كشف جيسي مورتون أن أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر وقعت عندما كان يبلغ من العمر 21 عامًا, مشيرًا إلى أنه كان حينها رهن الاحتجاز في ريتشموند في ولاية فيرجينيا عقب إتهامه بالإتجار في المخدرات, وأشار إلى أنه في وقت استهداف مركز التجارة العالمي من قبل الطائرة الأولى، كان مستغرقاً في النوم وقام أحد الأشخاص بإيقاظه قائلاً " تعال إلى هنـا، عليك مشاهدة ما يجري عبر شاشة التلفاز ", وأوضح أن أول رد فعل سريع له على رؤية ما حدث كان التفكير في الحرب التي سوف تخوضها الولايات المتحدة ضد المسلمين.
وعلى الرغم من هول المأساة، إلا أنه في ذلك الوقت كان تحت تأثير رجل الدين المتطرف، والذي كان يبحث من خلاله على هوية إسلامية جديدة وتغيير اسمه إلى يونس عبد الله محمد، بما يمكنه من التواصل مع آنجم شودري الذي تم إيداعه في السجن الأسبوع الماضي في بريطانيا عن دعوته آخرين لدعم تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق والشام.
وتحدث معه الإمام المتطرف في البداية عن النبوءات الإسلامية من نهاية العالم, وفي الحادي عشر من أيلول / سبتمبر ومع اختراق الطائرتين للبرجين وسقوط 2,996 شخص من القتلى، فقد وجد أن تلك النبوءات لن تتحقق, وهو في الوقت الحالي يعارض بشدة أعمال العنف وذلك بعد الرجوع إلى القرآن والحديث النبوي الشريف.
وساهم في تطرف جيسي مورتون أو يونس عبد الله محمد حسب ما يقول هو نشأته في عائلة مفككة، بعد ولادته في بنسلفانيـا Pennsylvania ثم انتقاله بعد ذلك منها إلى نيويورك, وفي أعقاب ترك والده لهم مع سيدة كانت تجمعه بها علاقة، وببلوغه 16 عامًا، فقد انتهى به الأمر إلى الهروب للشارع والإتجار في المخدرات التي آلت به إلى السجن في ريتشموند Richmond عام 2001.
وأضاف مورتون أن العديد من الخبراء اليوم يفكرون في السياسة الخارجية للغرب تجاه العالم الإسلامي، والتي دفعت الكثير من الشباب لكي يصبحوا متطرفين, إلا أن سوء معاملة الأطفال وعد التكامل فضلاً عن الظلم على الصعيد الإجتماعي والإقتصادي هو ما أدى إلى التوتر الذي أصابهم, وبعد الإفراج عنه من السجن في ريتشموند بعد سنواتٍ لاحقة، انتقل إلى مستوى آخر من التورط مع المفكرين الإسلاميين في نيويورك وتواصل مع آنجم شودري, إلا أنه وبمرور الوقت، تيقن من أيديولوجية تنظيم القاعدة والتي يقسمون فيها العالم حسب رؤيتهم إلى مجموعة من المسلمين ومجموعة ثانية تضم آخرين لتبرير أعمال العنف والفظائع الإرهابية كتلك التي وقعت في الحادي عشر من أيلول / سبتمبر, وهو ما يتعين معه تدريب المعلمين بشكلٍ أفضل من أجل منع الطلاب في مرحلة مبكرة من التطرف.
وعقب تخرجه من جامعة كولومبيـا في عام 2009، سعى إلى الإقامة مع زملائه من المسلمين وبالتالي إيجاد وظيفة جامعية داخل المملكة العربية السعودية, إلا أنه وبعد اكتشاف السلطات وجود ارتباط بينه وبين مسلمين ثوريين، أبعدوه من البلاد, وهو ما أشعل الكراهية بداخله لدى عودته إلى أميركـا.
وأدرك يوسف أن عليه التخلص من التطرف بعد تعرضه للسجن في عام 2010 عن تشجيعه الاعتداء على المشاركين في الفيلم المسيء للنبي محمد, واتجه نحو التعاون مع مجتمع إنفاذ القانون وقدم إليهم الدعم بالمعلومات الاستخباراتية، ما نتج عنه إطلاق راحه بعد أربعة أعوامٍ ونصف فيما يعمل كباحث في جامعة جورج واشنطن وذلك كجزء من المركز السيبراني والأمن الداخلي (CCHS) التي تبحث في أسباب التطرف, ولأن المعركة أيديولوجية، فإنه وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر فقد ثبت خطأ وزير الدفاع الأسبق في عهد جورج دبليو بوش الذي صرح وقتها بأن اعتقال المزيد وقتل الإرهابيين الذين خرجوا من بعض المساجد سوف يحقق الغلبة في النهاية. ولكنه لم يتفهم أن قتل واحد من الإرهابيين سوف يتبعه خروج سبعة آخرين, واليوم، فإن السيد يونس يقوم بتطوير استراتيجيات لمواجهة التطرف العنيف, ولكن المنظمات الإرهابية لا تزال ناجحة على أرض الواقع، ما يحتاج إلى الكثير من العمل الذي يشارك فيه شباب من المتطوعين.
أرسل تعليقك