انواع التدخل سواء كانت برية أم جوية أم حتى بحرية". بالمقابل يقول النائب سليم شوقي لـ" العرب اليوم "، إن "هناك اتفاقاً بين الحكومة وكل القوى السياسية على رفض أي تدخل اجبني دون موافقة الحكومة".
وأكد شوقي ، بأن "الحكومة لم تقدم طلباً حتى الآن لنشر قوات اميركية في العراق"، لكنه استدرك بالقول "كتلة المواطن ستكون مؤيدة لأي جهد يدعم العراق في مقاتلة داعش شرط موافقة الحكومة". مستبعدًا أن تقوم الولايات المتحدة بالتدخل في العراق دون موافقة حكومته، متوقعاً أن "الولايات المتحدة لن تخرق الاتفاق الامني المبرم بين الدولتين".
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية، ريناس جانو، أن هناك من "ينادي بتواجد قوات أجنبية لعدم اختلال التوازن". وأضاف جانو، أن "وجود اتفاقية بين العراق وأميركا لتواجد قوات في الموصل أو أية منطقة أخرى مستلبة من قبل داعش".
أرسل تعليقك