واشنطن ـ يوسف مكي
ذكرت مصادر إعلامية أن الرئيس السوري بشار الأسد، ومعه شقيقه الشهير ماهر، مطلوبان الآن الى القضاء الأميركي "بجريمة قتل مزدوجة ذهب ضحيتها في الشمال السوري في فبراير/شباط 2012 كل من الصحافية الأميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي أوشليك". ونقلت الخبر اليوم الأحد صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية ووسائل إعلامية غربية وعربية.
كولفن التي كانت مراسلة حربية للصحيفة ذلك العام في سورية "تم استهدافها عمدا وقتلها بقذائف المدفعية، بتكليف من ضباط سوريين" لإسكاتها نهائيا عما كانت ناشطة فيه، وهو كتابتها لتقارير عدة عن ضحايا مدنيين كانوا يسقطون بالعشرات في حمص المحاصرة ذلك الوقت من قوات النظام، على حد ما قالته شقيقتها كاثلين كولفن في حيثيات وموجبات دعوى أقامتها أمس السبت لدى "محكمة قطاع كولومبيا" أي العاصمة الأميركية واشنطن.
وحددت كاثلين كولفن في دعواها كلا من بشار الأسد وأخيه العقيد الركن ماهر، قائد "الفرقة الرابعة" في جيش النظام السوري، إضافة إلى 9 ضباط آخرين في الجيش وأجهزة الاستخبارات والشبيحة المقرّبين، كمسؤولين عن قتل شقيقتها والمصور أوشليك، علما أن اثنين من المراسلين الأجانب، أحدهما بول كونروي، وكان في سوريا كمصور لمجلة Time الأميركية، كانا بين المستهدفين أيضا.، وفي أرشيف خبر مقتل كولفن، أنهما أصيبا بجروح متنوعة وصعبة أثناء القصف العمد عليها، لكنهما تمكنا من النجاة ومغادرة سوريا، من دون عودة إليها للآن.
وجاء في الدعوى أن الاستخبارات السورية كانت تراقب كولفن حين كانت تقيم في بيروت، وتكتب تقاريرها منها إلى "الصنداي تايمز" وحين علمت في أوائل 2012 بنيتها التسلل إلى سوريا، قامت بالتحضير لقتلها وقتل صحافيين آخرين، عبر مخطط أعده مسؤولون كبارا في "خلية إدارة الأزمات" التي أسسها النظام، للقضاء على معارضيه وكتبة التقارير الصحافية المعادية، وأشرفت على المخطط وحدة عسكرية خاصة بحمص في الحرس الجمهوري، كما قوة للاغتيالات خاصة أيضا، عناصرها من "شبيحة" النظام ويرأسها خالد الفارس، أحد المسؤولين عن قتل الصحافية، فضلا عن ارتكاب وحدته لجرائم حرب وقتل مدنيين عمدا بالآلاف.
ومعظم المعلومات الواردة في الدعوى المكونة من 32 صفحة، ومنها أن ماهر الأسد نفسه "قدم سيارة سوداء اللون وفاخرة، هدية إلى خالد الفارس، لقتله كولفن والمصور الفرنسي" مصدرها منشقين كبارا عن النظام، إضافة إلى وثائق رسمية تم الحصول عليها، وفي جميعها قرائن بأن النظام كان يرصد اتصالات الصحافية إلكترونيا من مركز سري داخل شقة في حي بابا عمرو بحمص، وكانت عميلة في الاستخبارات تقوم بتحديد مستمر للمكان الذي تتواجد فيه مراسلة "صنداي تايمز" بعد تمكنها من التسلل إلى سوريا، والتمركز في حمص.
وتم قتل كولفن والمصور، بعدد من قذائف مدفعية استهدفتهما معا بعد التعرف إلى مكانهما في حمص، وإحداها سقطت قربهما وهما يغادران المكان الذي كانا فيه فرارا، فأردتهما للحال، وأنهت حياة صحافية، في سيرتها التي طالعت "العربية.نت" ملخصا عنها، أنها ولدت في نيويورك، وصرفت 26 سنة من حياتها مراسلة في ساحات النزاع الدولي، منها في 1991 بالعراق، وبعد 8 سنوات في تيمور الشرقية، ثم في 2001 بسريلانكا، وهناك أصابتها شظية من قذيفة للجيش بإحدى عينيها، ولم تعد ترى عبرها شيئا، فغطتها بقماشة سوداء.
والدعوى على الأسد وأخيه، والتسعة المبشّرين الآن بجحيم المطاردة الأميركي، أقامها بالوكالة عن شقيقة الصحافية القتيلة مركز معروف باسم Center for Justice & Accountability في كاليفورنيا، وذكر في ما قرأته "العربية.نت" مما أضافته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الأحد الى خبر "الصنداي تايمز" أنه استمر 3 سنوات يجمع المعلومات ويتأكد من صحتها، وأنها معززة بشهود ثقة، ملمين بكل ما يدين النظام ورؤوسه.
أما الأخت التي فقدت شقيقتها، فورد عنها قولها في الدعوى: "كانت خاضعة للمراقبة دائما، ولم تكن تعرف ذلك. أنا أشعر بقوة أنهم أسكتوها، ولا يمكنني أن أترك ما فعلوه يمر من دون جلب قتلتها إلى العدالة، وأعتقد أنها كانت ستفعل الشيء نفسه فيما لو انعكست الأدوار" أي أن تكون هي القتيلة وأختها الصحافية هي الباقية على قيد الحياة.
أرسل تعليقك