بيروت ـ جورج شاهين
كشف قائد امني ميداني لـ "العرب اليوم" ان مدينة الهرمل تعرضت قرابة الثامنة من مساء اليوم السبت لقصف صاروخي مصدره الأراضي السورية، قبل ان تلملم المدينة جراحها بفعل العملية الإنتحارية الثانية التي إستهدفت هذه المرة محطة محروقات هي الأكبر في المدينة وفي لحظة كانت تكتظ بالمواطنين.
وقال مرجع امني يواكب العملية ان عدد
القتلى رسا على اربعة وهم السيدة إبتسام الموسوي، علي علاو، حسن طه، والرابع من آل الفوعاني وتجاوز عدد الجرحى في حصيلة جديدة ما يزيد على 32 جريحا ما عدا اولئك الذي اصيبوا في محيط الإنفجار واجريت لهم الإسعافات الأولية في المنطقة. وانتشر الجيش اللبناني بكثافة ومنع المواطنين من التواجد واعتبر ان الاوضاع تحت السيطرة.
وحسم مرجع امني عبر "العرب اليوم" كيفية حصول عملية التفجير، فقال: ان الانتحاري الذي كان يقود سيارة "غراند شيروكي" رمادية اللون قد فجر نفسه لدى وصوله الى باحة المحطة الداخلية، بعد مطاردة مع مجموعة مسلحة تابعة ل"حزب الله" تتولى مراقبة مداخل المدينة ،وكانت تراقبه لحظة دخوله المنطقة وقبل حوالى كيلومتر ونصف على الأقل، لكن المطاردة دفعته على ما يبدو الى مهاجمة المحطة وتفجيرها انتحاريا.
وفور إخماد النيران باشرت عناصر الادلة الجنائية برفع الأدلة من مكان الانفجار في الهرمل، تزامنا مع الإشارة الى ان السيارة كانت تحمل ما يساوي بما بين 35 و50 كيلوغراما من المتفجرات بالإضافة الى مزج المواد المفجرة مع قنابل هاون قد تكون من عيار 120 ملم بفعل وجود شظايا كبيرة شطرت أجساد القتلى وقد تسبب الإنفجار بفجوة عمقها متر ونصف المتر.
وفور تبلغه بما حصل كلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الأجهزة المعنية إجراء التحقيقات الأولية في انفجار الهرمل. وسطر القاضي صقر استنابة قضائية كلف بموجبها الشرطة العسكرية ومديرية المخابرات في الجيش والأدلة الجنائية، إجراء التحقيقات الأولية في انفجار الهرمل، وجمع الأدلة والمعلومات والأشلاء، تمهيدا لكشف ملابسات الانفجار والفاعلين والمحرضين والمتدخلين.
وبعد اقل من ساعة على الإنفجار قطع هالي بلدة اللبوة الشيعية المجاورة لمنطقة الإنفجار استنكاراً للانفجارات التي تستهدف المنطقة ما ادى الى عرقلة نقل الجرحى الى المستشفيات.
وناشد النائب عن "حزب الله" في الهرمل نوار الساحلي، في نداء عبر تلفزيون "المنار"، أهالي مدينة الهرمل الابتعاد عن مكان الانفجار وافساح مجال العمال لفرق الاسعاف والدفاع المدني، خصوصا وان التفجير استهدف محطة وقود في مكان قريب من خزانات الوقود.
وتوالت بيانات الإدانة والإستنكار ودان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط وقال باختصار: لم تعد تنفع كلمات الادانة وكنت قد حذرت من هذا الامر وقلت اننا دخلنا في الارهاب المتنقل نتيجة التدخل في الحرب في سوريا.
وشجب الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام التفجير الذي وقع في مدينة الهرمل ووصفه بانه عمل ارهابي جبان. وقال الرئيس سلام في تصريح له "مرة اخرى تمتد يد الغدر الى لبنان لتطال مدنيين ابرياء في منطقة عزيزة ، في حلقة جديدة من حلقات مسلسل العنف الارهابي الذي يرمي الى اذية لبنان واللبنانيين وهز استقرارهم وزرع الفتنة في صفوفهم".
وتوجه الرئيس سلام بالتعزية لاهالي الشهداء والدعوة بالشفاء العاجل للجرحى،داعيا اهالي الهرمل الى "التزام أقصى درجات ضبط النفس رغم المصاب الاليم". وقال "ان هذا العمل الارهابي الجبان يجب ان يكون حافزا الى رص الصفوف لقطع دابر الفتنة، والى الالتفاف حول الجيش والقوى الأمنية التي يجب الا تدخر جهدا في البحث عن الفاعلين وضبطهم وسوقهم الى العدالة".
وقال رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل : تعبنا من التعزية بالشهداء وتمنى الشفاء للمصابين وقال: على القيادات في البلد ان تعي على مسؤولياتها لان الفراغ يفتح المجال لقوى الشر، وعلى المسؤولين تحمل مسؤولياتهم والقيام بوقفة وجدانية على الاقل لتحمل المسؤولية واقفال بعض النوافذ. ولفت الجميل الى انه يجب الاعتراف بالانجازات التي قامت بها القوى الامنية بكشف بعض الفاعلين لكن اذا لم يترافق ذلك مع متابعة القضاء وعمل من القوى السياسية فلن نصل الى مكان
وقال الجميل: منذ البداية طرحت تشكيل حكومة انقاذية، لانني افضل ان يكون النقاش حول الامور التي نختلف عليها في مجلس الوزراء كي نصل الى حل، والجانب الاخر هو امن الناس وطمأنينتهم وعلى مجلس الوزراء ان يتعاطى بشؤون الناس
وبعد ادانته الجريمة حيا وزير الزراعة ممثل "حزب الله" في الحكومة حسين الحاج حسن الجهود التي تقوم بها الأجهزة الأمنية والعسكرية الرسمية لمواجهة الهجمة الإرهابية. كما حيا البلديات وعناصر حزب الله الذي يواجهون الوضع بصعوبة هائلة
وعبر الحاج حسن عن ادانته لن يُستهدف مواطنون ابرياء على محطة للمحروقات يلجأون اليها في نهاية النهار لتعبئة المحروقات ومعظمهم من سائقي سيارات الأجرة. معتبرا ان الإجرام لم ولن يوفر أحدا طالما ان العملية بلغت هذه الدرجة الإجرامية وكل المناطق اللبناني اليوم هي الهرمل.
كما دان وزير الصحة علي حسن خليل الإنفجار وقال: نحن في حرب مفتوحة مع الارهاب والادانة لم تعد تكفي والمطلوب وضع حد امام كل من يساعد على توسيع هذه الظاهرة.
واتهم وزير العمل سليم جريصاتي "مرتزقة ارهابيين بادخالنا في اتون الارهاب لايصالنا الى الفتنة والمطلوب منا الوقوف جميعا ضد الارهاب".
واستعجلت الأمانة العامة لقوى 14 آذار إصدار بيان لإدانة الجريمة الموصوفة التي أصابت مدينة الهرمل اليوم وتقدّمت بأحرّ التعازي من ﺫوي الضحايا وتمنت الشفاء للمصابين. كما كرّرت الأمانة العامة مطلبها المُزمن منذ بداية الثورة في سوريا بنشر الجيش اللبناني على طول الحدود ومؤازرته بالقوات الدولية كما يتيح القرار 1701.
أرسل تعليقك