طالب رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، العرب جميعًا لتحمل مسؤولياتهم وتنفيذ استحقاقات الاتفاق السياسي الليبي، ودعم المجلس الرئاسي بصفته الممثل الشرعي والوحيد للشعب الليبي، مشيرًا الى أن هدف الآن هو تأسيس المؤسسات الدولة والعمل ما بوسعنا للحفاظ على سيادة الدولة ووحدتها.
وناقش السراج مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم الأحد، الأوضاع في ليبيا، والقى كلمة خلال اجتماع لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين في القاهرة، تناول فيها تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، وجهود المجلس الرئاسي لحل الأزمة.
وقال في كلمته: “إن العملية السياسية لم تكن سهلة ووصولها إلى العاصمة طرابلس، وأتبعنا حزمة من التدابير العاجلة لتسهيل من معاناة المواطنين في ليبيا الأمنية والاقتصادية، ومعالجة كافة الملفات بينها الأمن، والمصالحة الوطنية، وعودة المهاجرين والنازحين”.
وأشار الى أن “المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق كان وما يزال حريصاً على حقن دماء الليبيين، وتفادي أي صدام في الداخل مع أي طرف من شأنه أن يدخل البلاد في أي دوامة عنف وصراع سياسي .وأوضح “أننا عملنا على التواصل مع كافة الأطراف والقوة والمكونات في ليبيا لمنع أي إنقسام في الدولة، وحاولنا بكافة الطرق لتنفيذ تطلعات ورغبات الشعب الليبي في تحقيق الأمن والأستقرار والرخاء، وبناء دولة العدالة والقانون”.
وتابع السراج لقد “حاول المجلس مراراً وتكراراً، محاربة العدو المتربص بنا جميعاً ألا وهو تنظيم الدولة داعش، ولقد تابعتم جميعاً اعتماد مجلس النواب للاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات المغربية في 25 يناير الماضي، وموافقة أغلبية مجلس النواب وفي مناسبتين على حكومة الوفاق، ونحن الآن في انتظار جلسة مجلس النواب في اعتماد جلسة الحكومة الوفاق لحلف اليمين القانونية واعتمادها بشكل رسمي”.
وقال السراج: “ليبدأ الجميع في تحمل مسؤولياته وتنفيذ استحقاقات الاتفاق السياسي، وأنتهز هذه الفرصة لأطلب من حضرتكم دعمكم لنا وتعاملكم مع المجلس الرئاسي بصفته الممثل الشرعي والوحيد للشعب الليبي، وإملاءاتنا الآن بتأسيس المؤسسات الدولة، ونعمل ما بوسعنا للحفاظ على سيادة الدولة ووحدتها”.
وأضاف “أن حكومة الوفاق الوطني هي حكومة جميع الليبيين، الذين يؤيدون الاتفاق والذين يعارضونها، سياستنا هي استيعاب الجميع الليبيين دون أي إقصاء أو تهميش، ونحن من هذه المنبر نؤكد على ترحيبنا بجميع المبادرات السياسية والاجتماعية والتي من شأنها المساهمة في رأب الصدع ولم الشمل، ولكن على أن تكون على أرضية الاتفاق السياسي الليبي، داعمة لها وبالتنسيق مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، كفانا مناورات سياسية، ولتكون الجميع موجهة لمصلحة ليبيا وليست لمصالح شخصية ضيقة، بتغليب مجموعة على أخرى”.
وأشار إلى أن تفشي الإرهاب في ليبيا والمتمثل في تنظيم الدولة داعش مسألة حرجة للغاية، لنا جميعا، وليبيا الآن أصبحت ساحة مستباحة لها، ولقد رأينا جميعا كيف أصبح للتنيظم خلاية في كافة أرجاء البلاد، لذا نحن بدأنا بالفعل في وضع إستراتيجية ومشروع وطني لإنهاء هذه الآفة والقضاء عليها وبسواعد ليبية، ونحن نشاهد تحالفات دولية لمكافحة الإرهاب ونرحب بمساعدة دولية في محاربة الإرهاب في بلادنا ولكن ليس تدخلاً .
وأوضح السراج نحن لسنا بمعزل عن العالم، ولكن سيادة ليبيا لا تنازل عنها، وما نواجهه اليوم من الإرهاب لا يهدد ليبيا فقط بل يستهدف الأمن القومي العربي برمته، لذا نتطلع إلى دعمكم ومساندتكم من خلال رؤية عربية واضحة مشتركة، الإرهاب لا جنسية له، فهو يتطلب مواجهته دعمكم، إننا نستعد لمواجهة التنظيم داعش في معركة حاسمة يتطلب التنسيق الكامل بين كافة الليبيين في بلادنا، وأن إمتداد الوطن شرقاً وجنوباً وغرباً ليتحرك الجميع وفقاً لإستراتيجية واحدة وتحت قيادة موحدة .
وتابع "سنخوض هذه الحرب ضد الإرهاب باسم ليبيا، كل ليبيا لذا نتطلع دعم أشقائنا العرب، من خلال رفع الحضر المفروض على تصدير الأسلحة إلى بلادي، ولا يعقل أن يئيد المجتمع الدولي الحرب ضد الإرهاب ويمنع عنا التسلح، أيضاً نحتاج إلى دعمكم في فك تجميد الأموال التي تخص ممتلكات الدولة الليبية، فشعبنا يعاني معاناة شديدة وتجمع له التبرعات وأمواله مجمدة".
وقال في نهاية كلمته إن أمتنا العربية تواجه تحديات كبيرة، لا تقتصر على الإرهاب، تحديات سياسية واقتصادية وأمنية وإنسانية، ولا بديل عن تعزيز التعاون والتطوير التعاون العربي المشترك وفتح آفاق جديدة للتعاون، وفي الختام أتمنى زيارتكم لنا في القريب العاجل لفتح آفاق جديدة لإرجاع ليبيا على الخارطة السياسية والاقتصادية، وبتأكيد عودة البعثات العربية الدبلوماسية ورحلات الطيران المباشر، من شأنه أن يرسل رسالة طمأنة وتشجيع للشعب الليبي وإلى المجتمع الدولي .
وأدان رئيس المجلس الأعلى للدولة عبدالرحمن السويحلي” الاستهداف العشوائي للمتظاهرين في ساحة “الكيش” بمدينة بنغازي يوم الجمعة الماضي والذي أدّى إلى مقتل ثمانية متظاهرين أبرياء وإصابة عددٍ آخر.
ودعا الدكتور “السويحلي” الجهات الأمنية المختصة إلى فتح تحقيق عاجل في هذا الحادث الأليم لكشف هوية الجُناة وتقديمهم للمُساءلة القانونية.
وفي تونس، نشر موقع الرئاسة التونسية ما خلصت اليه اجتماعات رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج مع رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد منذ يومين في طرابلس حيث اتفق الجانبان على عدد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية وكان أهمها :
تكوين لجنة مشتركة لتذليل الصعوبات في معبر رأس إجدير الحدودي وتعميق وتطوير التنسيق الأمني في إطار مكافحة الإرهاب والتهريب وضبط الحدود، ولا سيما في مجالات التدريب وتبادل المعلومات وإعادة فتح التمثيلية الدبلوماسية التونسية في طرابلس قبل انتهاء شهر مايو/أيار الجاري.
كما اتفق الجانبان على اعادة فتح المطارات التونسية كافة أمام الرحلات القادمة من ليبيا بما في ذلك مطار تونس قرطاج الدولي والعمل على تطوير مستويات التبادل التجاري والاقتصادي و تأكيد حرص الجانب التونسي على تذليل مختلف الصعوبات التي قد تعترض الليبيين المقيمين في تونس من حيث الإقامة والعلاج والتمدرس والسياحة.
أرسل تعليقك