دمشق - نور خوام
كشفت "قوات سورية الديمقراطية" عن مقر تنظيم "داعش" الذي يتم تعذيب النساء فيه باستخدام السلاسل بسبب عدم تغطيتهن لوجوهن في مدينة منبج بعدما تمَّ تحريرها. وقد استعادت هذه القوات المدينة هذا الأسبوع وقامت بنشر مقطع فيديو للتعذيب المروع الذي كان يحدث داخل مقر التنظيم، وذلك بعد أن نجحت في هزيمة "داعش" في مدينة منبج الواقعة بالقرب من الحدود التركية في شمال سورية.
وأوضح مقاتل من "قوات سورية الديمقراطية" في الفيديو، أن مركز "حسبة" يعد بمثابة "الشرطة الدينية" لدى داعش حيث كان الرجال يراقبون ملابس وسلوك السكان المحليين ويقدمونهم إلى مركز للتعذيب إذا تم رصد كسر قواعد الشريعة. وقال مقاتل في صفوف القوات: إن "بعض الرجال كانوا مسؤولين عن اعتقال المدخنين، وبعضاً منهم كانوا مسؤولين عن التعامل مع الناس الذين لا يلتزمون بالملابس التي أمر بها داعش". وأضاف: كما "يتم اعتقال الناس الذين يرتدون بناطيل ضيقة، بالاضافة الى النساء اللاتي لا تقمن بتغطية العين. هذا هو الذل التام وإهانة للبشرية".
وقال المقاتل اثناء تفقده غرف المقر: "في هذه الغرف، تم ارتكاب أسوأ الانتهاكات ضد شعب منبج، لقد وجدنا بعض ادوات التعذيب مثل سلسلة معدنية حيث أن أعضاء حسبة كانوا يستخدمونها للضرب، بالاضافة الى وجود أنبوب آخر لضرب النساء اللاتي كسرن قواعد داعش".
وكان داعش يقوم باحتجاز السجناء في مركز الشرطة الدينية لمدة يومين ومن ثم يتم نقلهم الى أي مكان آخر، ولكن إذا كان السجناء يمتلكون المال فحينها يتم تركهم في بعض الأحيان على الفور. وشملت غرفة اخرى داخل السجن على تلفازحيث يقوم داعش بعرض دعايتها للسجناء في محاولة لخداعهم. وكانت وثائق تركها مقاتلو التنظيم قد كشفت أنه تم القبض على مالك متجر وامرأة لأنها كشفت وجهها بجواره.
وقال المقاتل: كانت هناك امرأة تضع مساحيق التجميل في متجر وهذا هو سبب اعتقالها. طلبوا منها بطاقة هويتها ولكنها رفضت، ولذلك احضروا مالك المتجر الى هنا، ليس هناك شك في أن الكثير من سكان منبج قد تم ترويعهم بشكل مستمر من قبل مركز الشرطة الديني، هم خائفون على حياتهم".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ظهرت لقطات مروعة لصبي سوري يحاول يائساً منع والدته من إزالة النقاب بعد أن تم إنقاذ الأسرة من داعش. وكان تنظيم الدولة قد قام باحتجاز 2000 مدنياً من أجل استخدامهم كدروع بشرية أثناء فرارهم من منبج.
وقال المتحدث للمجلس العسكرى بمنبج، شرفان درويش إنه اثناء انسحابهم من منبج، خطف مسلحو داعش حوالي 2000 مدني من حي السرب"، واضاف: لقد "تم استخدام هؤلاء المدنيين كدروع بشرية اثناء انسحابهم إلى جرابلس وهذا يمنعنا من استهدافهم" وقال درويش ان نحو 2500 مدنياً كان قد تم احتجازهم من قبل المقاتلين، ولكن نجحت قوات سوريا الديمقراطية في إنقاذهم.
وقالت الامم المتحدة ان اكثر من 78,000 شخص قد شردوا منذ ذلك الحين، كما اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك في منبج قد أودت بحياة 437 مدنياً بما في ذلك 105 اطفال، 299 مقاتلا من قوات سوريا الديمقراطية و1019 جهاديا.
أرسل تعليقك