دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال افتتاح قمة مجموعة العشرين الأحد إلى بناء "اقتصاد عالمي مفتوح ومواجهة ضغوط لإقامة حواجز تجارية". ودعا إلى "تحويل مجموعة العشرين فريق عمل، لا منتدى للكلام". ونبّه إلى أن الاقتصاد العالمي يمرّ بـ "منعطف خطر"، في ظل تباطؤ الطلب وتقلب أسواق المال وضعف التجارة والاستثمار. وحض على مزيد من الابتكار، لتحفيز النمو الاقتصادي والإصلاحات المالية والاقتصادية، مشدداً على أهمية "تحسين قدرة الاقتصاد العالمي على مقاومة الأخطار.
وتابع: "علينا بناء اقتصاد عالمي مفتوح. على مجموعة العشرين إيفاء التزامها تجنب اتخاذ تدابير حمائية جديدة، وتعزيز التعاون في سياسات الاستثمار، واتخاذ تدابير فاعلة لتشجيع نموّ التجارة".
قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إن المخاطر تتراكم في الاقتصاد العالمي بفعل ارتفاع مستويات الاستدانة، وإن على الدول أن تأخذ خطوات لتعزيز التجارة والاستثمار وتفادي الحماية التجارية. وأشار شي، خلال كلمة أمام الزعماء الآخرين المجتمعين بمدينة هانغتشو في شرق الصين، إلى أن على دول مجموعة العشرين زيادة تنسيق السياسات وضبط إصلاحات الإنتاجية وإدارة الطلب.
أما الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي سيلتقي اليوم الاثنين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد دعا المجتمعين الى "تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز التجارة الحرة وبناء اقتصاد أكثر عدلاً". وأقر أوباما بأن "كثيرين من مواطنينا محبطون بسبب سرعة العولمة، ويشعرون بأنهم لا يختبرون فوائد التجارة الدولية". وأضاف: "يجب أن نعمل معاً لتحفيز النموّ الاقتصادي، وتعزيز التجارة الحرة وبناء اقتصاد أكثر عدلاً للجميع".
وأعلن أوباما أنه أجرى محادثات "بنّاءة جداً" مع الرئيس الصيني، لافتاً إلى أنها "تشير إلى مجالات كبرى للتعاون بين واشنطن وبكين". وورد في ورقة عن العلاقات الصينية – الأميركية أن الجانبين اتفقا على تفادي التنافس في خفض قيمة العملة والامتناع عن تقييد فرص التجارة أمام الشركات الأجنبية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وكانت قمة قادة دول مجموعة العشرين أعمالها صباح الأحد في مدينة هانغتشو بجمهورية الصين الشعبية. ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى القمة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
ولدى وصول الأمير محمد بن سلمان كان في استقباله الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، ثم التقطت صور للزعماء، وتوجه قادة ورؤساء وفود الدول المشاركة إلى القاعة الرئيسية للقمة، حيث بدأت أعمال القمة بجلسة تحت عنوان " تعزيز سياسات التنسيق وفتح مسار للنمو".
وتعقد القمة التي ستكون الحادية عشرة لمجموعة العشرين تحت عنوان "نحو بناء اقتصاد عالمي إبداعي ونشط ومترابط وشامل" ويتضمن جدول أعمالها العديد من القضايا المهمة من ضمنها رسم مسارات جديدة للنمو والحوكمة العالمية الاقتصادية والمالية الفعالة ودعم التجارة والاستثمار الدوليين وتحقيق التنمية العالمية الشاملة والمتوازنة.
وأوضحت مصادر مقربة أن أبرز ما جاء على هامش القمة تمثل في مصادقة كل من الصين والولايات المتحدة، أكبر اقتصادين في العالم، على الاتفاقية الدولية للمناخ التي تم التوصل اليها في باريس نهاية عام 2015 الامر الذي من شأنه التسريع في بدء سريانها.
ونوهت بالجهود التي قامت بها الصين للتجهيز لهذه القمة عبر أنفاق المليارات من إخلاء السكان إلى "تلوين السماء"، كما قامت بإغلاق آلاف المصانع في هانجو للحد من الانبعاثات التي غالبا ما تخيم على الأجواء. ولفتت إلى أن التجارة العالمية من ابرز المواضيع الاقتصادية الاساسية الحاضرة ضمن مناقشات القمة، اثر تسجيل حركة التجارة العالمية مستويات نمو متدنية تاريخيا، من هنا يدعو صندوق النقد الدولي مجموعة العشرين بالحد من الإجراءات الحمائية في التجارة العالمية ، واللجوء عوضاً من ذلك إلى فتح الأسواق على بعضها البعض. وأيضاً من المتوقع مناقشة مواضيع المناخ والبيئة بعد مصادقة الصين والمملكة العربية السعودية على اتفاقية باريس.
واعتبر رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، أن من الضروري أن تضع الصين آلية لمعالجة مشكلة فائض الطاقة الصناعية لديها، مضيفا أنه "من غير المقبول" أن تفقد صناعة الصلب الأوروبية حجم الوظائف الذي فقدته في السنوات الأخيرة. وأبلغ أن على بريطانيا أن تلتزم بقواعد السوق المشتركة إذا كانت تريد فتح السوق الأوروبية المشتركة أمامها.
وعلى هامش القمة، قال رئيس الوزراء الأسترالي، مالكوم ترنبول، إن بلاده وبريطانيا ملتزمتان بقوة بالتوصل إلى اتفاق مبكر للتجارة الحرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال النائب الأول لأمانة مجلس الوزراء الياباني، كويتشي هاجيودا، إن دول مجموعة العشرين بصدد الاتفاق على استخدام كل السياسات، بما في ذلك النقدية والمالية والإصلاحات الهيكلية لتحقيق نمو قوي ومستدام، لافتاً إلى أن الدول المشاركة ستتفق في بيانها الختامي على ضرورة حماية النظام التجاري متعددة الأطراف من أجل النهوض بالتجارة الحرة.
من جانبها، أشارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أن قادة مجموعة G20، قد اتفقوا على ضرورة العمل معا لزيادة النمو الاقتصادي العالمي.
أرسل تعليقك