دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم الأربعاء، إلى فرض حظر على تحليق سلاح الجو التابع للجيش السوري فوق مناطق المعارضة في البلاد. ووجه في كلمة ألقاها مساء اليوم الأربعاء أمام اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي حول سورية، نداءً إلى المجتمع الدولي من أجل "إعادة إحياء عملية وقف إطلاق النار هناك".
وقال كي مون: "علينا أن نبقى مصرين على أن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه باتفاق بين موسكو وواشنطن في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري، سيتم إحياؤه، وأضاف قائلاً: إنني أحث الجميع على استخدام نفوذهم الآن لضمان ذلك".
وأكد الأمين العام أن"هذه هي الفرصة لحظر سلاح الجو السوري، ورؤية عمل عسكري مشترك ضد الجماعات الإرهابية مثل "داعش" وجبهة "النصرة" (جبهة فتح الشام)، وتسهيل المساعدات الإنسانية إلى حلب وجميع أنحاء البلاد. وقال: "إذا استطعنا لذلك سبيلاً فسنفتح الطريق لمحادثات سياسية".
وتطرق الأمين العام إلى المقترحات التي سيجري تقديمها لأطراف الصراع في سوريا بهدف استئناف مفاوضات السلام، قائلاً: "لا يجب أن يعتمد مصير أي بلد على مصير فرد واحد، إذا استمر جانب واحد في الإصرار على أن صلاحيات مكتب الرئيس لا تخضع للتفاوض، فلن تكون هناك تسوية عن طريق التفاوض، وإذا أصر جانب آخر على أن الرئيس ببساطة يجب أن يغادر في بداية المرحلة الانتقالية، فمن الصعب أن نرى مفاوضات حقيقية".
وأشار إلى أن المقترحات، التي سيقدمها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إلى أطراف النزاع "تسترشد بالكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وبيان جنيف".
وقال بان كي مون، خلال كلمته،: "طلبت من المبعوث الخاص العمل بشكل مكثف نحو عقد مفاوضات رسمية في أقرب وقت ممكن، وأدعو مجلس الأمن إلى تقديم الدعم الكامل للمبعوث الخاص، وعلينا أن نتحرك بشكل - لا لبس فيه - نحو عملية سياسية ذات مصداقية".
وتابع: "العملية الانتقالية يجب أن تضمن استمرارية وإصلاح مؤسسات الدولة والخدمات العامة في البلاد، وهذا يتطلب مجموعة شاملة جديدة للترتيبات الإدارية، وهناك أيضا حاجة عميقة للمساءلة، وأكرر ندائي إلى مجلس الأمن لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.. إننا الآن في لحظة حياة أو موت".
كذلك دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم الأربعاء إلى "ضرورة تقييد حركات الطيران" فوق المناطق الحساسة ومناطق المعارضة في سورية. وقال ، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول الأزمة السورية :"يجب تقييد حركة الطيران في سوريا؛ فهذا يمنع النظام من شن هجمات على أهداف مدنية تحت ذريعة الحرب على جبهة النصرة".
وأدان كيري استهداف النظام السوري وروسيا للمدنيين وموظفي الإغاثة، مُشدّدا على "ضرورة إنهاء أي تحليق للطيران فوق المناطق الحساسة بسوريا في أقرب وقت ممكن"، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون أي انقطاع.
وأعرب عن أمله في أن يتمكن المجتمع الدولي من استئناف المفاوضات بين أطراف الأزمة في سوريا، وعزل تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، وحظر الطيران السوري فوق المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وقال كيري لممثلي الدول الأعضاء بالمجلس -ومن بينهم نظيره الروسي سيرغي لافروف - "لا توجد طائرات تحوم في تلك المنطقة سوى لروسيا وسوريا"، وأضاف أن "قصف المستشفيات وإلقاء القنابل البرميلية انتهاك فاضح للقانون الدولي وهناك وكلاء في هذه القاعة وخارجها قادرون على التأثير على أطراف النزاع".
وحمل وزير الخارجية الأميركي كلا من روسيا والنظام السوري المسؤولية عن الهجوم الذي وقع، أمس، ضد أحد المرافق الطبية بالقرب من مدينة حلب، شمالي سوريا، وأسفر عن مصرع 4 من موظفي الإغاثة هناك. ووصف كيري رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وتنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش" بأنهم "من المخربين الذين لا يؤمنون بوقف إطلاق النار".
وقال للمشاركين في جلسة مجلس الأمن: "إذا لم يقم المجتمع الدولي بما يجب عليه القيام به إزاء سورية فسوف نجتمع مرة أخرى هنا في قاعة المجلس وسنشهد شرق أوسط جديد بمزيد من التطرف". كما أشار كيري إلى مقتل 20 من موظفي الإغاثة جراء هجوم استهدف قافلة للمساعدات الإنسانية تتمتع بكامل الصلاحيات والتصاريح يوم الاثنين الماضي، واصفًا ذلك بـ"الهجوم البشع الذي وجّه ضربة كبيرة للجهود الرامية إلى تحقيق السلام في سوريا، وشكّك بمصداقية نظام الأسد وروسيا بتعداتهم في جنيف".
وشدد أمين عام المنظمة الدولية على أن "هناك أيضا حاجة كبيرة للمساءلة في سوريا".
أرسل تعليقك