قرّر حلف شمال الأطلسي "ناتو" مساء السبت، إطلاق عملية أمنية جديدة باسم "الحرس البحري"، في إطار مكافحة الإرهاب، وزيادة القدرات في البحر الأبيض المتوسط"، دون تحديد موعد إطلاق العملية. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في تصريح صحفي، للصحفيين عقب انتهاء اجتماع قمة مجلس دول شمال الأطلسي في العاصمة البولندية "وارسو"، أن ملايين الناس أجبروا على مغادرة منازلهم، بسبب تنظيم "داعش" الإرهابي، والأزمات التي تشهدها مناطق جنوبي الحلف.
وأكد أن الاضطربات في تلك المنطقة تسببت بأكبر أزمة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية، وزيادة في الهجمات الإرهابية، لافتا أن تعزيز القوات المحلية في البلاد التي تشهد وجوداً لداعش، سيكون له فاعلية أكبر، من التدخل في المنطقة لحل الأزمات. وأضاف "اليوم سنبدأ بتدريب القوات العراقية المحلية ضمن إطار الحرب على داعش، وسنواصل تدريبها في الأردن، وسنرسل فريق إلى بغداد لتحقيق الأمن والدعم والتخطيط الاستراتيجي"، مشيرا إلى عرض ألبانيا تقديم المساهمة في تدريب القوات العراقية.
وأشار ستولتنبرغ، إلى أن الحلف "سيقدم الدعم للقوات الخاصة التونسية، ويزيد التعاون مع الأردن، وسيساهم في تخطيط السياسات الأمنية لليبيا، ومساندتها في حربها على داعش". ولفت الى أن الحلف "قرر تقديم الدعم إلى قوات التحالف الدولي ضد داعش، بشكل مباشر"، مشيرا أن الحلف سيرسل طائرات الإنذار المبكر "أواكس"، للتحليق في الأجواء التركية، ومراقبة المجال الجوي في سوريا والعراق، ضمن إطار الحرب على التنظيم الإرهابي.
وأعرب الأمين العام، عن رغبة الحلف بالعمل عن كثب مع "عملية صوفيا"، التي أطلقها الاتحاد الأوروبي من أجل إيقاف تدفق المهاجرين عبر البحر المتوسط. وفي شأن آخر، قال ستولتنبرغ إن الحلف سيقدم حزمة مساعدات شاملة لأوكرانيا، من أجل زيادة فاعلية أنظمتها الدفاعية والأمنية، موضحا أن الحلف سيواصل دعم وحدة وسيادة الأراضي الأوكرانية.
وجدد ستولتنبرغ عدم اعتراف الحلف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، كما جدد "إدانة الحلف تعمد روسيا لإثارة الاضطرابات شرقي أوكرانيا". وناشد روسيا "إنهاء دعمها المالي والسياسي والعسكري للانفصاليين شرقي أوكرانيا"، داعيا جميع الأطراف للامتثال لاتفاقية "مينسك".
وعلى هامش القمة، حثَّ الرئيس الأميركي باراك أوباما، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، السبت، على ضمان حدوث انتقال منظم إلى علاقة وثيقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد. وأفاد مسؤول بالبيت الأبيض بأن أوباما وميركل أكدا خلال اجتماعهما على هامش قمة لحلف شمال الأطلسي في وارسو "على الحاجة إلى عملية منظمة لتحديد مستقبل العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي." وأضاف لقد "اتفقا على أن وجود علاقة متكاملة للغاية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي سيكون في مصلحة حلف الأطلسي."
وأعرب الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، السبت، عن أمله في ألا تؤثر نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، على علاقة واشنطن بأوروبا. وأبدى في تصريح أدلى به ، للصحفيين، عقب مشاركته في قمة رؤساء دول وحكومات أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في العاصمة البولندية، "وارسو"، قلقه إزاء احتمال فوز المرشح الجمهوري المحتمل، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية الأميركية، المزمع عقدها في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، مضيفًا "يجب ألا تؤثر نتائج انتخابات الولايات المتحدة، على علاقاتها مع فرنسا وأوروبا".
وتابع هولاند "نحن بحاجة إلى مواصلة علاقاتنا من أجل إحلال السلام والأمن"، داعيًا إلى استخدام تلك العلاقات في مكافحة الإرهاب.
وشدد الرئيس التشيكي ميلوش زيمان في أعقاب قمة الناتو في وارسو على ضرورة الحوار مع روسيا على جميع الحلبات، والعمل على إزالة التوتر الحاصل بينها والناتو. وأشاد الرئيس التشيكي بقرار التئام مجلس "روسيا - الناتو" في الـ13 من يوليو/تموز الجاري، حيث قال: "لقد أكدت على ضرورة الحوار مع روسيا على أصعدة أخرى، بما يشمل زيادة التبادل الطلابي والسياحة، وتعزيز العلاقات بين قطاعات الأعمال وتكثيف الاتصالات بين الساسة".
واعتبر رئيس جمهورية التشيك أن من شأن الحوار أن يصبح أداة تساعد في تغيير وجهات النظر، وتعديل بعض الساسة الروس مواقفهم. وأضاف: "الصاروخ النووي يمكن استخدامه مرة واحدة لا ثانية لها، فيما يمكن الاستمرار في الحوار إلى ما لا نهاية".
كما دعا زيمان إلى الحد من التوتر بين روسيا والناتو، وشدد على ضرورة تذليل العقبات وتسوية القضايا العالقة عبر المفاوضات.
أرسل تعليقك