تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم الجمعة، بالذكرى السادسة والثمانين لليوم الوطني (الاستقلال)، وسط ابتهاج وسعادة تغمر كافة أبناء الوطن بما حققته وتحققه بلادهم من نجاحات وإنجازات على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، مستلهمين ذكرى وسيرة بطل التوحيد والتأسيس المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي أعلن في مثل هذا اليوم من عام 1351هـ/1932م اكتمال بناء وقيام أعظم وحدة شهدها التاريخ المعاصر تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) راسماً الخط والمنهج، ومحدداً الطريق القويم الذي سار عليه أبناؤه الميامين من بعده، بدءاً بالملك سعود ثم فيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله- ليتسلم الراية من بعدهم ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أكمل المسيرة وواصل العطاء.
وتمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، في 3 ربيع الثاني 1436هـ الموافق 23 يناير/كانون الثاني 2015م وكان الملك سلمان قد تولى ولاية العهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء في 18 يونيو/حزيران 2012م ووزيراً للدفاع منذ 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2011م بعد أن كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسين عاماً.
النشأة والتعليم
ولد الملك سلمان بن عبد العزيز في الخامس من شوال سنة 1354هـ الموافق 31 ديسمبر/كانون الأول 1935م في الرياض وهو الابن الخامس والعشرون لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود . نشأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مع إخوانه في القصر الملكي في الرياض حيث كان يرافق والده في اللقاءات الرسمية مع ملوك وحكام العالم. وتلقى تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء بالرياض حيث درس فيها العلوم الدينية والعلوم الحديثة وختم القرآن الكريم كاملاً وهو في سن العاشرة على يد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الله خياط رحمه الله.
وقد أبدى الملك سلمان بن عبد العزيز منذ الصغر اهتماماً بالعلم وحصل لاحقاً على العديد من الشهادات الفخرية والجوائز الأكاديمية منها: - الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. - الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة أم القرى بمكة المكرمة. الدكتوراه الفخرية من الجامعة الملية الإسلامية في دلهي تقديراً لجهوده الإنسانية الخيرية والتزامه بدعم التعليم وتميزه حفظه الله كرجل دولة مشهود له عالمياً. الدكتوراه الفخرية في الحقوق من جامعة واسيدا اليابانية تقديراً لإسهاماته البارزة في المملكة والعالم . وسام (كنت) من أكاديمية برلين-براندنبرغ للعلوم والعلوم الإنسانية تقديراً لمساهماته العلمية.
أمير العاصمة الرياض
تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منصب أمير منطقة الرياض إحدى أكبر مناطق المملكة العربية السعودية في المساحة والسكان وعاصمة الدولة وذلك في مرحلة مهمة من تاريخ هذه المدينة حيث تم تعيينه بداية أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة وهو في التاسعة عشرة من العمر بتاريخ 11 رجب 1373هـ الموافق 16 مارس 1954م وبعد عام واحد عُيّن حفظه الله حاكماً لمنطقة الرياض وأميراً عليها برتبة وزير وذلك بتاريخ 25 شعبان 1374هـ الموافق 18 أبريل 1955م ومن قصر الحكم بالرياض حيث نشأ وترعرع كان يمارس عمله أميراً لمنطقة الرياض.
واستمر أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود أشرف خلالها على عملية تحول المنطقة من بلدة متوسطة الحجم يسكنها حوالي 200 ألف نسمة إلى إحدى أسرع العواصم نمواً في العالم العربي اليوم، حيث تحتضن أكثر من 5 ملايين نسمة. ولم تخلُ فترة النمو هذه من التحديات الصعبة التي ترافق مسيرة التنمية والنمو، ولكنه أثبت قدرة عالية على المبادرة وتحقيق الإنجازات، وباتت العاصمة السعودية اليوم إحدى أغنى المدن في المنطقة ومركزاً إقليمياً للسفر والتجارة. وقد شهدت الرياض خلال توليه الإمارة إنجاز العديد من مشاريع البنية التحتية الكبرى، مثل الطرق السريعة والحديثة، والمدارس، والمستشفيات، والجامعات، إلى جانب المتاحف والاستادات الرياضية وإعداد مشروع مترو الرياض.
وزارة الدفاع
في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 م عُيّن وزيراً للدفاع في المملكة العربية السعودية التي تشمل القوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي. وشهدت وزارة الدفاع في عهده تطويرًا شاملاً لقطاعات الوزارة كاملة في التدريب والتسليح كما أشرف بنجاح على أكبر مناورة عسكرية في تاريخ القوات المسلحة السعودية "سيف عبد الله".
وقوفه في وجه الإرهاب
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أن المملكة ستضرب بيد من حديد كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات الشباب السعودي. وقال في كلمة بمناسبة عيد الفطر إن المجتمع السعودي شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة الفكر الضال، وإن ما يشهده العالم الإسلامي اليوم من فرقة وتناحر يدعونا جميعا إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف والعمل سويا لحل مشاكل الأمة الإسلامية ونصرة قضاياها، وإن أكبر تحد تواجهه أمتنا الإسلامية هو المحافظة على ثروتها الحقيقية وأمل مستقبلها وهم الشباب من المخاطر التي تواجههم وبخاصة الغلو والتطرف واتباع الدعوات الخبيثة المضللة التي تدفعهم إلى سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة تتنافى مع الفطرة السوية، ومع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف.
عاصفة الحزم
وكان خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز قد وجه ببدء عملية (عاصفة الحزم) ضد الحوثيين المعتدين على حدود المملكة في الحد الجنوبي، ولمساعدة الحكومة الشرعية باليمن الشقيق بطلب رسمي منها لإعادة الشرعية وبتأييد أممي ودولي بعد الانقلاب الحوثي بمعاونة المخلوع علي صالح، وبعد استنفاد الحلول السلمية، وأعلنت عملية عاصفة الحزم أن أجواء اليمن منطقة محظورة، وشارك في العملية 10 دول من بينها دول الخليج، ورحبت المملكة بمشاركة المجتمع الدولي في العملية التي بدأت بتحقيق أهدافها بعد دقائق من انطلاقها، بدورها رحبت مصر والأردن والمغرب وباكستان والسودان بالمشاركة في العملية.
جوانب من شخصية القائد
رصدت عدد من الصحف المحلية والعربية بل والأجنبية ووسائل إعلام مختلفة جوانب هامة من شخصية خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، كيف لا وهو الشخصية اللافتة بمواقفها الصلبة الحازمة والإنسانية الحانية والثقافية المتابعة لكل حدث وكل إنتاجات الثقافة العربية، وكيف لا وهو من كان متابعاً حكيماً لمجالس والده ولقاءاته بالساسة والعلماء ورجالات الفكر والدبلوماسية وأهل الرأي، آراء وشهادات لبعض من عملوا معه أو عرفوه عن قرب، الذين اتفقوا على أنه جمع فضائل الخصال التي أهّلته ليكون رمزًا للعروبة والإسلام، ورأى هؤلاء أن الملك سلمان يمتاز بشخصية تتسم بالعديد من الصفات السياسية والتاريخية والثقافية والإدارية والإنسانية التي عرفها كل سعودي وعربي ومسلم عن قرب خلال عقود من خدمته -حفظه الله- لأمته والإنسانية، وأجمع القريبون من خادم الحرمين أنه يتمتع بالحزم والفراسة والفطنة والحضور الذهني والحكمة والمتابعة الدقيقة لكل شؤون البلاد، وحرصه الشديد على الاستماع لأصحاب الشكاوى والمظالم، واحترامه للوقت وانضباطه في العمل.
أقوى شخصية عربية
وقالت عنه مجلة "فوربس" الأميركية التي اختارته كأقوى شخصية عربية والـ14 عالميًّا في القائمة التي نشرتها المجلة، وشملت رؤساء وملوك عدد من دول العالم ورجال أعمال وشخصيات شهيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي: أن الملك سلمان اتخذ على الفور قرارات حاسمة، أعاد خلالها تكوين بنية هرم السلطة عبر تعيين اثنين من الجيل الثاني من نسل الملك عبد العزيز لأول مرة في قيادة البلاد، كما قام الملك سلمان بإجراء أكبر تعديل وزاري، وإلغاء 12 هيئة وجهازًا، واستحدث مجلسين، وأعاد رسم قواعد السياسة الداخلية والخارجية لبلاده.
أرسل تعليقك